بعد تعاقد الاتحاد مع مدرب جديد... ظاهرة تغيير المدربين تقلق الجماهير السعودية

28 نوفمبر 2017
المدرب الجديد للمنتخب السعودي الأرجنتيني خوان بيتزي (Getty)
+ الخط -
ضرب الاتحاد السعودي رقما قياسيا جديدا في تعاقداته مع مدربي منتخبه الوطني مع تعاقده مع المدرب الأرجنتيني خوان أنطونيو بيتزي بعد إقالة الأرجنتيني الآخر إدغاردو باوزا الذي لم يمض على تدريبه للمنتخب السعودي أكثر من شهرين بعد تعيينه مدربا خلفا للمدرب الهولندي بيرت فان ميرفك.

وأدت هذه التغييرات المتسارعة إلى غضب الجماهير الرياضية التي تخشى أن تؤدي هذه الخطوات إلى حالة من عدم الاستقرار خصوصا أن المنتخب السعودي يحتاج لفترة إعداد واندماج مع مدربه الجديد لفترة من الزمن، كون الدوري والبطولات المحلية تحول دون ذلك؛ إذ تنتهي المسابقات المحلية في شهر إبريل/نيسان ما يعني أن معسكر المنتخب لن يدوم أكثر من شهر وصف الشهر، وهي فترة غير طويلة نسبيا لمعرفة المدرب بطاقات لاعبيه.

وأنتقد محللون، خطوات الاتحاد السعودي في تغيير المدربين والعجلة في اتخاذ القرار مع خسارته ثلاث مباريات ودية من أصل خمس، كما كان الحال مع المدرب الأرجنتيني باوزا، الذي لم يمض أكثر من أسابيع على توليه المنصب، والذي جاءت إقالته بعد الخسارة الودية أمام البرتغال، في مباراة ليست ذات أهميه، خاضها المدرب في سياق تعرفه على اللاعبين عن كثب، حيث رأى هؤلاء أنه يجب إعطاء فرصة كافية ووافيه للمدربين قبل اتخاذ القرار بإقالتهم.

كما أنتقد هؤلاء في وقت سابق، قرار الاتحاد السعودي في عدم التجديد للمدرب الهولندي مارفيك بعد إسهامه في تأهل المنتخب لكأس العالم أمام اليابان ليحقق إنجازا غاب أكثر من 12 عاما. ويستطردون، بأنه ما كان على الاتحاد الإقدام على خطوة كهذه خصوصا أن مارفيك قد سعى بوضع استراتيجية بعيدة المدى ونجاحه في انصهار الفريق ما أفضى إلى نتائج إيجابية، فضلا عن النتائج الجيدة التي حققها خلال فترة توليه تدريب المنتخب، ليضعوا علامات استفهام حيال كيفية اتخاذ القرار.

وكانت انتقادات قد وجهت لإدارة المنتخبات والاتحاد السعودي، في وقت سابق،  بالتسرع في إقالة المدربين وعدم إعطائهم الفرصة الكافية لإثبات وجودهم ويخشى الكثيرون من إقالة المدرب الحالي، خصوصا أن المنتخب السعودي مقبل على مباريات من العيار الثقيل أمام ألمانيا والأرجنتين والبرازيل، ويرى البعض أن خسارة السعودية لهذه المباريات، ستؤدي في نهاية المطاف، إلى إقالته ما يجعل المنتخب في مأزق حقيقي، ما قد يسهم في إخفاقه في كأس العالم القادم.

ونادت العديد من الجماهير بكف رئيس الهيئة العامة للرياضة عن التدخل المستمر في أعمال الاتحاد السعودي لكرة القدم. مبينين أن الاتحاد فقد الصلاحيات الممنوحة إليه، وأن جلّ القرارات التي تمت في الآونة الأخيرة مصدرها رئيس الهيئة تركي آل الشيخ.

وبالعودة إلى الماضي يتضح بجلاء أن سياسة المنتخب في تغيير المدربين ليست حديثة العهد، إذ عمد الاتحاد السعودي، تاريخيا،  إلى التغيير بعد أول إخفاق سواء كان ذلك خروجا من بطولة أو عدم تأهل لكأس العالم. ما فسره البعض بأنه السبب الأساس في تدني الكرة السعودية على مستوى المنتخبات. ونال الاتحاد السعودي وهيئة الرياضة قسطا وافرا من الانتقادات تجلت في إقدام الاتحاد على دفع مبالغ طائلة كشروط جزائية لمدربين سابقين، ما يعد هدرا كبيرا للمال في ظل سياسة التقشف التي تنتهجها السعودية.
دلالات
المساهمون