في عيد ميلاده..المكالمة الهاتفية التي غيرت حياة الجزائري محرز!

20 فبراير 2016
محرز النجم الجزائري المتألق في إنجلترا (العربي الجديد)
+ الخط -
يعتبر محرز الذي يحتفل اليوم بعيد ميلاده 25، أحد اللاعبين البارزين الذين ساهموا في جعل ليستر سيتي متصدر الترتيب، مفاجأة الموسم، وإذا قدر لفريقه الفوز ببطولة البريميرليغ، فإن للشاب الجزائري قسطا هاما في تحقيق فريقه لهذا الإنجاز التاريخي.

عندما انتقل من نادي لوهافر في دوري الدرجة الثانية في فرنسا لكرة القدم مقابل مبلغ زهيد جدا بلغ 500 ألف يورو في كانون الثاني/يناير 2014 وسط عدم اكتراث شبه كلي من الصحافة الإنجليزية، لم يتوقع أي شخص أن يصل رياض في أشهر قليلة إلى أعلى المراتب.

مكالمة هاتفية غيرت الكثير
يروي ماتيو بيدو وهو أحد المكلفين بالتعاقدات في فريق نانت الفرنسي، في حوار مع موقع "سو.فوت" الفرنسي، أنه تلقى مكالمة هاتفية ذات يوم من عام 2009، من شخصية رياضية بارزة في فريق سارسيل الفرنسي ويدعى "أت نزيت"، قال له خلالها: "لدي شاب هنا يجب مساعدته، مكانه ليس بيننا، إنه يستحق فريقا أكبر"، وفي نفس اليوم اتصل بيدو بصديقه مايكل بيلان؛ وهو مدرب مساعد في نادي كيمبر وتم الاتفاق على أن يخضع محرز لاختبار مع عدد من اللاعبين".

"رياض محرز لم يتجاوز عمره في ذلك الحين 18 سنة، وخضع لاختبار مع 22 لاعبا لم يبق منهم سوى الفتى الجزائري الذي كان نحيفا"، مثلما تحدث المدرب المساعد بيلان الذي أضاف: "لم نكن نعرف شيئا عن رياض من قبل ولم نسمع عنه، وطريقة التعاقدات في أندية الهواة وفي الدرجات الخامسة والسادسة، وما بعدها يتم بالاتفاق مع بعض الأصدقاء أو من خلال السيرة الذاتية... كان لدينا شعور بأن هذا اللاعب لديه سر مع كرة القدم، ولكن احذروا، رياض لم يأت جاهزا بل كان أمامه الكثير من العمل ليتحسن وخاصة على المستوى البدني، فوزنه لم يكن يتجاوز 60 كيلوغراما في أقصى الحالات".

ويتابع بيلان حديثه قائلا: "في الموسم الأول وبعد الاتفاق بيننا وبين اللاعب، كان رياض يحصل على راتب شهري 750 يورو، ومن الصدف أنه كان يقطن بنفس الشقة مع الشقيق الأكبر لنجم يوفنتوس الإيطالي، الفرنسي بول بوغبا".

ما زال المدرب المساعد السابق لنادي كيمبر يحتفظ ببعض الذكريات عن نجم ليستر سيتي الحالي حيث يقول: "لقد كان "لاعب شارع" تعلم كرة القدم من الحي الذي يسكنه، وهي نقطة تحمل في طياتها خليطا بين السلبي والإيجابي، ميزتها الأساسية أنها تمنح الشاب أسلوبا مريحا في المراوغة ومداعبة الكرة والتأقلم مع الوضعيات الصعبة، ومن عيوبها هي طريقة التأقلم مع المجموعة وأن يجنح الشاب إلى الأسلوب الفردي والاستعراضي دون الانضباط التكتيكي".

تألق محرز وحلم برشلونة
ويتابع بيلان: "أدرك رولان المدرب الأول لفريقنا بعد مرور بضعة أسابيع أن محرز قادر على تقديم المساعدة فبدأ بإشراكه، وتدريجيا أخذ يبهرنا من أسبوع لآخر، وأتذكر جيدا مباراة نهاية الموسم في ملعب المتصدر أورليانز، الذي ضمن صعوده رسميا بينما كنا نجحنا في تفادي الهبوط، وواجهنا المتصدر الذي لم يعرف طعم الهزيمة على ملعبه لكن رياض الذي عانق التألق والإبداع يومها أفسد فرحتهم، ووضع حدا لهيمتهم وانتصرنا بنتيجة 2-0 مع محرز الذي أدار إليه كل الرقاب، وكان تألقه نقطة تحوله بعد ذلك إلى لوهافر".

ويقول المدرب المساعد بيلان عن محرز: "كان لاعبا مدللا عندنا وكان منضبطا ومتواضعا، وأتذكر جيدا أنه كان يقول باستمرار سألعب في نادي برشلونة في يوم من الأيام، وكنا نستهزئ بهذا الكلام ولم نكن نتوقع أن رياض سيكون بعد أعوام قليلة قادرا على أن يتحول إلى محور أحاديث وسائل الإعلام العالمية ومحور من منافسة بين كبار الأندية في العالم".
المساهمون