الرشوة والفساد يخيّمان مجدداً على الدوري الجزائري!

عادت الظواهر السلبية لتخيّم مجدداً على الدوري الجزائري لكرة القدم، لتجسّد الوضع الصعب الذي تعيشه هذه المنظومة منذ سنوات عديدة، بالنظر إلى تفشي الكثير من الأمور المسيئة لصورة الساحرة المستديرة على غرار عنف وشغب الملاعب وكذلك تورط الكثير من اللاعبين في فخ المنشطات والمخدّرات، فضلاً عن الحديث المستمر عن ترتيب نتائج المباريات.

وفي هذا الصدد، فجّر الرئيس الجديد لفريق وفاق سطيف، فهد حلفاية، النادي المتوّج في العام 2014 ببطولة دوري أبطال أفريقيا، فضيحة من العيار الثقيل عندما كشف علانية عن تورط رئيس سابق لنفس الفريق في شراء ذمم الحكّام ومسؤولي ولاعبي الأندية المنافسة للوفاق، من أجل الإطاحة بهذا الفريق وإضعاف موقعه في الدوري المحلي.

وانتشر تسجيل مصور على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيه رئيس الوفاق في مناقشة حادة مع مشجعي الفريق بعد الخسارة من شباب قسنطينة، عقب انتهاء المباراة بالدوري يوم السبت الماضي، وبدا ذات المسؤول في قمة الغضب وهو يحاول تبرير النتائج السلبية للفريق الذي يترنح في المراكز الأخيرة في ترتيب أندية الدوري، قبل أن يفقد أعصابه موجهاً اتهامات مباشرة وخطيرة لعبد الحكيم سرار، الذي كان رئيسا للوفاق لسنوات عديدة قبل أن يتحول إلى رئاسة فريق اتحاد العاصمة في الموسمين الماضيّين.

وقال فهد حلفاية للصحافيين والمشجعين: "سرار يشتري ذمم الحكام كي يتسبب في خسارة الوفاق، أنا أقول هذا أمام وسائل الإعلام وأتحمل المسؤولية، ولدي الدلائل التي تثبت صحة كلامي"، مضيفا: "لم أكن أرغب بالحديث عن هذه الأمور لأن أحوال البلاد غير مستقرة، وبعد انتخاب رئيس جديد للبلاد ستنكشف الكثير من الأمور"، قبل أن يوجه اتهاما آخر لغريمه، قائلاً: "سرار سارق ولديّ الأدلة على ذلك"، وتابع: "هو من تسبب في خسارتنا أمام فريق شباب قسنطينة وسأكشف كل شيء في الوقت المناسب".

وبعد انتشار التصريحات النارية لرئيس الوفاق، كشفت وسائل إعلام محلية عن عزم عبد الحكيم سرار رفع دعوى قضائية ضده بتهمة التشهير والكذب، بعد الاتهامات الخطيرة التي طاولته، ودفع هذا الأمر برئيس الوفاق فهد حلفاية إلى التراجع عما صرّح به، حيث نشر تدوينة على حسابه بـمواقع التواصل الاجتماعي"فيسبوك"، اعتذر فيها من سرار، وكتب:"الإنسان في حالة الغضب لا يتحكم في أعصابه ولا يدرك هفوات لسانه، لذا أعتذر من عبد الحكيم سرار".

ويبدو أن حلفاية الذي ترأس الفريق مطلع الموسم الكروي الجاري، بعد إيداع الرئيس السابق حسان حمّار السجن بتهم "فساد"، لم يهضم الأنباء التي راجت أخيراً في محيط الوفاق حول عودة وشيكة لسرار قصد رئاسة النادي، ما جعله يهاجمه ويدلي بتلك التصريحات الخطيرة بحقه.