(كتاب ميسي 15)..الانطلاقة الكتالونية والهدف الأول ريكارد ورونالدينيو

06 مارس 2016
+ الخط -


واصل برشلونة في موسم 2004-2005 عملية إعادة الهيكلة الضرورية تحت قيادة فرانك ريكارد والتي تضمنت رحيل إدغار ديفيدز وباتريك كلويفرت وفيليب كوكو بجانب اعتزال كل من لويس إنريكي ومارك أوفرمارس، مع الحصول على ديكو وبيليتي وادميلسون وسيلفينيو وإيتو.

شعر ميسي في تلك الفترة وبعد مشاركته الأولى مع الفريق الأول في مباراة بورتو الودية عام 2003 بأن الأبواب التي فتحت له بدأت تغلق مجددا.. الشكوك بدأت تطفو وكانت طبيعية من الجانبين.. "هل وقفت عند هذا الحد؟ سؤال تكرر في ذهن ليو، في الوقت الذي كان الجهاز الفني لا يزال لم يضع ثقته الكاملة في مسألة تصعيد "البرغوث" والاعتماد عليه كثيرا.

كانت الإدارة ترى في ميسي شيئا مختلفا، لذا اقترح مدير قطاع الناشئين جوسيب كولومير على ميسي أن يزور طبيبا نفسيا ليساعده في التعامل مع مسألة الضغط الذي كان يقع عليه أثناء الانتظار، ووافق ليو على الرغم من عدم اقتناعه بالأمر، ولكنه سريعا ما أبلغ النادي بأنه لا يمكنه التعامل مع شخص لا يثق فيه.

انكسرت الثقة بين الطرفين حينما شعر ميسي كما لو كان فأر تجارب، بعدما اصطحب الطبيب عددا من تلاميذه لمشاهدة كيف يعمل مع ليو.. شعر "البرغوث" بالاستياء من هذا الموقف، كما أنه في الأساس كان يرى نفسه مؤهلا للتعامل مع أي ضغوطات، بجانب زيادة ثقته بنفسه بعد تمكنه من زيادة وزنه في الفترة بين أغسطس 2003 وأبريل 2004 بمقدار ثلاثة كليوغرامات و700 غرام، أغلبها من العضلات.

استمر ليو في صناعه اسمه بالفريق الثاني لبرشلونة تحت قيادة بيري جراتاكوس.. كان نجم الفريق ويلعب بصورة مستمرة، مما لفت انتباه ريكارد مجددا، وجعله يتدرب مع الفريق الأول ليوم واحد كل أسبوع، بل وأخبر عائلته "أرى في ليو إمكانات استثنائية، ولكن لا يجب التسرع وإعطاء الأمور وقتها".

زادت عدد الأيام التي يتدرب فيها ميسي مع الفريق الأول لاثنين لدرجة أنه أثار إعجاب رونالدينيو وديكو اللذين قالا لريكارد "هذا الفتى يجب أن يلعب معنا بالفعل".

كان ميسي على موعد مع مباراته الرسمية الأولى مع برشلونة بعد مرور ست جولات في الليغا في ظل احتلال البرسا للصدارة بـ16 نقطة بفضل دفاعه القوي وأهداف إيتو وسحر رونالدو الهجومي، تحديدا أمام إسبانيول في 16 أكتوبر 2004 حيث حل ليو بديلا لديكو قبل ثماني دقائق على نهاية المباراة في ظل تقدم برشلونة بهدف نظيف.

لم يسعف الوقت ميسي للقيام بشيء ولكن سيظل التاريخ يقول إنه كان أصغر لاعب في تاريخ الفريق الأول يشارك في بطولة رسمية مع الفريق، حيث كان سنه حينها 17 عاما وأربعة شهور.

كان ليو يستغل كل مرة يتدرب فيها مع الفريق الأول، أو يتم استدعاؤه لمباراة للتقرب أكثر من رونالدينيو وسيلفينيو حيث اعتاد معهما على ممارسة لعبة ترفيهية هي "كرة القدم بأسلوب التنس" والتي كان يصنع فيها حدودا لملعب مصغر بشريط لاصق وتوضع قطعة من القماش بدلا من الشبكة في المنتصف.

القواعد كانت بسيطة، الكرة يجب أن تلمس أرض الخصم مرة واحدة قبل تخطي حدود الشريط اللاصق لاحتساب نقطة لصالح من أرسلها، فيما أن المتلقي سواء كان فردا أو فريقا لا يجب أن يقوم بأكثر من ثلاث لمسات للكرة قبل ردها مجددا فيما أن الفائز هو أول من يحرز 11 نقطة.

