اشتهر الإعلام الرياضي الإسباني ببراعته في كشف الأسرار وأدق التفاصيل عن حياة مشاهير كرة القدم وسردها بشكلٍ يومي أمام القراء والمشاهدين، لكنه ضرب مثالاً رائعاً على المهنية واحترام الخصوصية عند تناول الكارثة الإنسانية التي لحقت بلويس إنريكي مدرب برشلونة ومنتخب إسبانيا السابق.
وكان من السهل على الصحف الشهيرة أو برامج النميمة المعروفة كشف السبب الحقيقي لترك إنريكي منصبه كمدرب للمنتخب، وهو إصابة طفلته بالسرطان قبل أن تفارق الحياة أمس الخميس، لكن الجميع التزم الصمت مع الاكتفاء بالإشارة إلى "أسباب خاصة".
وكان السبب معروفاً بين كثير من الصحافيين في إسبانيا، لكن لم ينتقل الخبر الحزين إلى الجماهير حتى أعلنه إنريكي بنفسه على الإنترنت بعد وفاة الطفلة عن عمر تسع سنوات.
وغاب إنريكي عن قيادة إسبانيا بشكل مفاجئ في تصفيات اليورو بعد انطلاقة مميزة ثم أعلن استقالته قبل شهرين، متعللاً بـ"ظروف خاصة" واحترم الاتحاد الإسباني قراره وأسند المهمة لمساعده روبرتو مورينو، ولم يعرف الجمهور السبب الحقيقي للاستقالة، لكن الجميع قدموا له الدعم وسط توقعات بأن الأمر يتعلق بظرف عائلي طارئ.
وبناءً على طلب لويس إنريكي والاتحاد الإسباني احترمت كلّ وسائل الإعلام خصوصية المدرب، دون نشر أي خبر يتعلق بالطفلة، في درس أخلاقي رائع، وتفرغ المدرب لرعاية ابنته في هدوء دون ملاحقات الصحافيين وعدسات المصورين حتى فارقت الحياة.