وصرح الأمير عبد العزيز بن سلمان، الذي تولي منصب وزير الطاقة أمس الأحد خلفاً لخالد الفالح، للصحافيين أنه لن يحدث أي تغيير جذري في سياسة النفط السعودية التي قال إنها تستند إلى اعتبارات استراتيجية من بينها الاحتياطيات واستهلاك الطاقة.
وشارك الأمير في التفاوض بشأن الاتفاق بين منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها، المجموعة المعروفة باسم "أوبك+"، على خفض إمدادات الخام من أجل دعم الأسعار وتحقيق توازن في السوق.
وقال للصحافيين على هامش مؤتمر للطاقة في أبوظبي، إن تحالف "أوبك+ "باق لفترة طويلة وطالب أعضاء أوبك بالالتزام بمستوى الإنتاج المستهدف.
وأضاف الأمير، "عملنا داخل أوبك دوما في تلاحم وترابط لضمان أن يعمل المنتجون ويزدهروا معاً".
ورداً على سؤال عما إذا كانت هناك حاجة لزيادة تخفيضات إنتاج النفط لدعم السوق، أجاب "سيكون خطأ من جانبي أن استبق باقي أعضاء أوبك".
وتحتاج السعودية بشدة إلى أسعار مرتفعة للنفط حيث بنت ميزانيتها على سعر للنفط فوق مستوى 75 دولاراً للبرميل.
وبسبب حرب اليمن والخسائرالضخمة التي تكبدتها المملكة يتزايد حجم الإنفاق ويتزايد تبعاً لذلك عجز الميزانية وحاجتها لتمويلات من أسواق المال العالمية والمصارف، عبر القروض وطرح السندات الحكومية.
ويذكر أن أسعار النفط ارتفعت اليوم الاثنين في التعاملات الصباحية في لندن، حيث ارتفع خام برنت 46 سنتا إلى 62 دولارا للبرميل بينما زاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 48 سنتا إلى 57 دولارا.
وقال الأمير عبد العزيز إن المعنويات السلبية تحرك أسواق النفط، لكنه لا يعتقد أن ذلك له تأثير على نمو الطلب النفطي. وأشار إلى أن من المتوقع تحسن آفاق الاقتصاد العالمي فور تسوية الخلاف التجاري بين الولايات المتحدة والصين. وقال، "الناس تتكهن بشأن ركود عالمي ولكن لا يوجد ركود اليوم".
وحسب رويترز، صرح وزيرا نفط عمان والعراق للصحافيين في وقت سابق في أبوظبي أن من السابق لأوانه تقييم ما إذا كان ثمة حاجة لتخفيضات أعمق لدعم سوق النفط في وقت تشهد فيه مخاوف من ركود عالمي جراء الخلاف بين الولايات المتحدة والصين.
وقال وزير الطاقة العماني محمد بن حمد الرمحي إن مسقط، وهي ليست عضوا في أوبك، ترغب أن يصل سعر النفط إلى 70 دولارا للبرميل، مضيفاً أن الالتزام الكلي باتفاق خفض الإنتاج جيد ولكن هناك قلقاً من أن المشاركة غير كاملة في الامتثال للاتفاق.
وقال وزير نفط العراق، ثاني أكبر منتج في أوبك، إن بغداد ملتزمة بتنفيذ الاتفاق الذي تقوده أوبك مضيفاً أن مستويات إنتاج بلاده حاليا تبلغ 4.6 ملايين برميل يومياً.
وقال ثامر الغضبان، "نحن ملتزمون بكل تأكيد باحترام (التخفيضات)... صادراتنا انخفضت بما لا يقل عن 150 ألف برميل يوميا من الجنوب".
وارتفع إنتاج أوبك النفطي في أغسطس/آب لأول مرة هذا العام نتيجة زيادة الإنتاج من العراق ونيجيريا والتي طغت على تخفيضات السعودية والفاقد في إيران بسبب العقوبات، بحسب مسح لرويترز.
وتبلغ حصة أوبك من التخفيضات السارية حتى مارس/آذار من العام المقبل 800 ألف برميل يومياً، ويشارك فيها 11 عضوا في المنظمة مع استثناء إيران وليبيا وفنزويلا.
(العربي الجديد، رويترز)