ستكون البطولة الإنكليزية الثالثة بين كبار القارة الأوروبية التي تعود بعد فترة التوقف الطويلة، وتنطلق المباريات الـ92 المتبقية من موسم الدوري الإنكليزي مساءً بلقاءين مؤجلين من المرحلة الثامنة والعشرين، الأول بين أستون فيلا وضيفه شيفيلد يونايتد، والثاني والأهم بين حامل اللقب مانشستر سيتي وضيفه أرسنال.
واعتباراً من الجمعة، تنطلق منافسات المرحلة الـ30، وعنوانها الأبرز مباراة ليفربول ومضيفه غريمه إيفرتون الأحد. وستكون نتيجة مباراة مانشستر سيتي بقيادة المدرب الإسباني بيب غوارديولا وأرسنال بقيادة المساعد السابق للأخير ميكل أرتيتا، فاصلة في تحديد مسار اللقب.
فليفربول يتصدر الترتيب بفارق 25 نقطة قبل تسع مراحل على النهاية، وفي حال خسارة "سيتي"، سيكون فريق المدرب الألماني يورغن كلوب بحاجة فقط للفوز على إيفرتون لضمان لقبه الأول في بطولة إنكلترا منذ العام 1990. وفي جميع الأحوال، يحتاج ليفربول إلى فوزين فقط من مبارياته التسع المتبقية، للتتويج بصرف النظر عن نتائج مطارده سيتي.
بروتوكولات جديدة
وتطوي الكرة الإنكليزية صفحة مسار طويل من النقاشات والأخذ والرد بشأن العودة، من مخاوف بعض اللاعبين كالأرجنتيني سيرخيو أغويرو ورحيم سترلينغ حيال مخطط الاستئناف ومخاطر تفشي الفيروس، وصولا إلى الجدل حول إقامة مباريات في ملاعب محايدة.
لكن الكرة الإنكليزية كما غالبية البطولات التي استأنفت منافساتها، ستكون أمام واقع مغاير يرتكز بالدرجة الأولى على غياب المشجعين الشغوفين عن مدرجات الملاعب، والإجراءات الصحية الصارمة التي ستفرض نفسها على المجريات.
وبالرغم من أن بعض الأندية ستلجأ إلى وسائل عدة لتعويض الغيابات، مثل وضع مجسمات مشجعين مصنوعة من الورق المقوّى في المدرجات، أو عرض شرائط مصورة عبر الشاشات في الملعب وحتى أصوات تسجيلية، لكن الأجواء الحماسية المعتادة التي اشتهرت بها الملاعب الإنكليزية، ستغيب حتى إشعار آخر.
وبحسب البروتوكول الصحي الذي سيتم تطبيقه، سيمسح بدخول 300 شخص كحد أقصى إلى الملعب، كما سيتم اعتماد إجراءات تعقيم شاملة في أماكن مختلفة، مثل غرف تبديل الملابس، الكرات، قوائم المرمى، رايات الزوايا الركنية ولوحات التبديلات.
كما طُلب من اللاعبين تفادي الاحتكاك المباشر والمعانقة المعتادة خلال الاحتفال بتسجيل الأهداف، وتفادي البصق على أرض الملعب. وفي هذا الإطار، اعترف مدرب فريق أرسنال أرتيتا في مؤتمره الصحافي بأن كرة القدم تغيرت.
وقال أرتيتا: "اللعبة باتت مختلفة اليوم، الحدة تراجعت بعض الشيء في غياب المشجعين عن المدرجات. الضغط الذي يفرضه الجمهور لم يعد موجوداً، وكم كان المشجعون شغوفين في إنكلترا. علينا الاعتياد على ذلك. علينا ابتكار طرق لتحفيز لاعبينا أيضا في لحظات مختلفة".
لكن مدرب فريق أستون فيلا دين سميث شدد على اشتياق لاعبيه للعودة إلى الملعب، مبدياً فخرهم بخوض المباراة الأولى في إنكلترا منذ توقف المنافسات منتصف شهر آذار/مارس، وقال في هذا الإطار: "أنظار العالم كله ستكون علينا".
لا أسماء بل تحية
يواجه ما تبقى من منافسات الدوري الإنكليزي الممتاز، عوامل مختلفة في هذه الفترة، من الحرارة المرتفعة نسبياً، الى الوقت القصير الذي أتيح للاعبين للتدريب والتحضير للعودة. وستطبق رابطة الدوري ما أجازه الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، بزيادة عدد التبديلات المسموح بها خلال المباراة من ثلاثة إلى خمسة، أملاً في تفادي إجهاد اللاعبين وتعرضهم لخطر متزايد من الإصابات البدنية.
لكن هذه الخطوة أثارت غضب بعض الأندية الصغيرة في الدوري، والتي ترى أن التبديلات الإضافية تصب غالباً في مصلحة الأندية الكبيرة التي تتوفر لها خيارات أكبر بين الاحتياطيين. كما وستكون المباريات الأولى بعد العودة محطة للفت الأنظار الى الاحتجاجات على مقتل المواطن الأميركي الأسود جورج فلويد بعد توقيفه من قبل شرطي أبيض ضغط بركبته على رقبته لدقائق دون أن يستمع لمناجاته كونه لا يستطيع التنفس، في مدينة مينيابوليس الأميركية الشهر الماضي.
وبعدما تضامنت بعض الأندية، ولا سيما ليفربول، بتحركات رمزية تضامنية من خلال حركة ركوع لاعبيها على ركبة واحدة، ستكون إشارة التضامن شاملة للجميع مع العودة. وخلال المباريات الـ12 الأولى، ستتم الاستعاضة عن أسماء اللاعبين على الجهة الخلفية من قمصانهم بعبارة "بلاك لايفز ماتر" (حياة السود تهمّ).
في المقابل وبعيدا من اللقب شبه المحسوم، تشهد منافسات الدوري معارك أخرى متعددة، أبرزها المراكز المؤهلة لمسابقة دوري أبطال أوروبا.
وفي وقت المراكز الأربعة الأولى هي التي تؤهل رسمياً، سيشهد المركز الخامس تنافسا كبيرا، خصوصاً وأن سيؤهل صاحبه لدوري الأبطال، في حال خسر مانشستر سيتي الاستئناف الذي تقدم به أمام محكمة التحكيم الدولية، ضد قرار الاتحاد القاري (ويفا) حرمانه من المشاركة في مسابقاته لموسمين بسبب مخالفته لقواعد اللعب المالي النظيف.
(فرانس برس، العربي الجديد)