تتضارب المعلومات من هنا وهناك حول مصير بطولة الدوري الإنكليزي في ظل الأخبار التي تؤكد إمكانية عودة المباريات مع بداية شهر حزيران/يونيو، والجهة الأخرى التي تُشير إلى إمكانية إلغاء الموسم مثلما حصل في بطولة الدوري الهولندي، وهو الخيار الأصعب ربما على الجميع.
وربما أكثر المتضررين سيكون فريق ليفربول الذي ينتظر تتويجه بلقب "البريميرليغ" بعد انتظار دام 30 سنة، وهو يتصدر الجدول بفارق 22 نقطة عن الوصيف، ولا يوجد أي شيء يمكن أن يمنعه من التتويج سوى عملية الإلغاء، رغم كل التطمينات التي نوهت بأنه من غير العادل عدم تتويج ليفربول باللقب، وهو ما أكده رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، ألكسندر تشيفيرين.
وفي هذا الإطار يجتمع مسؤولو الدوري الإنكليزي يوم الجمعة لمناقشة كيفية المضي نحو إيجاد حل لمسألة التعليق، بظل تقارير حول استئناف الدوري في 8 حزيران/يونيو. وفي وقت ألغي الدوري الهولندي ويبدو البلجيكي متردداً للسير على النهج عينه، دعا البعض لإلغاء منافسات الدوري الإنكليزي هذا الموسم.
إلا أن الأندية لا تزال ملتزمة لإنهاء موسم 2019-2020، نظراً للمشاكل المالية وتعقِّد الحلول القانونية إذا لم تستكمل المباريات الـ92 المتبقية. وعليه تبرز وجهتا نظر متناقضتان حول طريقة استكمال الموسم من عدمه.
إنهاء الموسم بأية طريقة
منذ تعليق بطولة الدوري الإنكليزي لكرة القدم يوم 13 آذار/مارس، عانت الأندية الإنكليزية فترة رهيبة، في ظل الجدل حول تخفيض رواتب لاعبيها الذين كسر بعضهم قيود التباعد الاجتماعي وظهروا في تمارين لياقة في الحدائق العامة. ويبدو أن أهم عنصر حالياً هو عودة التركيز على كيفية إنهاء المباريات ولا شيء سواه، وهو الأمر المطلوب بقوة من الجميع تقريباً وخصوصاً جماهير الكرة الإنكليزية التي اشتاقت لعودة المنافسات.
وفي هذا الإطار كان الاتحاد الأوروبي لكرة القدم واضحاً، عندما أشار إلى أن متابعة الموسم ستكون السيناريو المثالي لتجنب كل المشاكل التي رافقت عملية التوقف، وفي حال تعذر استكمال المباريات، يجب على كل دوري إيجاد طريقة للاستئناف بأشكال مختلفة، وهنا أشارت بعض المعلومات الواردة في الصحف الرياضية الأوروبية إلى أن الحل هو "بلاي أوف" أو أدوار إقصائية لتحديد هوية الأبطال والمتأهلين إلى البطولات الأوروبية في الموسم المقبل.
على الأرض يبدو أن كل المؤشرات تنصب في إطار عودة المباريات في أقرب وقت، إذ إن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الذي سبق وأن أصيب بفيروس "كورونا"، وافق على العودة التدريبية لكن مع شرط إقامة المباريات بدون جمهور.
وفي نفس الإطار، بدأت بعض الأندية الإنكليزية باستئناف الحصص التدريبة مثل أرسنال، توتنهام، ويست هام يونايتد وبرايتون، وطبعاً وفق شروط صحية مُحددة مثل التباعد في التدريبات وإجراء حصص تدريب فردية وغيرها.
وأشار البرتغالي ديوغو جوتا جناح فريق وولفرهامبتون لشبكة "بي بي سي": "أعتقد أنه يمكن إنهاء موسم البريمير ليغ. برغم أن بعض الدوريات يمكن أن تنتهي الآن، إلا أن بعضها قد يبدأ عاجلاً. أعرف أنه يجب إنهاء موسم "البريميرليغ" بالنسبة للجماهير في مختلف أنحاء العالم، لذلك من الهام أن نتمكن من إنهائه".
في المقابل يملك ألن بارديو مدرب فريق دان هاغ الهولندي ونيوكاسل وكريستال بالاس سابقاً نظرة فريدة بهذا الشأن. حيثُ يعتقد أن الدوري الممتاز سيصل إلى ختامه لتفادي تكلفة الدعاوى في المحاكم.
وتحدث بارديو عن مقاربة ما حصل في الدوري الهولندي مع "البريميرليغ" وقال: "بعيداً عن هولندا تسبّب حقوق النقل التلفزيوني إشكالية أكبر في إنكلترا. إذا جلبتم الطراز عينه (مثل هولندا) سينتهي الأمر بدعاوى قانونية ضخمة". وتابع بارديو "من المدربين، الرؤساء والرؤساء التنفيذيين الذين تحدثت معهم في البريميرليغ، يبدو التصميم واضحا لإكمال الموسم، شرط الحصول على ضوء أخضر من الحكومة".
دعوات الإلغاء
في ظل الخسائر الفادحة في الأرواح (أكثر من 20 ألف حالة وفاة في بريطانيا) وعلى الصعيد الاقتصادي بسبب تفشي فيروس "كورونا"، يرى البعض أنه من المعيب اعتبار الرياضة أولوية. لا يمكن للأندية ضمان صحة اللاعبين، وهناك مخاوف بشأن تجمع الجماهير خارج أسوار الملاعب في ظل إقامة المباريات أمام مدرجات فارغة.
وأوضح لاعب وسط فريق ليفربول وتوتنهام السابق جايمي ريدناب أنه لا يرى فائدة من اللعب حتى شهر تموز/يوليو وآب/أغسطس وتأخير الموسم المقبل. وقال "إذا لم يختتم الموسم في نهاية حزيران/يونيو، يجب أن ننظر إلى الخيارات ونتطلع فقط للموسم المقبل".
وإذا لم ينته الموسم، يتعيّن إيجاد حلول لتقرير هوية البطل والمتأهلين إلى البطولات الأوروبية، بالإضافة إلى تحديد هوية الأندية الهابطة إلى الدرجة الإنكليزية الأولى.
وفي حال طُبق قرار الإلغاء، من المتوقع أن تعترض أندية مانشستر يونايتد، وولفرهامبتون، شيفيلد يونايتد وتوتنهام على ظلم سيلحق بها في حال عدم تأهلها إلى دوري أبطال أوروبا، وذلك لحلولها راهنا خارج ترتيب الأربعة الأوائل. كما ستهبط أندية أستون فيلا مع نوريتش وبورنموث، لكن الأول لعب مباراة أقل وبمقدوره الخروج من لائحة الهابطين لو حصد نقاط تلك المباراة المؤجلة.
(العربي الجديد، فرانس برس)