حقق منتخب الجزائر لكرة القدم، من خلال فوزه على السنغال في الجولة الثانية بكأس أمم أفريقيا التي تجرى بمصر، عدة مكاسب وأرقام وإحصائيات ترشّحه لتحقيق اللقب القارّي الغائب عن خزائنه منذ 29 سنة، بعد أن حسم ربما أقوى مواجهة في البطولة لصالحه، وضمن التأهل إلى دور الـ16 مبكّراً.
وضمن "محاربو الصحراء" أيضاً صدارة المجموعة، بغض النظر عما ستسفر عنه مباريات الجولة الأخيرة، كما بات أمام مواجهة منافس "في المتناول" منطقياً، بما أنه سيقابل في الدور الثاني إما صاحب المركز الثالث في المجموعة الأولى التي تضم منتخبات مصر وزيمبابوي وأوغندا والكونغو الديمقراطية، أو صاحب المركز الثالث في المجموعة الثانية التي تضم منتخبات نيجيريا وغينيا وبوروندي ومدغشقر، أو صاحب المركز الثالث في المجموعة السادسة التي تضم منتخبات الكاميرون وغانا وغينيا بيساو وبنين، وتجري المباراة يوم 7 يوليو/ تموز القادم في القاهرة.
كما شهدت مباراة السنغال، تحطيم منتخب "المحاربين" رقماً جديداً، وهو الفوز في مباراتين متتاليتين في دور المجموعات بأمم أفريقيا، الذي لم يتحقق منذ دورة 1996 بجنوب أفريقيا إذ ظل صامداً طيلة 23 سنة، فقد فاز "الخضر" وقتها على بوركينا فاسو 2/1 ثم سييراليون 2/0، قبل التعادل سلباً أمام زامبيا.
وحقق قبلها "الخضر" رقماً قياسياً في دورة 1990 التي احتضنتها الجزائر، وكانت وقتها الدورة تجري بثمانية منتخبات فقط، بعد أن حصدوا ثلاثة انتصارات في الدور الأول بـ5/1 على نيجيريا، 3/0 على ساحل العاج و2/0 على مصر، ثم فازوا في نصف النهائي على السنغال 2/1، قبل الفوز في النهائي بهدف دون رد على نيجيريا، ليتوجوا باللقب بقيادة المدرب الراحل عبد الحميد كرمالي، وكان ذلك اللقب الوحيد في رصيدها، كما شهدت نفس الدورة تحقيق الجزائر التأهل للدور الثاني كمتصدرة لمجموعتها، وتكرر هذا الأمر بعد 29 سنة أيضاً، وخلال الدورة الحالية بمصر، إذ دائماً بلغ المنتخب الجزائري الدور الثاني في الدورات التي تلت نسخة 1990، في المركز الثاني.
وشهدت مباراة السنغال أيضاً تحقيق رقم جديد، وهو عدم هزيمة المنتخب الجزائري للمباراة الثامنة على التوالي، إذ تعود آخر هزيمة للجزائر في شهر أكتوبر/ تشرين الثاني الماضي أمام منتخب بنين (1/0) في تصفيات "كان" 2019، وحقق بعدها "الخضر" نتائج مبهرة إذ فازوا على توغو في التصفيات (1-4) بالعاصمة لومي، ثم على قطر في مباراة ودّية (1-0)، وتعادل أمام غامبيا (1-1) في تصفيات أمم أفريقيا، ثم الفوز على تونس (1-0) في لقاء ودّي، وبعدها التعادل أمام بوروندي (1-1) في الدوحة، وتلاه الفوز ودّياً على مالي (3-2) في الدوحة أيضاً، قبل أن يحقق منتخب "المحاربين" فوزين ثمينين في أمم أفريقيا بمصر على كينيا (2-0) والسنغال (1-0).
وحقق "الخضر" رقماً آخر، وهو عدم تلقي أي هدف في "الكان" طيلة 180 دقيقة، إذ ظل هذا الرقم صامداً منذ دورة 1984 بساحل العاج، وهو مؤشر واضح على قوة دفاعها وحارس مرماها المخضرم رايس وهاب مبولحي، وحقق منتخب الجزائر أيضاً في "كان 2019" إنجازاً آخر هو ضمان التأهل إلى الدور الثاني بعد أول مباراتين فقط، ولم يحصل ذلك منذ دورة 1990، حيث سبق لـ"الخضر" أن وجدوا أنفسهم في وضع يتطلب ضرورة الفوز في المباراة الثالثة، حتى يضمنوا تأهلهم مثلما حدث في دورات 1996، 2000، 2004، 2015.
ومن بين الإنجازات المحققة أيضاً من طرف كتيبة بلماضي، بعد الفوز على السنغال، هو الانتصار على منتخب مونديالي، وهو الأمر الذي لم يحدث سوى مرتين خلال 11 نسخة من "الكان"، حين فازت الجزائر على ساحل العاج في ربع نهائي دورة 2010 في أنغولا.
وترشح هذه الإنجازات والأرقام والإحصائيات المحققة من طرف كتيبة المدرب جمال بلماضي للسير على خطى أسلافهم، وخاصة منتخب دورة 1990 بقيادة رابح ماجر وجمال مناد وشريف وجاني والتتويج بلقب "الكان" في دورة مصر، وخاصة أنهم يمتلكون كل مقومات "البطل"، فضلاً عن أن الجماهير الجزائرية تتوسّم خيراً في ذلك بعد أن ابتعد "المحاربون" عن منصات التتويج منذ لقب دورة 1990.