وتراهن الجزائر قبل أشهر من انطلاق الأولمبياد الياباني على مشاركة نوعية في مختلف الرياضات، خاصة تلك التي كثيراً ما جلبت ميداليات للبلد العربي على غرار ألعاب القوى من خلال التتويجات السابقة للكثير من الأبطال الأولمبيين والعالميين على غرار نور الدين مرسلي وحسيبة بولمرقة وسعيد قرني جبير ونورية بنيدة مراح وعبد الرحمن حمّاد، بالإضافة إلى توفيق مخلوفي الذي برز بشكلٍ لافت خلال أولمبياد 2012 في لندن بتتويجه بالميدالية الذهبية وأولمبياد ريو دي جانيرو بالبرازيل.
ويتطلع مخلوفي الذي ينافس في اختصاصي سباق الـ1500 متر و800 متر، للمشاركة لثالث مرة توالياً في هذه المسابقة العريقة وذلك بعد تألقه في بطولة العالم التي جرت في الدوحة ما بين 26 سبتمبر/ أيلول و6 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إلا أن حلمه يواجه مشكلة كبيرة قد تؤثر على حظوظه في دورة طوكيو.
ورفضت وزيرة الرياضة الفرنسية روكسانا مارسينيانو، أن يقوم مدربون فرنسيون بالإشراف على تحضيرات رياضيين أجانب استعداداً للأولمبياد القادم، من منطلق تقليص حظوظ هؤلاء الرياضيين في الفوز بالميداليات، ما سيصبّ في مصلحة الرياضيين الفرنسيين.
ويُشرف على تدريب الجزائري مخلوفي، المدرب الفرنسي الشهير فيليب دوبون منذ 4 سنوات، إذ حققا نجاحاً باهراً بعد تتويج مخلوفي بميداليتين فضيّتين في أولمبياد ريو 2016 وميدالية فضية أخرى في بطولة العالم بالدوحة، كما يعكف الثنائي حالياً على التحضير بفرنسا استعداداً لدورة طوكيو التي تأهل إليها العدّاء الجزائري في الصيف الماضي.
ونقلت جريدة "ليكيب" الفرنسية عن الوزيرة الفرنسية التي سبق لها التتويج ببطولة العالم في السباحة، رفضها التام لفكرة إشراف المدربين الفرنسيين على رياضيين من جنسيات أخرى، وقالت: "ليست لدي أية مشكلة في انتهاج هذا الخطاب"، مضيفة: "لا يفصلنا عن أولمبياد طوكيو سوى بضعة أشهر، ولذلك يجب على كلّ واحد أن يعتمد على نفسه"، وتابعت: "عندما نكون مدربين معنيين بالمشاركة في الألعاب الأولمبية ونمنح نفس الأهمية لرياضي أجنبي وآخر فرنسي فهذا هو التناقض بعينه".
وتواجه الرياضة الفرنسية فضيحة مدوية بسبب المنشطات التي تورطت فيها رياضة ألعاب القوى الفرنسية، كما أن الوزيرة مارسينيانو لم تكن راضية أبداً عن النتائج التي حققها العدّاؤون الفرنسيون في بطولة الدوحة، مقابل تألق آخرين مثل الجزائري مخلوفي الذي يشرف عليه مدرب فرنسي، فضلاً عن إشراف الفرنسي الآخر سيباستيان ليفيك في فترة سابقة على العدّاء الجزائري العربي بورعدة.
وسيجد مخلوفي نفسه في ورطة كبيرة في حال انسحاب مدربه فيليب دوبون في هذه الفترة الحساسة، خاصة أن ذلك وارد جدًا كون هذا المدرب يخضع لسلطة وزارة الرياضة الفرنسية التي قد تجبره على ترك مهمته مع العدّاء الجزائري.
وكان البطل الجزائري قد غاب عن المنافسات خلال الموسمين الأخيرين بعد تعرضه لإصابة خطيرة، قبل أن يعود في بطولة العالم الأخيرة في الدوحة ويحرز فضية، وصرّح مخلوفي وقتها بأنه يستهدف تحقيق ميدالية أخرى على الأقل في أولمبياد طوكيو، وميداليات أخرى خلال دورة الألعاب المتوسطية التي ستحتضنها مدينة وهران الجزائرية صيف العام 2021.
تجدر الإشارة إلى أن الرياضة الجزائرية ضمنت لحد الآن ظهور 10 رياضيين في 6 اختصاصات بالأولمبياد القادم وهم: توفيق مخلوفي ولحلول عبد المالك وثابتي بلال في ألعاب القوى، وأسامة سحنون في السباحة، وعز الدين لعقاب في الدراجات، وحمزة بوراس وأمينة بريشي في الشراع، والثنائي سيد علي بودينة وكمال آيت داود في التجديف، إضافة إلى خريس أميرة في "الكانوي كاياك".