تعرف إلى تكاليف العلاج التي تدفعها الأندية الإنكليزية للاعبيها

07 اغسطس 2018
تشامبرلين لاعب ليفربول بعد إجراءه العملية الجراحية (Getty)
+ الخط -
أصبحت إصابات لاعبي كرة القدم الذين حرموا من المشاركة في المباريات، وتسببوا في ضياع فرصة جماهير الأندية ومحبيهم من الاستمتاع بمهاراتهم الفنية التي يمتلكونها، تمثل عبئاً كبيراً عليهم، بل على أنديتهم أيضاً نظراً إلى المبالغ الكبيرة التي تدفع للمستشفيات والعيادات الطبية، حتى يعود نجومها إلى الملاعب.

وكشفت شبكة "بي بي سي" البريطانية عن دراسة أجرتها شركة متخصصة في التأمينات، أن أندية الدوري الإنكليزي الممتاز أنفقت نحو 217 مليون جنيه إسترليني على اللاعبين المصابين في الموسم المنصرم 2018/2017، دون الحديث عن رواتبهم وحوافزهم.

وأوضحت الدراسة التي نشرتها الشبكة البريطانية، أن التكلفة الحالية لعلاج اللاعبين المصابين في الدوري الإنكليزي، ارتفعت بنسبة 21 بالمئة عن موسم 2016/2017؛ إذ أنفقت إدارات الأندية حينها ما مجموعه 176.6 مليون جينيه إسترليني، رغم تراجع عدد الإصابات في الموسم المنصرم إلى 663 إصابة عن الموسم الذي قبله والبالغ 735 إصابة.

وكان نادي مانشستر يونايتد الإنكليزي قد تربع على عرش أندية "البريميرليغ" في موسم 2016/2017، من حيث عدد لاعبيه الذين تعرضوا لإصابات وابتعدوا عن الملاعب، بسبب الإصابات التي لحقت بهم، إذ بلغ العدد حينها أكثر من 20 لاعباً، ما تسبب بإنفاق النادي لمبالغ ضخمة، بسبب ارتفاع رواتب اللاعبين وزيادة خطورة الإصابات.

وواصل الشياطين الحمر في الموسم المنصرم 2017/2018، احتلالهم المرتبة الأولى، كأكثر فريق دفع تكاليف علاج لاعبيه الـ37 المصابين التي وصلت إلى نحو 23.3 مليون جنيه إسترليني، ما دفع البرتغالي جوزيه مورينيو إلى دق ناقوس الخطر، وتحميله الإصابات التي حلت بلاعبيه إلى سوء النتائج التي حققها في المراحل الأخيرة من عمر الدوري.

وحل فريق آرسنال الإنكليزي في المرتبة الثانية، بعدد الإصابات التي هاجمت لاعبيه، إذ لحقت الإصابة بـ54 لاعباً، بتكلفة مالية قدرت بـ19.3 مليون جنيه إسترليني، ما أثر بشكل واضح على نتائج المدفعجية الذين خرجوا من المنافسة على لقب الدوري، وخرجوا أيضاً من المنافسة على مقعد مؤهل لدوري أبطال أوروبا في الموسم الجديد، واكتفوا بالمشاركة في الدوري الأوروبي في 2018/2019.

وحل نادي ليفربول بالمركز الثالث في الدراسة، بعد أن دفعت إدارة الريدز 16.2 مليون جنيه إسترليني، لعلاج لاعبيها المصابين، خاصة أن الإصابات التي لحقت لاعبيه، أدت إلى خسارته في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا أمام ريال مدريد الإسباني في العاصمة الأوكرانية كييف، بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد أحرزه السنغالي ساديو مانيه.

