هل يتم تأجيل كان الكاميرون ومونديال قطر؟

18 ابريل 2020
البطولات العالمية توقفت بسبب فيروس كورونا (Getty)
+ الخط -
بعد تأجيل أولمبياد طوكيو، ويورو 2020، وكوبا أميركا إلى صيف 2021، وتأجيل كلّ المسابقات الدولية للفيفا والاتحادات القارية إلى مواعيد أخرى، وبعد قرار فيفا بتأجيل كلّ تصفيات كأس العالم التي كانت مقررة نهاية مارس بسبب تفشي فيروس كورونا، بدأت تظهر بوادر تأجيلات أخرى اضطرارية لمواعيد كبرى قد تطاول نهائيات كأس العالم في قطر 2022، بخاصة إذا استمر الهاجس وتواصل مسلسل تأجيل الدوريات المحلية والمسابقات القارية، وكذلك تصفيات المونديال التي كان من المقرر أن تتواصل بداية شهر يونيو، وبداية الموسم المقبل في تواريخ فيفا المحددة سلفاً، مثلما هو الحال بالنسبة إلى تصفيات كأس أمم أفريقيا التي يستحيل استكمال جولاتها الأربع الباقية إذا استمر الحال على ما هو عليه لمدة شهرين أو ثلاثة.

الكاف لن تقرر وحدها دون الفيفا التي هيمنت عليها في عهد أحمد أحمد، وإذا اقتضى الأمر سيُضحى بالمنافسة القارية وتُعطى الأولوية لتصفيات كأس العالم. لكن الكل يتريث ويأمل استئناف الدوريات والاحتفاظ بمواعيد التصفيات كما كان مقرراً، لتبقى كلّ الاحتمالات واردة، وخاصة بعد تصريح نائب رئيس الفيفا ورئيس اتحاد الكونكاكاف الكندي فيكتور مونتانيالي، الذي أعلن منذ يومين استحالة تنظيم المباريات الدولية للمنتخبات قبل حلول سنة 2021، لأن الأولوية ستكون لاستئناف الدوريات واستكمالها، ثم انطلاقة الموسم الجديد، ما يعني تأجيل التصفيات المؤهلة إلى المونديال في كلّ القارات إلى بداية السنة المقبلة، وبداية فتح ملف تأجيل المونديال القادم على مستوى فيفا بكلّ ما يترتب عنه من تغييرات في كامل روزنامة المسابقات الدولية والقارية.


كل شيء مرتبط بعمر الفيروس، ثم بموعد استئناف الدوريات الذي سيخلط الأوراق إذا تأخر أكثر، ما يدعم موقف أصحاب فكرة تأجيل المونديال المقبل، الذين يستندون إلى تزايد أرقام المصابين والضحايا واتساع رقعة تفشي كورونا وتداعياته النفسية والاقتصادية والاجتماعية، التي بدأت ترسخ في الأذهان فكرة التأجيل الاضطراري بسبب تأخر انطلاقة التصفيات وصعوبة استكمالها قبل صيف 2022 كآخر أجل، وبسبب إمكانية تعطل استكمال مشاريع البنية التحتية في قطر نتيجة التوقف الكلي أو الجزئي لأشغال الشركات المكلفة بالإنجاز، وتوقف حركة الطيران والموانئ، وكذلك الأزمة الاقتصادية العالمية التي سيخلفها الفيروس على كل دول العالم، رغم الضمانات والطمأنات التي تبديها السلطات القطرية لكل الشركاء مهما كانت الظروف.
اتخاذ قرار التأجيل لن يكون سهلاً بسبب تداعياته السلبية، وبسبب إصرار جهات كثيرة على تنظيم المونديال في موعده المحدد في منتصف نوفمبر 2022، لذلك لا تريد الفيفا أن تتسرع ما دامت تتحكم في زمام جدولة كل المسابقات، لكنها لا تتحكم في عمر فيروس كورونا وتأثيراته، ولا تعرف متى تعود الأمور إلى مسارها الطبيعي.
البعض يعتقد أن التأجيل لا يخدم روزنامة فيفا والاتحادات القارية والمحلية، لكنه سيكون من مصلحة قطر التي ستستدرك فترة توقف الأشغال وتأخر استكمال بعض مشاريع المنشآت والمرافق بسبب فيروس كورونا، إلا إذا عادت الحياة إلى طبيعتها بعد فترة وجيزة. لكن يبقى سابقاً لأوانه الحديث عن هذا الاحتمال أيضاً، لأن لا أحد أيضاً يتحكم فيه.
قريباً، سيفتح النقاش بين مؤيد ومعارض. كلّ طرف يستند إلى وقائع وحجج، وتقديرات واحتمالات. لكن الواقع سيفرض على الجميع التوجه نحو اتخاذ قرارات، قد تكون مؤلمة وصادمة لعشاق اللعبة، تقتضي تأجيل نهائيات كأس أمم أفريقيا في الكاميرون إلى الصيف المقبل على الأقل، وتأجيل مونديال قطر إلى شتاء 2023 في سابقة أولى من نوعها، لجنة الطوارئ على مستوى الفيفا منكبة على دراسة كل الاحتمالات والسيناريوهات بالتنسيق مع الاتحادات القارية، ولجنة تنظيم كأس العالم المطالبة بدورها بأخذ كلّ احتياطاتها تحسباً لتمسك فيفا وكلّ الفاعلين بموعد نوفمبر 2022 لإجراء المونديال، ما يشكل تحدياً جديداً للقطريين، يضاف إلى كلّ التحديات التي واجهتها إلى الآن.


أصحاب القرار السياسي والرياضي سيسعون إلى إنقاذ المونديال من التأجيل والتقليل من حجم الخسائر المادية، وبعث الأمل في نفوس الناس من خلال استئناف النشاط الرياضي واحترام الروزنامة. لكن أصحاب القرار الطبي والوقائي سيكون همهم إنقاذ النفس البشرية من خلال حث الناس على مزيد من الحيطة والحذر والتزام الإجراءات الوقائية التي يتطلبها الظرف العصيب. أما إذا اجتمعت مساعي الساسة والمختصين في كلّ المجالات، فإن البشرية قادرة على تجاوز المحنة بأقل الأضرار، وعندها يصبح تأجيل المونديال من عدمه مجرد جزئية بسيطة.
دلالات
المساهمون