"ديربي" الجزائر الكبير.. قمة مثيرة على وقع الحراك الشعبي

12 أكتوبر 2019
الجماهير الجزائرية تستعد لهذه المواجهة القوية (Getty)
+ الخط -
تتطلع الجماهير الكروية الجزائرية بفارغ الصبر للمواجهة المحلية التي ستجمع الفريقين الجارين مولودية الجزائر واتحاد العاصمة، مساء اليوم السبت، على ملعب 5 يوليو الأولمبي بالعاصمة الجزائرية، بالنظر للخصوصية التي تميز هذا "الديربي" الكبير بين اثنين من أكبر وأقوى الأندية في البلاد، وكذلك المتعة والفرجة والإثارة التي تضمنها هذه المباراة، في أول صدام بين "الإخوة الأعداء" خلال الموسم الكروي الحالي.

لكن هذه المواجهة ستجرى اليوم في ظروف استثنائية للغاية، بسبب مخلّفات الحراك الشعبي الذي تشهده البلاد منذ شهر فبراير/شباط الماضي، والذي تعد العاصمة الجزائرية المعقل الأساسي له، وأيضا بسبب الأزمة التي اندلعت بسبب رفض فريق الاتحاد خوض هذه المباراة المؤجلة عن الأسبوع الرابع من الدوري، متحججاً بفقدانه خدمات 6 لاعبين انضموا لمختلف المنتخبات الوطنية، بينما رفضت إدارة المولودية أيضا تأجيل "الديربي"، على غرار رابطة الدوري التي تمسكت بإجرائه في وقته المحدد، تفادياً لتأجيل جديد سيضعها في ورطة بسبب تكدّس المباريات المؤجلة لأسباب مختلفة.

ويتصدر فريق المولودية الدوري برصيد 11 نقطة من 5 مباريات (ناقصاً مباراتين)، بينما يحتل الاتحاد المركز الـ13 برصيد 7 نقاط من أربع مباريات (ناقصاً 3 مباريات).
وكانت إدارة فريق اتحاد العاصمة قد وجهت طلباً رسمياً للرابطة من أجل تأجيل "الديربي" العاصمي أمام الجار مولودية الجزائر، الذي كانت الرابطة قد برمجته اليوم السبت، وقال الاتحاد في بيان له بأنه أبلغ الرابطة باستحالة خوض المباراة اليوم الأحد، موضّحاً أنه سيفتقد خدمات 6 لاعبين خلال فترة التوقف الدولية ما بين 7 و18 من الشهر الحالي، لكن إدارة المولودية رفضت بدورها أي قرار جديد بتأجيل المواجهة.

وكثيراً ما يسبق مباريات المولودية والاتحاد، الكثيرُ من الإثارة، قبل أيام من موعدها، بين الجماهير، خاصة وأنهما ينتميان لمنطقة واحدة في العاصمة عبر أحياء القصبة وباب الوادي وسوسطارة العتيقة، حيث تتزين باللونين الأحمر والأخضر من جانب مشجعي المولودية واللونين الأسود والأحمر من جانب نظرائهم من اتحاد العاصمة، لتبدأ "الحرب النفسية" بين الطرفين حيث يتوعد كل منهما الآخر بالهزيمة وسط أجواء حماسية.

ويعيش "الغريمان" على طرفي نقيض منذ بداية الموسم الكروي الحالي، حيث يمر فريق المولودية بفترة جيدة تجسدت في احتلاله صدارة الدوري برفقة شباب بلوزداد وبناقص مباراتين، ويمكنه توسيع الفارق على القمة خلال مباراتيه المؤجلتين، فضلاً عن أنه متأهل للدور الـ16 من البطولة العربية للأندية، ولعل أبرز عامل سلبي قد يؤثر عليه في مباراة "الديربي" هو غياب مديره الفني الفرنسي بيرنارد كازوني، بسبب إيقافه من لجنة الانضباط بالدوري.


وبالمقابل، يمر فريق الاتحاد بفترة صعبة جداً، بسبب الأزمة المالية التي يتخبط فيها منذ نهاية الموسم الماضي، حيث تم سجن رئيسه السابق ومالك الفريق رجل الأعمال علي حداد بسبب تهم فساد، قبل أن تنسحب المؤسسة المالكة للفريق في الصيف الماضي، ليجد نفسه دون أي دعم، كما عانى الاتحاد كثيراً قصد المشاركة في مسابقة الدوري ودوري أبطال أفريقيا بسبب الأزمة المالية، التي انعكست سلبا على نتائجه في الدوري، إذ يحتل المركز الـ13 برصيد 7 نقاط فقط من أصل 4 مباريات، وتلقى في المباراة الأخيرة في الدوري هزيمة برباعية كاملة على يد فريق مولودية وهران، ما قد يؤثر عليه في مباراة "الديربي" بسبب الظروف الصعبة التي يخوض فيها مبارياته.

وكانت آخر مباراة بين الفريقين، قد انتهت لمصلحة مولودية الجزائر بنتيجة 3/2 بملعب 5 يوليو الأولمبي بالعاصمة الجزائرية، في مباراة مثيرة جرت يوم 14 مارس/آذار الماضي لحساب الجولة الـ24 من الدوري، وسجل أهداف المولودية كل من مهدي بن علجية، وسفيان بن دبكة ونبيل لعمارة، بينما وقع هدفي الاتحاد كل من عبد الكريم زواري ومحمد بن يحيى.
المساهمون