المُعدّ البدني لريال مدريد...الجندي المجهول صانع الإنجازات "الملكية"

13 فبراير 2018
المُعد البدني للنادي "الملكي" (العربي الجديد، تويتر)
+ الخط -

يعتمد ريال مدريد بقيادة المدرب الفرنسي زيدان منذ عام 2016، على المُعد البدني، أنطونيو بينتوس، الذي ارتبط اسمه بالنجاح الكبير الذي حققه النادي "الملكي" في السنوات الأخيرة، كونه المسؤول الأول عن إعداد اللاعبين قبل المباريات وتحضير أفضل الخطط البدنية بحسب قوة المواجهة.

وصل المُعد البدني الإيطالي أنطونيو بينتوس إلى فريق ليون الفرنسي في صيف عام 2016. لكن اتصالاً مفاجئاً غيّر مساره سريعاً بعد طلب من المدرب زيدان، الذي أراده في جهازه الفني في أسرع وقت ممكن، ليقرر بينتوس المغادرة بعد أيام من استلام مهمته الجديدة في ليون ويبدأ رحلة ذهبية مع النادي "الملكي".

يعمل بينتوس منذ فترة طويلة في عالم الرياضة وكان متخصصاً في مجال رياضة الجمباز والجودو في وقت سابق قبل أن ينتقل إلى كرة القدم. وفي هذا الإطار قال بينتوس لصحيفة "لا بروفانس" الفرنسية في إحدى المقابلات: "ميزتي في العمل هي التكيف مع الموقف. كان لدي الكثير من الفرص للعمل مع عدة أندية، ولا يمكن إخفاء حقيقة أنني قدمت عدة طرق في الإعداد البدني ليوفنتوس، تشلسي، موناكو ومارسيليا".

فلسفة العمل
يُخالف بينتوس رأي المدربين بيب غوارديولا وجوزيه مورينيو لجهة أنه في كرة القدم لا يجب تقسيم التكتيك إلى فئات (بدني، تكتيكي، تقني). فبالنسبة له لا يمكن العمل فقط على الكرة، يجب على الأندية أن تعمل دونها أيضاً. الأمر يتطلب المزج بين الأمرين بأفضل طريقة ممكنة. ويُطالب بينتوس جميع المدربين بالتنبه لعملية التحضير البدني الجيد قبل بداية أي موسم.

لا يعمل بينتوس مع اللاعب على أنه رياضي، بل يتعامل معه كونه رجلاً يحتاج إلى تشخيص ذهني ونفسي قبل كل شيء. هو مُعد بدني لا يصرخ بل يحاول إيصال الرسالة كما هي لجميع اللاعبين. وهو يولي الأهمية الكبرى لعلاقة اللاعبين بين بعضهم البعض.

ومنذ وصوله إلى ريال مدريد في موسم 2016-2017، ظهرت بصمات بينتوس سريعاً، حيثُ تحضر الفريق بقوة خلال فترة الصيف قبل الدخول في الموسم الجديد. قام بينتوس بتوزيع اللاعبين إلى مجموعات للقيام بالتمارين البدنية (القفز المتوازن، سباق الـ 30 دقيقة وغيرها) وكل هذا من أجل المحافظة على المستوى البدني الجيد والاستمرار لأكثر من 60 مباراة في الموسم.

وفعلاً تُوج النادي "الملكي" في عام 2017 بلقب الدوري الإسباني بعد انتظار دام خمس سنوات، والمثير أن الفريق سجل 23 هدفاً في آخر عشر دقائق من المباريات، وهو الأمر الذي يؤكد القوة البدنية لدى اللاعبين التي صنعها بينتوس في ريال مدريد.

فهل ينجح بينتوس بأفكاره المُميزة في إعداد ريال مدريد لمواجهة باريس سان جيرمان الفرنسي بالطريقة المثالية، وبالتالي النجاح في تخطي هذه العقبة الصعبة من الموسم عبر ترشيد استخدام القوة البدنية خلال 180 دقيقة، وإثبات أنه من أفضل المعدّين البدنيين في البطولات الأوروبية؟

ترجمة: رياض الترك

المساهمون