في حوار مع "العربي الجديد" فيربيك: "قطر ستبهر العالم في 2022"

11 أكتوبر 2018
المدرب الهولندي بيم فيربيك متفائل بقدرات المنتخب العُماني (Getty)
+ الخط -

أعرب المدرب الهولندي بيم فيربيك عن فخره بالعمل داخل سلطنة عُمان، والإشراف على منتخبها الأول الذي سبق أن قاده إلى التتويج بخليجي 23 في الكويت. وأعرب، في حوار مع "العربي الجديد"، عن أمله في ترك بصمته في كأس آسيا المقررة العام المقبل، كما تحدّث عن محاور مهمة تخص الكرة العربية، ومونديال قطر 2022.


- كيف تجد مستوى منتخب عُمان الحالي، وهل أنت راض عن مردود لاعبيه الفني، وإلى ماذا يحتاج في الفترة الحالية بالضبط؟

أظن أن مستوى المنتخب العُماني في تطور مستمر، ومعنويات جميع اللاعبين ارتفعت كثيرا بعد التتويج ببطولة خليجي 23 التي احتضنتها الكويت.

أعمل بهدوء مع الجهاز التدريبي، من أجل إفساح المجال للاعبين القادرين على الدفاع عن قميص عُمان، ولا أركز كثيرا على المهارات الفردية، بقدر ما أراقب اللاعبين القادرين على الانخراط مع المجموعة، فأنا أركز دوما على اللعب الجماعي الذي أتى أكله كثيرا، لذلك لن أتخلى عنه أبدا.

منتخب عُمان من المنتخبات الخليجية التي تطورت كثيرا في السنوات الأخيرة، ومسؤولو الاتحاد العُماني لكرة القدم وفّروا لي كافة ظروف العمل المثالية، لأواصل مهامي على أكمل وجه.

طيلة المدة التي عملت فيها داخل عُمان، لمست رغبة عند المسؤولين لتطوير قطاع الكرة، وهذا ما جعلني أتحمّس لخوض التحدي في هذا المشروع، الذي أسعى جاهدا للدفع به إلى الأمام، من خلال تسخير تجاربي كاملة ووضعها رهن إشارة لاعبي المنتخب العُماني.


- وماذا عن أجواء المنافسة الكروية داخل الدوري العُماني، كيف تقيّم مستواها الفني؟

هناك أندية تتطور ومسؤولوها يعملون بجدية من أجل أن تجد لها موطئ قدم رفقة أكبر الأندية الخليجية، أظن أن العمل يجب أن يتواصل على مستوى إعداد وتجهيز اللاعبين صغار السن، لكي لا يظل المسؤولون يبحثون دوما عن إجراء تعاقدات مع لاعبين أجانب، قد يكون مستواهم شبيها بمستوى اللاعب العُماني، وهذا ما لا أفضّله أبدا.

شخصياً أتمنى أن يلتحق دوما محترفون أصحاب مستوى عال بالدوري العُماني، من أجل أن يستفيد منهم اللاعبون المحليون.

وبالإجابة عن سؤال المستوى الفني؛ أظن أنه في تطور مستمر، رغم أنه لا يصل إلى مستوى بعض الدوريات الخليجية، إلا أن الاتحاد العُماني لكرة القدم، وبحكم معرفتي بمسؤوليه، الكل فيه يبذل مجهودات كبيرة، من أجل وضع عُمان في القمة، وأظن أن الحديث عن السلطنة كان كثيرا في وسائل إعلام عالمية، عقب تتويجها بكأس الخليج، ما جعل أصحاب القرار فخورين بالعمل الذي ننجزه.


- ماذا ينقص منتخب عُمان حتى يتوّج بلقب كأس أمم آسيا المقبلة، أو أن يكون من أبرز المنافسين؟

كما ذكرت سابقا، تتويج عُمان بكأس الخليج رفع معنويات اللاعبين وكذلك الجهاز التدريبي، لذلك سندخل بطولة كأس آسيا في الإمارات وكلنا طموح في الحفاظ على نفس الصورة التي ظهرنا عليها في ملاعب الكويت. صحيح أن كأس آسيا ستشهد مشاركة منتخبات من المستوى العالي، لكننا داخل المنتخب العُماني سنعمل جاهدين من أجل رفع الإيقاع الفني. لا يمكن أن نتحدث من اللحظة عن دخولنا البطولة برِهان التتويج باللقب، بل هدفنا في المرحلة الأولى، هو التأهل والعبور إلى الدور الثاني، أمام منتخبات قوية من حجم اليابان وأوزبكستان وكذلك تركمانستان (مجموعة المنتخب العُماني).

الرسالة التي أوجهها دائما للاعبي المنتخب العُماني، هي أن كرة القدم الحديثة لم تعد تعترف بمنتخبات صغيرة وأخرى كبيرة، الكل أصبح سواسية، لذلك سندافع عن حظوظنا حتى الرمق الأخير، وقبل ذلك سنستعد جيدا لكي نكون عند حسن ظن الجماهير العُمانية، التي تعلق آمالا كبيرة على منتخبها الوطني، ليترك بصمة واضحة في البطولة القارية.

- إمكانات اللاعب العُماني تحديداً، كيف تقيّمها؟

في كل التجارب التي دربت فيها المنتخبات، سواء مع أستراليا أو المغرب، كنت أشرف على تدريب كم هائل من اللاعبين المحترفين في أوروبا، وكنت أحتار في الاختيار، لكن عندما خضت تجربة الإشراف على المنتخب العُماني وجدت العكس، لذلك كنت مجبرا على التركيز كثيرا على اللاعبين في الدوري العُماني، الذين شرحت لهم طريقة عملي والتي استوعبوها بشكل سريع، حيث تم إلغاء اللعب الفردي داخل المنتخب العُماني، وأصبح الكل يتعاون في ما بينهم لإيجاد الحلول، وأنا جدا سعيد بذلك.


