العقرب السويسري وبيرلو ويلز وشبل إنجلترا..نجوم اليوم الثاني بـ"اليورو"

13 يونيو 2016
نجوم اليوم الثاني لبطولة أمم أوروبا (العربي الجديد/غيتي)
+ الخط -
تستمر اليورو في إبهار عشاقها بمباريات قوية ومستوى مميز، ليتطور الأداء كثيراً في اليوم الثاني من عمر البطولة، مع منافسة أكبر وعروض أمتع داخل الملعب، ورغم الشغب الجماهيري في مارسيليا بين المشاغبين الروس والهوليغانز الإنجليز، حصلت كرة القدم على رصيد خاص من المديح، نتيجة الفروقات الطفيفة بين الفرق، والندية الحاضرة حتى اللحظات الأخيرة، مع شعار واحد لا بديل عنه، السطوة مستمرة لصالح نجوم خط الوسط.

الممرر الأفضل
فاز فريق سويسرا على بولندا بهدف يتيم، في مباراة الأخوين شاكا، جرانيت مع الفريق الفائز وتولانت رفقة الخاسرين، ليتفوق نجم آرسنال الجديد ويقدم مستوى استثنائياً في أولى مباريات فريقه باليورو، ليؤكد أن المدفعجية فازوا بلاعب ارتكاز من العيار الفريد، ويحجز الخانة الأساسية داخل تكتيك المدرب أرسين فينجر بالموسم المنتظر.

يحصل كانتي ارتكاز فرنسا وليستر على صيت جماهيري واضح، بسبب قوته في استخلاص الكرات، وجرأته في الركض خلف الكرة، ويعتبر النجم الفرنسي من أفضل اللاعبين خلال العام الماضي، لكن جرانيت شاكا هو النسخة الأحداث للاعب الارتكاز، حيث أنه يقدم الواجبات الدفاعية المطلوبة منه، لكن مع أداء هجومي واضح، ومساهمة قوية في كامل هجمات الجانب السويسري.

راهن المدرب بيتكوفيتش على خطة 4-2-3-1، مع ثنائي محوري بقيادة بيهرامي وشاكا، وحصل جرانيت على الأريحية الكاملة أمام زميله الذي يغطي خلفه، لكنه عاد أيضاً كثيراً إلى مناطقه، من أجل استلام الكرات والهروب من كماشة الضغط الألبانية، ليصبح لاعب الوسط بدرجة صانع الفرص الأول لفريقه، لدرجة أنه مرر 99 تمريرة صحيحة، وفاز في 5 صراعات هوائية، مع صناعته 3 فرص مؤكدة للتسجيل، فتش عن الدور الجديد لنجوم الارتكاز، نصف لاعب وسط في نصف ملعبه، ونصف قائد الهجوم في ملعب المنافسين، وكأنه العقرب الرئيسي في طريقة لعب الساعة السويسرية.

بيرلو ويلز
في المقابل، حققت ويلز أول فوز لها في دورة مجمعة منذ سنوات عريضة، ونجح رفاق جاريث بيل في خطف أول ثلاث نقاط، ليبقوا في صدارة المجموعة بعد تعادل الروس والإنجليز في مارسيليا. وقدم المدرب كريس كولمان عرضاً متوازناً إلى حد كبير، لم يهاجم بوضوح لكنه عرف كيف يغلق مناطقه، ويستفيد من الميزة الكبيرة لفريقه، في الضرب بالكرات الثابتة مع استغلال بطء الدفاعات السلوفاكية.

لعبت ويلز بطريقة لعب 3-4-2-1 بتواجد ثلاثي دفاعي صريح في الخلف للتغطية رفقة ظهيري الجنب، وترك كافة المهام الهجومية للثلاثي بيل، ويليامز، ورامسي، مع نجومية مضاعفة للاعب الوسط جوي ألين، نجم ليفربول يعيد اكتشاف نفسه في مركز لاعب الوسط المتأخر، الذي يتحرك وسط حماية من رفيقه إدواردز على طريقة "جاتوزو-بيرلو" مع الأزوري في مونديال 2006.

ألين هو "الديب لاينج" كما يقول الكتاب، لاعب وسط صانع، يحصل على الكرات قرب دفاعه، يصعد بالهجمة بتمريرة طولية إلى الأمام، ويحافظ على واجباته الدفاعية، لذلك بلغة الأرقام كان الأبرز في تشكيلة كولمان، بتمريره 48 كرة وصناعته فرصتين، مع افتكاكه لخمس لعبات من الفريق السلوفاكي، هو اللاعب الأهم في تكتيك مدربه مع كامل الاحترام للمنقذ دائماً، جاريث بيل.

اكتشاف توتنهام
حصل توتنهام على تقدير كبير بعد موسم تاريخي بقيادة الأرجنتيني الشاب بوكيتينو، هو أنجح فريق إنجليزي بعد ليستر وآرسنال بالبريميرليغ، لكن مع نضج تكتيكي واضح وتطور هائل في مستوى لاعبيه، خصوصاً الثنائي إيريك داير وديلي آلي، واستفاد روي هودسون كثيراً من تكتيك الفريق اللندني، ليلعب بطريقة قريبة من 4-1-4-1، عن طريق داير في منطقة الارتكاز وآلي في الثلث الهجومي خلف هاري كين.

أوجد هودسون نجمه واين روني في مركز لاعب الوسط الصريح، يتحرك كابتن مانشستر كثيراً في منطقة المنتصف، حتى يصنع الفراغ المطلوب لاستلام ديلي آلي، ويقوم لاعب توتنهام بدور محوري في التحول بين الخطوط، وجذب المدافعين إلى الداخل ليستلم الثنائي لالانا وستيرلينج الكرات في مناطق الخطورة، وصنع الفريق الإنجليزي فرصاً بالجملة، لكنه خرج متعادلاً بسبب فقدان التركيز وإجراء بعض التعديلات السلبية في الدقائق الأخيرة.

خطف داير دائرة النجاح من البقية، الأمر لا يتعلق فقط بالهدف الرائع الذي سجله، ولكن في طريقة بناء الهجمة من أمام دفاعه، مع فهمه الكامل لواجبات مركزه، من خلال قطع أكبر قدر ممكن من الكرات، والضغط المستمر على حامل الكرة من الفريق الروسي، ليضاعف من تركيبته الدفاعية، ويتحول من مجرد مدافع صريح إلى لاعب ارتكاز مثالي، في أهم اكتشاف إنجليزي بافتتاحية اليورو.

دلالات
المساهمون