تظاهر آلاف من العمال، اليوم الأربعاء، أمام مقر المركزية النقابية، في ساحة أول مايو، بالعاصمة الجزائرية، وذلك للمطالبة برحيل الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي السعيد.
ورفع المتظاهرون شعارات تدين رئيس النقابة العمالية الكبرى، داعين إلى تحريرها من قبضته، إذ رفع المحتجون شعارات "سيدهم السعيد ديقاج (ارحل)"، و"المركزية النقابية ليست للبيع"، و"نهبتهم البلاد يا السارقين"، وغيرها من الشعارات التي تطالب السلطة في الجزائر بمحاسبته وتقديمه للعدالة.
وطالب النقابيون بتنحي سيدي السعيد من منصبه ورفض الاعتراف به كممثل للعمال، وطوّق رجال الأمن والشرطة ساحة مقر النقابة العمالية، وسط الجزائر، للحيلولة دون الاحتكاك بالعمال المنتفضين، والذين رفعوا شعار السلمية، بخلاف موقف الشرطة التي اعتقلت، الثلاثاء الماضي، عددا من النقابيين خلال تجمع مماثل في المكان نفسه وللأهداف نفسها.
وتعرض رئيس المركزية النقابية سيدي السعيد لوابل من الانتقادات من طرف الآلاف من العمال، منذ بداية الاحتجاجات في الجزائر، وخصوصا أنه كان الذراع الأيمن لرجال الأعمال، ويقوم بالتضييق على المعارضين له من النقابيين، والدفع بهم نحو الاستقالة أو تضييق الخناق عليهم.
ويعد الأمين العام لاتحاد العمال عبد المجيد سيدي السعيد أحد أبرز الوجوه النقابية التي دفعت اتحاد العمال لدعم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وتعرض مثل كثير من وجوه النظام السابق إلى محاكمة شعبية، حيث وضعه المتظاهرون ضمن ما يصفونهم "بالعصابة" التي كانت تحكم البلد في عهد الرئيس بوتفليقة .
ويقاوم سيدي السعيد لأجل البقاء في منصبه حتى مؤتمر الاتحاد في عام 2020، لكنه مهدد بملف فساد في قضية بنك الخليفة التي نجا منها بتدخل وضغط من قبل محيط الرئيس المستقيل بوتفليقة في عام 2005.
وتأتي هذه الحركة الاحتجاجية ضمن سياق الحراك الشعبي القائم في الجزائر منذ الـ22 من فبراير/شباط الماضي.