الرقم 10 الوهمي...تكتيك هذا الأسبوع!

14 سبتمبر 2015
لاعبون يتألقون في مركز الرقم 10 الوهمي (العربي الجديد)
+ الخط -

سجل ستيفن نايسميث ثلاثة أهداف رائعة في شباك بيجوفيتش تشيلسي، وحصل إيفرتون على ثلاث نقاط غالية، بعد تخطيه عقبة تشيلسي على ملعب الجوديسون بارك، في مباراة شهدت تألقاً مذهلاً للنجم الإسكتلندي، الذي هرب من رقابة مدافعي مورينيو، وأعطى التفوق لمدربه مارتينيز، بعد إشراكه محل المصاب محمد بيسيتش.

نقطة التحول
بدأ مارتينيز المواجهة أمام تشيلسي بخطة لعب 4-3-2-1، مع تواجد ثلاثي وسط صريح، باري في العمق، على يمينه ماكارثي، وعلى يساره بيسيتش، رفقة الثنائي المتقدم كونيه وباركلي، خلف المهاجم البلجيكي لوكاكو، وذلك من أجل التفوق في منطقة الوسط على فريق البرتغالي، الذي راهن على ماتيتش، ميكيل، وسيسك في المنتصف.

لكن مع خروج بيسيتش للإصابة، تحول إيفرتون إلى الرسم التكتيكي المفضل للمدرب الإسباني، خليط بين 4-2-3-1 و4-3-3، بتمركز باركلي بين الثنائي نايسميث وكونيه، مع اللعب بمحوري ارتكاز في العمق، باري وماكارثي أمام خط الدفاع، مما جعل أصحاب الأرض في وضعية أفضل، حتى نهاية المباراة.

يتحرك باركلي بين الهجوم والمنتصف، صانع لعب بالكرة، ولاعب وسط ثالث من دونها، بينما نايسميث هو الرهان الناجح، لأنه يُشبه الزئبق، من الصعب تمركزه في مكان واحد، بل تجده دائماً في العمق، على الأطراف، داخل وخارج منطقة الجزاء، إنه حقاً "الوهمي" لكنه ليس مهاجماً وهمياً أبداً، ولكن نسخة أقرب إلى لاعب الوسط الوهمي، أو الـ False 10.

False 10
هو صانع لعب على الورق يتحول إلى دور المهاجم المتأخر مع فريقه، أي يبدأ اللاعب في منطقة الوسط، يتحرك خلف مهاجم صريح، يتحول المهاجم الصريح إلى الطرف ويترك مساحة لكي ينطلق لاعب الوسط إلى الأمام ويلعب مكانه، فعلها شنايدر مع ميليتو في إنتر، وأعادها مرة أخرى مع فان بيرسي في جنوب أفريقيا.

كذلك يعتبر مسعود أوزيل أحد أهم اللاعبين الذين أدوا في هذا المركز، خصوصاً في بدايات التألق خلال مونديال 2010، بعد أن لعب دور صانع اللعب في خطة 4-2-3-1، يبدأ أمام الثنائي شفاينشتايغر وخضيرة، ويتحرك بالقرب من ميروسلاف كلوزه، المهاجم المتقدم داخل منطقة الجزاء، والذي يميل إلى الطرف ويجذب معه المدافعين، من أجل حصول أوزيل على المساحة المطلوبة للصناعة أو التسجيل.

إيفرتون
يقول مورينيو عن لوكاكو، "إنه مهاجم يصلح فقط للفرق المتوسطة والصغيرة"، وبعيداً عن الرأي والتقييم الفني من المدرب تجاه اللاعب، فإن البلجيكي له أدوار تكتيكية وخططية مميزة، يعرفها جيداً مارتينيز ويستفيد منها قدر المستطاع، حيثُ يلعب المهاجم الشاب في العمق، لكنه يتحرك دائماً على الأطراف، ويحصل على دور الجناح الأيسر عند الحاجة، هو الرقم 9 + الجناح في آن واحد.

ومع لاعب بقيمة نايسميث، يجيد الاختراق وتسجيل الأهداف، تصبح مهمة لوكاكو أسهل وأكثر قيمة، لأنه لا يترك مركزه للفراغ، بل يستفيد الإسكتلندي في الغالب من تحركات البلجيكي، ويترك موقعه كلاعب وسط متقدم أو جناح، ليتحول إلى منطقة الجزاء، ويصبح مهاجم آخر بجوار روميلو.

لعب نايسميث أمام تشيلسي خارج منطقة الجزاء، لكنه بالمشاركة مع لوكاكو، وصل إلى مرمى الزرق في أكثر من مرة، بسبب توغله المفاجئ وقطعه المستمر من الخلف إلى الأمام، حاصلاً على الكرة في وضعية رائعة، ومتسلحاً بتحركات البلجيكي وتمريرات الإنجليزي باركلي، ثلاثي مدمر وثلاثة أهداف ملعوبة!

4-3-3
تعتبر طريقة 4-3-3 من الخطط المفضلة لتألق مركز صانع اللعب الوهمي، وذلك بسبب وجود أكثر من لاعب متحرك في منطقة الارتكاز. في برشلونة على سبيل المثال، يتحرك إنييستا باستمرار في كافة أركان الثلث الهجومي، من أجل خلق الفراغ اللازم لتألق ميسي، بالإضافة إلى كسر ضغط المنافس، ومحاولة إضفاء صبغة "غير المتوقع" على أداء برشلونة.

لذلك بعد التعاقد مع لويس سواريز، تخلى ميسي تدريجياً عن فكرة المهاجم الوهمي، في سبيل التألق والتعملق في مركز "صانع اللعب الوهمي"، الذي يلعب أكثر خارج منطقة الجزاء، خلف الرقم 9 الصريح، وأمام مجموعة من لاعبي الوسط. ولغة الأرقام خلال الموسم الماضي تؤكد عبقرية هذا المركز، حيث أن الأرجنتيني لم يكتف بإحراز الأهداف، بل ساهم كثيراً في صناعة اللعب ومساندة زملائه في التسجيل.

من أوزيل وشنايدر إلى نايسميث وقبله ميسي، من الممكن مشاهدة هذا المركز بشكل أكبر خلال الموسم الحالي، خصوصاً مع تألق جيمس رودريجز رفقة الملكي المدريدي، بالإضافة إلى حاجة فريق مثل ميلان إلى لاعب، يجيد صناعة اللعب بالتعاون مع الثنائي الهجومي، وتحسين الأداء العام لكتيبة سينيسا في كل الأحوال، لا غنى عن الوهمي.

دلالات
المساهمون