كان سيلفينيو هو أفضل من يمارس هذه اللعبة الترفيهية قبل وصول ميسي حتى أمام رونالدينيو ولكن حينما دخل ليو تغيرت كل الأمور، حيث اعتبرها بمثابة تحد يكسبه احترام باقي الفريق ويصنع له نوعا من السمعة.

اعتاد الجهاز الفني مراقبة هذا النوع من الأنشطة الترفيهية على الرغم من عدم كونها جزءا من الالتزامات اليومية، لأنها كانت تظهر الطابع التنافسي بين اللاعبين وطموحاتهم وفي نفس الوقت مهاراتهم وإمكاناتهم بجانب رفع حالتهم الذهنية.

كان ميسي على موعد مع تسجيل أول هدف رسمي له مع الفريق الأول في مباراة ألباسيتي المعقدة، فتشافي موقوف، ولا يمكنه اللعب، وإنييستا لم يقدر على ملء فراغه، والخصم يتكتل دفاعيا والبرسا متقدم بهدف واحد فقط.. الأمور كانت صعبة للغاية.

يتوجه تين كيت مساعد ريكارد لميسي ويقول له "استعد وقم بالإحماء"، ينظر إيتو من داخل الملعب للدكة، ويعطي إشارة تفيد بعدم رغبته في الخروج ولكن ريكارد بالفعل كان قرر تبديل الكاميروني بعد أن قال لليو "العب كما اعتدت دائما، تمركز في الناحية اليمنى".

خرج إيتو في الدقيقة 42 وهو في قمة الاستياء وحيا ميسي بطريقة باردة ثم اتجه مباشرة لغرف الملابس وسط تأنيب من تين كيت، بينما على الجانب الآخر في الملعب يدرك ليو إنه تتبقى ثلاث دقائق من أجل ضمان الفوز، فريال مدريد كان يقترب ويهدد صدارة برشلونة، ولكن ها هو رونالدينيو يقول لميسي "سأصنع لك هدفا وستسجل، وغدا ستكون صورتك على كل الأغلفة".

ينطلق رونالدينيو ويراوغ ويرسل كرة بينية لميسي الذي يضعها من فوق الحارس، ولكن الحكم احتسب الكرة تسللا، يقترب الحارس من ليو ويداعبه في شعره لمواساته، ولكن الساحر البرازيلي يقول لليو "لا تقلق سأصنع لك كرة أخرى".

تصل الكرة في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع لميسي الذي يتبادل الكرة مع الساحر البرازيلي ليجعل الأرجنتيني في وضع مثالي لإسقاط الكرة من فوق الحارس وهو ما حدث بالفعل.. ينطلق ميسي ليحتفل بالهدف ثم يتوقف ليعود للخلف ويقفز فوق ظهر رونالدينيو ليحتفل معه اعترافا بفضله.

فاز برشلونة بالليغا هذا الموسم لأول مرة منذ خمس سنوات، في ظل مشاركة ليو مع الفريق الأول لـ77 دقيقة لم تكن كلها في الدوري، بل تضمنت الدقائق التي خاضها في مشاركته الأولى بدوري الأبطال أمام شاختار دونيتسك الأوكراني.

على الرغم من أن مشاركة ميسي مع الفريق الأول في هذا الموسم لم تكن كبيرة، ولكنه يدرك أهمية هذه الفترة في حياته، كما يقول في تصريحاته لقناة برشلونة في 2013 "في بعض الأحيان لم أفهم لماذا كان يسير ريكارد معي بهذا البطء، ولكن الآن أنظر لهذه الأمور بهدوء وأدرك أن هذا كان الأفضل بالنسبة لي، أنا ممتن له بصورة كبيرة".

اقرأ أيضا
(كتاب ميسي 14)..فشل إسبانيا ودور بييلسا مع "ميتشي"
(كتاب ميسي 13)..ريكارد وفرصة ميسي
(كتاب ميسي 12)..أرواح ميسي الأربع ومواجهة راموس الأولى
(كتاب ميسي..11) "موسم القناع" وخطيئة أرسنال
(كتاب ميسي 10) فيلانوفا ومقالب الحارس الشخصي بيكيه
(كتاب ميسي 9) البداية الكتالونية
(كتاب ميسي 8) مباراة التنس التي غيرت تاريخ الكرة
(كتاب ميسي 7).. انتظار ريكساش والنهاية السعيدة
(كتاب ميسي 6).. لغز اختفاء "المايسترو"
(كتاب ميسي 5)... أزمة هرمون النمو
(كتاب ميسي 4).. أسطورة طفل نيولز أولد بويز
(كتاب ميسي 3)... ليو في المدرسة ومغامرات الجيش!
(كتاب ميسي 2) الجدة سيليا وملعب جراندولي
(كتاب ميسي 1).. ميسي الذي نجا من الموت جنيناً

المساهمون