ودفع تشلسي بطل كأس الاتحاد الإنكليزي 2017/2018، الذي حل في المرتبة الرابعة، 16 مليون جنيه إسترليني لعلاج لاعبيه الذين غابوا عن أهم المباريات سواء في الدوري الإنكليزي أو دوري أبطال أوروبا، وقد كانت الإصابات السبب الرئيسي في النتائج السلبية التي ظهر به الفريق بـ" البريميرليغ" في الموسم المنصرم، وخروجهم من كسب مقعد مؤهل، لدوري الأبطال في الموسم الجديد.

ويعتبر مدافع نادي ماشستر سيتي فنسنت كومباني، أحد أكثر اللاعبين الذين تعرضوا للإصابة في الدوري الإنكليزي الممتاز، بسبب تكرار مشاكله العضلية التي عطلت مسيرته مع النادي لعدة مواسم، خاصة أنه منذ انضمامه إلى الفريق في صيف 2008، غاب عن أكثر من 80 مباراة حتى عام 2016، بعد تكرار إصابته بين الفترة والأخرى، ما تسبب بغيابه أياماً طوالا عن اللعب وبالتحديد منذ عام 2012.

أما اللاعب الإنكليزي أليكس تشامبرلين، فلم يكن أفضل حالاً من البلجيكي فنسنت كومباني، بعد أن تعرض لإصابة بقطع في الرباط الصليبي في المباراة التي جمعت ليفربول ضد روما بنصف نهائي دوري أبطال أوروبا في شهر أبريل/نيسان الماضي، إذ حُرم من المشاركة في المباراة النهائية في البطولة، بالإضافة إلى عدم تمكنه من المشاركة مع الأسود الثلاثة في بطولة كأس العالم 2018، كما وسيغيب عن الموسم الجديد 2018/2019.

وتعرض مدافع نادي آرسنال لوران كوسيليني لإصابة مروعة في وتر قدمه، خلال المباراة التي جمعت "المدفعجية" ضد أتلتيكو مدريد في إياب نصف نهائي الدوري الأوروبي، ما يعني ابتعاده عن اللعب لمدة تتراوح بين الـ6 إلى الـ9 أشهر، ليغيب بدوره هو الآخر عن مونديال روسيا 2018.

وكانت إصابات الركبة هي الأكثر كلفة على ميزانيات الأندية، إذ ينفق ما مجموعه 36.7 مليون جنيه إسترليني، في حين كانت إصابات عضلات الفخذ الخلفية هي الأكثر انتشارا حيث تم تسجيل 91 حالة إصابة.

وتبين أن الجدول المزدحم لمباريات ديسمبر/كانون الأول الماضي، ارتفع به معدل حدوث الإصابات ليتجاوز المتوسط 19 إصابة جديدة في الأسبوع، وأظهرت الدراسة أن المدافعين هم الأكثر تعرضاً للإصابة مع تسجيل 164 إصابة حتى الآن.

واعتبرت الدراسة التي نشرتها الشبكة البريطانية، أن علاج الإصابات بات ينعكس سلباً على خزائن إدارات الأندية الإنكليزية، التي تعتبر الأكثر إنفاقاً على علاج لاعبيها في الموسم المنصرم، مقارنة بالدوريات الأخرى، ما جعلها تدق ناقوس الخطر حول إمكانية ارتفاع نسبة الإصابات في الموسم الجديد، خاصة أن لاعبيها الذين شاركوا في مونديال روسيا 2018، لم يأخذوا الوقت الكافي للراحة.

ونظراً لما سبق بتنا نرى إدارات الأندية الإنكليزي تعطي لاعبيها، إجازات صيفية طويلة، خاصة أولئك الذين شاركوا ببطولة كأس العالم 2018، حتى تبعدهم عن شبح الإصابات في الموسم الجديد 2018 /2019، الذي يعد أحد أطول الدوريات في العالم، لذلك شاهدنا غياب كل اللاعبين الذين شاركوا في مونديال روسيا الأخير، عن الفترة التحضيرية لنادي مانشتسر يوناتيد على سبيل المثال، والسبب هو الخوف من شبح التعرض للإصابات، ومحاولة الهروب من التكلفة المادية الضخمة لعلاج الإصابات.
المساهمون