تفاقم أزمات المياه والكهرباء في ليبيا

20 يونيو 2016
انقطاعات متكررة للمياه عن العاصمة طرابلس (فرانس برس)
+ الخط -

أدى تعطل التيار الكهربائي المتكرّر في ليبيا، إلى انقطاع المياه، ما فاقم الأزمات المعيشية للمواطنين خلال شهر رمضان، في ظل درجة حرارة مرتفعة.
وقال مدير إدارة الإعلام والتوعية في وزارة الموارد المائية بالعاصمة طرابلس، سليمان عبود، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن انقطاع التيار الكهربائي المتكرر، يومي الجمعة والسبت الماضيين، تسبب في توقف ضخ المياه القادمة من محطة جبل الحساونة إلى العاصمة والمناطق المجاورة لها، ومنها بني وليد ومصراتة (شرق).

وأوضح عبود، أن منظومة جبل الحساونة تنتج يومياً مليوني متر مكعب في الأوضاع الطبيعية، إلا أنها تراجعت حالياً إلى 1.2 مليون متر مكعب من المياه، ونصيب طرابلس 400 متر مكعب يومياً، موضحاً أن سبب انخفاض ضخ المياه يرجع إلى احتياج بعض الآبار للصيانة.
وفي رده على سؤال لـ"العربي الجديد" بشأن وجود بدائل لتغذية طرابلس بالمياه بعد أن انقطعت لمدة أسبوع بسبب الصراعات المسلحة، قال إن وزارة الموارد المائية تقدمت بمشروع في عام 2013 بشأن خزان سعتهُ 24 مليون متر مكعب من المياه لكي يغذي طرابلس، وفي نفس الوقت يصبح مخزوناً استراتيجياً للبلاد، مشيراً إلى عدم وجود خزنات للعاصمة للطوارئ.

وأضاف أن جميع مشروعات المياه توقفت بسبب الأزمة المالية الحادة التي تمر بها البلاد، ومنها مشروعان لتنفيذ محطات تحلية مياه البحر، إحداهما بسعة 500 ألف متر مكعب بشرق طرابلس وأخرى سعتها 200 ألف متر مكعب بغرب طرابلس، بالإضافة إلى صيانة الآبار القديمة.
ولم يفلح المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج، في حل الأزمات المعيشية لليبيين، رغم توليها المهام منذ شهرين، وأرجع محللون الأسباب إلى تفاقم الأزمات المالية في ظل تدهور الأوضاع الأمنية.
وأظهرت بيانات رسمية لديوان المحاسبة أن ليبيا أنفقت ما يزيد عن نصف احتياطياتها من النقد الأجنبي في 4 أعوام، لتعويض تراجع إيراداتها الحيوية من النفط، بسبب الصراع الذي تشهده البلاد، وانخفاض أسعار الخام عالمياً.
وأكدت البيانات أن احتياطيات مصرف ليبيا المركزي من النقد الأجنبي بلغت 39 مليار دولار نهاية العام الماضي 2015، مقابل 84 مليار دولار بنهاية 2011.
ومن جانبه، أكد الناطق الرسمي باسم الشركة العامة للكهرباء، أشرف المريمي، لـ"العربي الجديد"، أن الشبكة الكهربائية بدأت في التحسن منذ مساء السبت الماضي، نظير تحسن في الأحوال الجوية، وقد تستغرق الأحمال ما بين 3 إلى 5 ساعات يومياً.

وأبلغ أن العجز في الشبكة العامة للكهرباء بلغ ألفي ميغابايت من إنتاج الشبكة البالغ ستة آلاف ميغابايت، بسبب عدم استكمال العمرات، وعدم شراء قطع غيار جديدة، بالإضافة إلى الارتفاع الكبير في درجة الحرارة.
وذكر رئيس لجنة الأزمة في طرابلس، ناصر الكريو، أن أحد أبرز أسباب انقطاع التيار الكهربائي هو مغادرة الشركات الأجنبية في عام 2014 وعدم رجوعها بسبب الأوضاع الأمنية في البلاد، وأبرزها شركة هيواندي التي تشغل محطة غرب طرابلس وغادرت بناء على طلب الحكومة الكورية، وقامت بإجلاء جميع موظفي الشركة من ليبيا، بالإضافة إلى محطة أوباري التي لم تدخل إلى مرحلة التشغيل وسعتها 600 ميغابايت، بسبب مغادرة شركة سيمنس الألمانية.

وشهدت العاصمة طرابلس، الأسبوع الماضي، موجة احتجاجات بشأن انقطاع التيار الكهربائي وعدم العدالة في توزيع الأحمال، وطالبوا المحتجون المجلس الرئاسي بضرورة التدخل، كما قامت مجموعات مسلحة بتهديد غرف التحكم وطالبت بمساواتها بباقي المناطق.
كما تم إغلاق معظم الشوارع الرئيسية، وعلى رأسها الطريق السريع في منطقة غوط الشعال غرب العاصمة، ووعد رئيس المجلس الرئاسي، في تصريحات تلفزيونية، بحل الأزمات التي تمر بها البلاد من انقطاع التيار الكهربائي وغيرها من المشاكل المعيشية.


المساهمون