النهائي اللاتيني في مدريد...خطوةٌ على الحلم

09 ديسمبر 2018
ريفر يسعى للقبه الرابع وبوكا يريد النجمة السابعة (Getty)
+ الخط -
في أجواءٍ كبيرة تترقب جماهير كرة القدم في العالم، نهائي كأس كوبا ليبرتادوريس، بين فريقي ريفر بليت وبوكا جونيورز الأرجنتينيين على ملعب "سانتياغو برنابيو" في العاصمة مدريد الإسبانية.

وقرر اتحاد أميركا الجنوبية نقل مباراة الإياب من ملعب "المونيمونتال" الخاص بنادي ريفر بليت إلى برنابيو، عقب أحداث الشغب التي سبقت المواجهة الثانية، بعد الاعتداء على حافلة لاعبي بوكا، ما أدى إلى إصابة بعض اللاعبين بجروحٍ طفيفة، مع العلم أن لقاء الذهاب انتهى بنتيجة 2-2

حسابات الفريقين

يحلم بوكا في تحقيق لقبه السابع، والعودة إلى مسابقة كأس العالم للأندية بعد غيابٍ طويل، إذ كان الفوز الأخير في عام 2007، أما ريفر فكلّه أمل بالظفر باللقب الرابع بتاريخه، بعدما كان التتويج الأخير في عام 2015.

وسيكون طموح بوكا كبيراً لأنه في حال الفوز سيعادل رقم إندبندييتي التاريخي، الذي يعتبر أكثر من حقق لقب ليبرتادوريس على الصعيد الأرجنتيني.

ويرى البعض قبل المواجهة الكبيرة، أن مبدأ تكافؤ الفرص ليس موجوداً، باعتبار أن بوكا جونيورز خاض لقاء الذهاب على أرضه بحضور جماهيره التي غصّت بها المدرجات، فيما حُرمت جماهير ريفر من ذلك، بسبب رفض الاتحاد الأميركي الجنوبي للعبة وجود عشاق الطرف الآخر في ملعب المضيف يومها، وهذا الأمر لا ينطبق على مباراة سانتياغو برنابيو، إذ ستتمكن جماهير بوكا من الحضور على غرار ريفر بليت، والعديد من المشجعين المحبين لمشاهدة السوبر، وهذا الأمر سيخفف الضغط عن أبناء المدرب غييرمو باروس، مع العلم أن الطرف الآخر يرى نفسه مظلوماً، وحُرم من اللعب بين جماهيره، من ثم فإنه سيسعى للردّ بقوة على اتحاد الكرة القارّي.

وباختلاف الأجواء بين الأرجنتين وإسبانيا، وبين القارّة الأميركية الجنوبية وأوروبا، قد يدفع مدرب بوكا جونيورز، بنجمه المخضرم كارلو تيفيز الملقب بالأباتشي، الذي سبق له زيارة العاصمة مدريد وملعب سانتياغو برنابيو حين كان لاعباً في فريق يوفنتوس خلال مسابقة دوري أبطال أوروبا، أما فرناندو غاغو، فهو على دراية واسعة بأجواء المدينة ومسرح اللقاء، بعدما كان قد لعب سنواتٍ طويلة في صفوف ريال مدريد "صاحب الملعب"، إذ قضى 5 أعوام وتوج بالعديد من الألقاب.

ويرغب بوكا في عدم السقوط مجدداً أمام غريمه في نهائيٍ آخر، بعدما كان قد فقد لقب السوبر الأرجنتيني في شهر مارس/ آذار الماضي، مع العلم أن التاريخ يُرجح كفته، فدائماً ما كانت الاحتفالات في النهائيات بينهما أكثر في الحيّ الأزرق والذهبي.

ومن حسن حظ بوكا جونيورز، فإن التسجيل خارج الديار لا مكان له في نهائي ليبرتادوريس، إذاً فإن التعادل 1-1 لا يعني خسارته اللقب.

وتعلم جماهير ريفر بليت أن فرصة التتويج بالكأس الكبيرة في القارّة اللاتينية، ستعني التأهل للنسخة عينها الموسم المقبل، في ظل المعاناة على مستوى الدوري الإسباني واحتلال المركز الثامن في سلم الترتيب، والخروج قبل أيام أمام فريق خيمناسبا لا بلاتا من نصف نهائي كأس الأرجنتين.

مكاسب وخسائر
لم يخسر ريفر بليت وحده من عدم إقامة النهائي على أرضه في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس. صحيحٌ أن الفريق العريق "الأحمر والأبيض" اضطر لإعادة ثمن التذاكر للجماهير التي اشترت البطاقات، إلا أن بلاد الفضة تلقت ضربة موجعة بعد الذي حصل، وهي التي تأمل استضافة بطولة كأس العالم 2030 مع مجموعة من دول الجوار، لكن سوء تنظيم نهائي كأس ليبرتادوريس، وحضور رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، السويسري جياني إنفانتينو، كان لهما تأثير سلبي على ذلك.

من جانب آخر، تبدو مدريد عاصمة إسبانيا، المستفيد الأكبر من هذا اللقاء، إذ ستحقق إيرادات مالية ضخمة تصل إلى 47,7 مليون دولار أميركي مباشرة ضمن مبلغ 110 ملايين دولار بشكل عام، وذلك بحسب مندوب الحكومة في مدريد، خوسيه مانويل رودريغيز أوريبي. وانتعش العمل في الفنادق خلال هذه الفترة وارتفعت نسبة طلب الحجوزات بين 8 و10% عن الفترة السابقة.

تحضيرات أمنية
وكانت السلطات الإسبانية قد رحّلت قبل أيام أحد قادة الأولتراس في نادي بوكا جونيورز، نظراً للتخوف من تحريضه والقيام بأعمال شغب في العاصمة مدريد، لكن ذلك لن يكون كافياً بنظر قوات حفظ الأمن هناك، إذ قد يحضر من 400 إلى 500 مشجع من فئة المشاغبين، ومن ثم قد يحصل اصطدام بين جماهير بوكا وريفر، ولا سيما أن الجميع عاش في الفترة الماضية على صفيح ساخن، بسبب ما حصل من أعمال شغب في بوينس آيرس.

ومن المتوقع أن تتعامل السلطة الإسبانية مع المباراة كحدثٍ مهم للغاية، وتحظى بتغطية أمنية عالية المستوى وربما تكون الكبرى في تاريخ عالم كرة القدم.

وخلال حديث كارلو تيفيز للصحافيين في مدريد، أكد أن تطبيق إسبانيا لسياسة عدم التسامح مع أعمال الشغب والعنف أمرٌ صائب ومحق، موجهاً رسالة غير مباشرة للجماهير بضرورة الالتزام بقوانين البلد، والظهور بصورة حسنة وطيبة، وخاصة أن الجميع انتقد الأرجنتين، وطريقة لعب كرة القدم هناك، إذ طالب العديد من اللاعبين بالاستفادة من التجارب الخارجية، والبناء عليها في المستقبل.

وستحاول الشرطة الإسبانية فصل جماهير الفريقين في الشوارع قد المستطاع، لتخفيف الاحتقان الحاصل بينهما، إذ منحت 25 ألف تذكرة لكلّ طرف مقابل 20 ألف تذكرة للجماهير الحاضرة في أوروبا.

المساهمون