ففي التاريخ الحديث، عانت دورة الألعاب الأولمبية في ثلاث مناسبات سابقة من التأجيل بسبب الحروب، مثلما حدث في برلين عام 1916، وطوكيو 1940، ولندن 1944، لكن ما حدث هذه المرة أنّ القرار الذي أصدره رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، اليوم الثلاثاء، بتأجيل دورة 2020 إلى العام المقبل، يُعتبر الأول من نوعه في زمن السلم.
وتسبب مقتل ولي عهد النمسا فرانك فرديناند وزوجته في ساراييفو في عام 1914، بتأجيل دورة الألعاب الأولمبية في العاصمة الألمانية برلين عام 1916، لأنّ ذلك أشعل فتيل الحرب العالمية العالمية الأولى، لكن مؤسس الألعاب الأولمبية الفرنسي بيار دو كوبرتان، أصر على اعتبارها النسخة السادسة، على الرغم من أنها لم تقم أبداً.
Twitter Post
|
أما تنظيم دورة طوكيو عام 1940، التي تقرر إجراؤها في اليابان بعد الزلزال الكارثي الذي ضربها في عام 1923، كي تظهر للعالم بأنها تعافت على مختلف الصعد، فقد جرى سحبه بسبب الحرب التي اندلعت مع الصين عام 1937، وقد أجبرت اليابان أيضاً على التخلّي عن دورة الألعاب الشتوية لصالح سويسرا.
أما دورة الألعاب الأولمبية في العاصمة البريطانية لندن عام 1944، فتم إلغاؤها بسبب الحرب التي أعلنتها المملكة المتحدة على ألمانيا، واستمرت الأمور حتى انتهاء الحرب العالمية الثانية، لتعود لندن إلى استضافة دورة الألعاب الأولمبية عام 1948، وأطلق عليها "ألعاب التقشف".
ترحيب بقرار التأجيل
وبعد تأكيد تأجيل دورة الألعاب الأولمبية في اليابان، اليوم الثلاثاء، سارع الاتحاد الدولي لكرة القدم إلى الترحيب بالقرار، مؤكداً، في بيان، أنّ "الأولوية" يجب أن تكون لصحة المشاركين في مواجهة فيروس كورونا الجديد، مشيراً إلى أنّ "فيفا تؤمن بشدة بأنّ صحة الجميع تأتي على رأس الأولويات".
وأضاف البيان أنّ "الاتحاد الدولي لكرة القدم سيعمل مع الهيئات المعنية لمعالجة جميع القضايا الرئيسية المتعلقة بإعادة برمجة الدورة"، لا سيما أنّ عدداً من نجوم الكرة، وعلى رأسهم الفرنسي كيليان مبابي والبرازيلي نيمار دا سيلفا، والإسباني سيرجيو راموس، قد أبدوا رغبتهم بالمشاركة في دورة طوكيو 2020.
ولم يكن رد الاتحاد الدولي لألعاب القوى بعيداً عن موقف "فيفا"، إذ اعتبر أنّ قرار تأجيل دورة الألعاب الأولمبية في اليابان سيمنح بعض الراحة والوضوح في الوضع الذي يعيشه العالم بسبب فيروس كورونا، مضيفاً: "سيقوم الاتحاد بكل ما في وسعه للحفاظ على موسم المسابقات الصيفية في عام 2020، بأن ينطلق وينتهي في أوقات متأخرة عن المعتاد. وهكذا، فإنّ الرياضيين، عندما يصبحون مستعدين وإذا تم احترام السلامة الصحية التي اتخذتها دول العالم، سوف يمكنهم خوض كل المسابقات مرة أخرى في كل قارة".
Twitter Post
|