هل تنجح تجربة "البوندسليغا" في العودة؟

11 مايو 2020
الأندية الألمانية بدأت بالتدريبات (Getty)
+ الخط -
عادت الأندية الألمانية إلى التدريبات من جديد، بعد توقف لأكثر من شهرين بسبب فيروس "كورونا"، وهي العودة التحضيرية لاستئناف المباريات الباقية لموسم 2019-2020، لكنها عودة محفوفة بالمخاطر أيضاً، في ظل عدم إعلان الحكومة الألمانية القضاء على فيروس "كورونا" نهائياً.

وعادت عدة أندية مثل بايرن ميونخ وبوروسيا دورتموند وغيرها إلى المنشآت الرياضية لبدء المرحلة الأولى التحضيرية للعودة إلى مباريات "البوندسليغا"، ورغم وضع الاتحاد الألماني لكرة القدم معايير صحية خاصة تتعلق بدخول المنشآت الرياضية والمشاركة في الحصص التدريبية والاستحمام بعد التدريب وغيرها، إلا أن ذلك لا يبدد المخاوف.

وفي هذا الإطار حذّر الأمين العام للاتحاد الدولي للاعبي كرة القدم المحترفين (فيفبرو) يوناس باير-هوفمان، من أن نجاح تجربة الدوري الألماني في استئناف منافساته بعد توقف نحو شهرين بسبب فيروس كورونا، سيعود بنسبة كبيرة إلى الحظ لا أكثر، لأن اتخاذ قرار كهذا في وقت حرج تعيشه البلاد لن يكون قراراً سهلاً أو مدروساً بما فيه الكفاية.

وقال باير-هوفمان في حديث نشرته شبكة "سكاي"، إن الأمور قد تسير في اتجاه معاكس وتُعرض الجميع للخطر. وأوضح في حديثه "الألمان سيكونون الأوائل، لذلك بالتأكيد ثمة العديد من الأسئلة التي تطرح. أي أحد من الأندية قد يحتك مع أي شخص من المجتمع يحمل الفيروس، وبالتالي من الممكن أن ينقله إلى زملائه".

وتابع هوفمان حديثه: "الآن البوندسليغا ستكون الأولى على صعيد العودة بين البطولات الكبرى. بروتوكولهم سيكون موضع مراقبة من كثيرين في عالم كرة القدم، سيكون بمثابة اختبار. يبقى علينا أن نرى ما إذا كان سيشكل نجاحاً بالطبع مع الأخذ بالاعتبار صحة الجميع، ونأمل أن ينجح".

وأضاف باير-هوفمان: "بطبيعة الحال، أبدى العديد من اللاعبين مخاوف كبيرة بشأن صحتهم وصحة أفراد عائلاتهم، وبالطبع ثمة الوضع العام في مجتمعاتهم حيث يقدمون مثالاً جيداً. في الوقت عينه، عندما ننظر إلى اللاعبين ذوي الرواتب المنخفضة وظروف التوظيف الصعبة، بالنسبة إليهم الضغط يتزايد من أجل تحقيق الدخل والحفاظ على مسيرتهم، حالهم كحال العديد من الناس حول العالم".

وكانت رابطة "البوندسليغا" قد أعلنت عودة المباريات السبت المقبل يوم 16 أيار/ مايو، وأمست أول بطولة أوروبية تتخذ هذا القرار رسمياً، لكن الفضل يعود بالدرجة الأولى إلى السلطات الألمانية التي منحت الضوء الأخضر لعودة مباريات الدوري بعد التوقف رغم عدم الانتهاء من أزمة فيروس "كورونا".

وستقام المباريات من دون جمهور بشكل مؤكد، على أن تعتمد الأندية بروتوكولاً صحياً صارماً للوقاية من الفيروس. وستكون التجربة الألمانية محط ترقب العديد من البطولات الأخرى، ولا سيما إسبانيا وإنكلترا وإيطاليا التي تأمل استكمال الموسم، لكنها لم تحدد خريطة طريق عملية وزمنية واضحة لذلك بعد، في حين أن فرنسا كانت الأولى بين البطولات الكبرى التي وضعت حداً للموسم وأعلنت تتويج باريس سان جيرمان باللقب.

يذكر أن عدد الوفيات جراء فيروس كرونا ناهز الـ271 ألفاً في العالم حتى الآن، وهناك دول أوروبية متضررة كثيراً، مثل بريطانيا، إسبانيا وإيطاليا. وألمانيا واحدة من هذه البلاد المتضررة. ورغم كل هذه المؤشرات، إلا أن أندية "البوندسليغا" لم تأخذ بالاعتبار ولم تُعارض العودة إلى مراكز التدريبات تحضيراً لاستئناف مباريات الموسم من جديد.

ومن أبرز الأمور الذي يجب أن تتنبه لها الأندية الألمانية، عدم اختلاط اللاعبين بالكثير من الناس في المجتمع كي لا يلتقطوا العدوى بأي طريقة، وبالتالي سينقلونها إلى اللاعبين أو أي عضو من الجهاز الفني أو الجهاز الإداري، وهذا الأمر لو حصل سيكون مصير "البوندسليغا" في مهب الريح وتعود الأمور إلى النقطة الصفر من جديد.

وبعيداً عن قرار عودة منافسات "البوندسليغا"، تأمل الأندية الأوروبية التمكن من استكمال الموسم الحالي لأسباب شتى، أبرزها الحد من الخسائر المالية التي تتكبدها جراء توقف إيرادات المباريات والبث التلفزيوني.

وخلال الأسبوع الحالي، ومع بدء دول أوروبية تخفيف إجراءات الإغلاق، فتحت أندية في إسبانيا وإيطاليا أبواب مراكز التدريب للاعبيها لتمارين فردية، مع اعتماد بروتوكول صحي صارم يشمل إخضاعهم لفحوص "كورونا" واحترام قواعد التباعد الاجتماعي، على أمل التمكن من استئناف التمارين الجماعية في وقت لاحق هذا الشهر، وربما المباريات في حزيران/ يونيو.

في المقابل، لا تزال أندية الدوري الإنكليزي الممتاز تبحث عن صيغة للعودة، وفي سبيل ذلك، ستعقد اجتماعاً جديداً في 15 أيار/ مايو، بعد يوم من إعلان متوقع لخطة حكومية لتخفيف إجراءات الإغلاق. وعلى الرغم من رغبة الأندية والبطولات في استكمال الموسم، أبدى لاعبون في الآونة الأخيرة قلقهم من القيام بذلك، في ظل الظروف الصحية الراهنة، ولا سيما أن بعض الأندية، وخصوصاً في إيطاليا وإسبانيا، كشفت تسجيل حالات إصابة بالفيروس في صفوفها مع بدء إجراء فحوص لأفرادها.

فهل تنجح التجربة الألمانية في الوصول إلى بر الأمان بعيداً عن كل المخاطر الصحية التي تواجهها ألمانيا بسبب استمرار تفشي فيروس "كورونا"، أم أن هذا التجربة ستنتهي بمجرد انطلاقها الأسبوع المقبل؟

(العربي الجديد، فرانس برس)
المساهمون