تتواصل منافسات الدور ثمن النهائي لبطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم، المقامة حالياً في مصر، مع انطلاق اليوم الثالث، وسط ظهور عربي قوي وكبير مرتقب ممثلاً في المنتخب الجزائري، صاحب العروض المميزة في الدور الأول، وأحد أقوى المرشحين لإحراز الكأس الأفريقية.
ويستضيف استاد الدفاع الجوي اللقاء المرتقب بين الجزائر وغينيا، في سباق حصد بطاقات التأهل إلى الدور ربع النهائي.
ويدخل محاربو الصحراء المواجهة مدعومين بسجلٍ قوي في الدور الأول، بعد تصدّر المجموعة الثالثة، وحصد 9 نقاط من 3 انتصارات على السنغال وتنزانيا وكينيا، سجلوا خلالها 6 أهداف.
ولم تهتز شباك الخضر، ليُصبح فريقهم الأقوى هجومياً ودفاعياً في الدور الأول، كما اختير جمال بلماضي المدير الفني للجزائر أفضل مدربي الدور الأول، وكذلك اختير إسماعيل بن ناصر لاعب الوسط أفضل لاعبٍ في الدور ذاته.
ويُراهن جمال بلماضي في لقاء الليلة على تشكيلته الأساسية المفضلة في البطولة حتى الآن، التي تضمُّ كلاً من رايس مبولحي في حراسة المرمى، ويوسف عطال وعيسى ماندي ورامي بن سبعيني في الدفاع، وجمال بن العمري وإسماعيل بن ناصر وسفيان فيغولي ورياض محرز ويوسف بلايلي في الوسط، وبغداد بونجاح في الهجوم، بطريقة لعب 4-5-1 التي تتغير إلى 4-2-3-1، ويميل بلماضي إلى تنفيذ الضغط المرتفع القوي على منافسيه والاستحواذ والميل إلى الحلول الفردية في أضيق الحدود، مع الرهان على الكرة الجماعية ومنظومة الضغط من جانب الخطوط الثلاثة.
ويملك بلماضي أوراقاً بديلة يُمكن لها إحداث التغيير في أي وقت، مثل المهاجم المخضرم إسلام سليماني ولاعب الوسط الموهوب آدم أوناس، والأخير سجل هدفين في مرمى تنزانيا، وفرض نفسه نجماً في آخر مباريات الدور الأول ونافس على لقب هداف البطولة.
في المقابل، يخوض منتخب غينيا المواجهة في ظروف معنوية صعبة، بعد البداية السيئة التي قدّمها في البطولة خلال الدور الأول، واحتلاله المركز الثالث برصيد 4 نقاط ضمن فرق المجموعة الثانية. ويُراهن مديره الفني، بول بوت، على طريقة لعب 4-3-3، يعتمد خلالها على فرانسواه كامانو وسوري كابا وياتارا في الهجوم، وهو المثلث الذي تألق في موقعة بوروندي الأخيرة التي حسمها غينيا بالفوز بهدفين مقابل لا شيء.
من جانبه، أكد جمال بلماضي احترامه الكامل للمنتخب الغيني، متوقعاً أن يكون اللقاء قوياً، ويواجه خلاله لاعبوه منافساً شرساً في الجانب الهجومي، في ظل امتلاكه عدداً كبيراً من اللاعبين صغار السن، الذين يجيدون تنفيذ الهجمات المرتدة، مشدداً على أنه حذر لاعبيه طيلة الأيام الماضية من الغرور والاستهانة بالمنافس الغيني، معتبراً اللقاء تحدياً كبيراً في رحلة المنافسة على لقب بطل كأس الأمم الأفريقية وإحراز اللقب للمرة الثانية في التاريخ.
وقال بلماضي إن جهازه لجأ إلى تخفيف الأحمال البدنية في الأيام الماضية، من أجل مساعدة لاعبيه على التخلص من الإجهاد الذي لاحقهم في الدور الأول.
في المقابل، وصف بول بوت، المدير الفني لمنتخب غينيا، اللقاء الصعب، قائلاً: "الجزائر هو المرشح الأول لإحراز كأس أفريقيا، يُقدم عروضاً جميلة، ويضمُّ خط وسط قوياً جداً وكذلك مهاجمين لديهم النجاعة التهديفية. سأعمل على الحدّ من خطورتهم، وسأفرض رقابة لصيقة على رياض محرز، نجم مانشستر سيتي الإنكليزي والعقل المفكر للجزائر في الملعب، هو لاعب خطير جداً ويمثل الكثير من قوة الجزائر الهجومية، وكذلك مراقبة سفيان فيغولي الخطير جداً في الجانب الأيمن، وهو محطة هجومية قوية ولاعب صاحب خبرات دولية ويمثل قوة كبيرة للجزائر".
ويشهد الدور ثمن النهائي لقاء يبدو متكافئ القوة حينما يلتقي منتخبا مدغشقر وجمهورية الكونغو الديمقراطية، بحثاً عن بطاقة التأهل. وتصدرت مدغشقر قمة المجموعة الثانية برصيد 7 نقاط، فيما تأهلت الكونغو بعد الحصول على المركز الثالث في المجموعة الأولى برصيد 3 نقاط ونالت أفضل ثوالث في المجموعات.
وأعرب نيكولاس ديبوي، المدير الفني لمدغشقر، عن أمله في مواصلة الانتصارات القوية التي بدأها في الدور الأول، مشدداً على أن الكونغو فريق قوي وظهر بشكل جيد في لقاء زيمبابوي، وأنه يريد كتابة التاريخ وتحقيق الفوز الثالث لمدغشقر الذي يساوي الكثير، وفي مُقدمتها وضع الفريق في أول مشاركة له ببطولة كأس الأمم الأفريقية ضمن الثمانية الأوائل في القارة السمراء، وهو أمر يحسن كثيراً من ترتيبهم.
في المقابل، قال فلوران إبينغي، المدير الفني للكونغو: "مدغشقر منتخب قوي ونكنُّ له كل الاحترام والتقدير، ووجودنا في هذا الدور أشبه بالمعجزة، لقد وقعنا على بداية غير جيدة في البطولة، لكننا تداركنا الأمور وصححنا المسار".