- هل تعتقد أنك قادر على التأهل لمونديال قطر 2022 مع عُمان؟

سؤال صعب جدا، والأصعب أن أجيب عليه من دون معرفة الصورة التي سيظهر عليها المنتخب العُماني في كأس آسيا العام المقبل.

بالنسبة لمسؤولي الاتحاد العُماني لكرة القدم، التواجد في منافسة بحجم كأس العالم وفي بلاد عربية، يشكل حلما للجميع، أظن أن تحقيقه ليس مستحيلا، فقد تعلمت من كرة القدم، طيلة السنوات التي عملت فيها في ميدان التدريب، أن كل شيء قد يتغير من مباراة لأخرى، وكم سأكون سعيدا إن تمكنت عُمان من التواجد في كأس العالم 2022، ليس من وجهة نظر المنتخب إن كان يستحق التأهل أم لا، لكن للطيبة الرائعة التي لمستها في الشعب العُماني، والتي لم أجدها في أي مكان في العالم.

داخل عُمان أحاول العمل وتوجيه اللاعبين حول الأخطاء التي يرتكبونها، وأركز كثيرا على تحسين الجوانب الفنية في طريقة اللعب، وإذا واصل المنتخب العُماني بنفس طريقة العمل، أظن أنه سيكون له شأن كبير خلال نهائيات مونديال قطر.

- مونديال قطر لأول مرة في دولة عربية وفي الشرق الأوسط، ما هي رؤيتك حول التنظيم وتوقعاتك؟

في كل نسخة من نهائيات كأس العالم يتحدث الجميع بعد انتهائها، ويقولون إنها الأفضل على مستوى التنظيم والأداء وأشياء أخرى، لكن في دولة كقطر وقبل استضافة نهائيات كأس العالم، يتطلع العالم للإعجاز الذي سيصنعه القطريون خلال النهائيات.

العالم كله يترقب، فعندما نشاهد مثلا الملاعب التي انخرطت قطر في تشييدها، ندرك من اللحظة أن المونديال المقبل سيكون له طعم خاص.

أعرف أن قطر تملك الإمكانات المادية التي تجعلها تستحق تنظيم بطولة بحجم كأس العالم، لكن ما لا يعرفه الكثير من الناس أن القطريين يرفعون تحديا خاصا كأول بلد عربي ينظم أشهر منافسة كروية في العالم، لذلك سيسخّرون كافة الإمكانات للنجاح في مهمتهم، وأنا متأكد أن قطر ستبهر العالم.


- سبق لك تدريب المنتخب المغربي، وكنت مشرفاً عاماً على كافة المنتخبات المغربية، هل تتمنى العودة يوما للتدريب هناك؟

داخل المغرب تربطني صداقات كثيرة، وأعتز بتجربتي السابقة هناك، وبإشرافي على العديد من المواهب التي كنت وراء اكتشافها، والتي تلعب حاليا في أندية أوروبية كبيرة، سأستغل الفرصة لزيارة المغرب لقضاء العطلة فيه، لكن لا أظن أنني سأعود للعمل داخله، لأني قررت أن تكون تجربتي مع عُمان الأخيرة في مشواري التدريبي.

أريد تخصيص بعض الوقت للبقاء إلى جانب عائلتي، لأن كرة القدم أخذت من وقتي الكثير، وأريد أن أمنحهم فرصة البقاء إلى جانبهم لمدة أطول.

- هل بإمكان المنتخب المغربي أن يتأهل من جديد لمونديال قطر بعدما تواجد في روسيا، وكيف ترى مستواه اليوم؟

أظن أن المنتخب المغربي يملك كافة المؤهلات للتواجد في مونديال قطر، وإن قمنا برصد عدد اللاعبين المغاربة المحترفين في الدوريات الأوروبية، فلن نتوقف عن عدّهم، لذلك أتوقع مشاركة سادسة لأسود الأطلس في كأس العالم، لأن الشعب المغربي شغوف بكرة القدم، وأعرف أن مسؤولي الاتحاد المغربي لكرة القدم يوفرون كافة الظروف للمدرب الفرنسي رينار، للنجاح في مهامه.

- بخصوص اللاعبين العرب في أوروبا، من هو أفضلهم في رأيك، المصري صلاح، أم الجزائري محرز، أم المغربي بنعطية؟

هناك العديد من اللاعبين العرب الذين استطاعوا لفت الأنظار في العديد من الدوريات الأوروبية منذ سنوات، لا يمكن عدّهم، لكن ما يقدمه المصري محمد صلاح رفقة ليفربول شيء رائع، في دوري ليس سهلاً، وكذلك الجزائري رياض محرز الذي لا يزال يبحث عن نفسه داخل مانشستر سيتي، أما المغربي بنعطية فهو مدافع من الطراز العالمي.
لا يمكن أن أقارن مدافع بمهاجمين، لكن أظن أن صلاح، في الآونة الأخيرة، يظهر أكثر جاهزية، سواء مع فريقه أو رفقة المنتخب المصري.


- ماذا ينقص الكرة العربية حتى تواكب العالمية؟

ينقصها فقط العمل الجدي، والحكمة، والإدارة الاحترافية، مع ضرورة إسناد الأمور لأهلها. أعتقد أن العديد من البلدان الأفريقية قطعت أشواطا كبيرة في درب سن قوانين الاحتراف داخل أنديتها ومنتخباتها الوطنية، وأعتقد أيضا أن الاستمرارية في العمل حل أمثل لبلوغ الأهداف التي يسعى من ورائها كل اتحاد كروي، على حد سواء.
دلالات
المساهمون