"بي بي سي" تسقط مجدداً بسورية: طوني الخوري يصف "الحرّ" بالإرهابي

23 يناير 2018
طوني الخوري خلال المقابلة (تويتر)
+ الخط -
أحدث مقطع فيديو لمقابلة قام بها المقدم طوني خوري ضمن برنامج "عالم الظهيرة" على محطة الـ"بي بي سي" البريطانية غضباً على مواقع التواصل، إثر وصفه الجيش السوري الحر، خلال لقائه من اسطنبول المحلل التركي مصطفى حامد أوغلو، بالمنظمة الإرهابية.

وخرج المقدم، وفق إعلاميين، عن أصول المهنة، حين وصف "الجيش السوري الحر" بـ"المنظمة الإرهابية"، وقوله إنّه "أداة تركية" بعُرف الجميع، حينما كان يحاجج الضيف التركي، بعد أن وصف بلاده بـ"المحتلة"، تعليقاً على عملية "غصن الزيتون" التي يقوم بها الجيش التركي بمؤازرة بعض وحدات الجيش السوري الحر في عفرين، شمالي غرب سورية، منذ يومين.

وقال الخوري إنّ روسيا دخلت الأراضي السورية بموافقة نظام بشار الأسد، وأن الجيش السوري الحر ليس منظمة إرهابية وفق العرف التركي فقط، لينهي اللقاء بعذر انتهاء الوقت من دون أن يترك للضيف وقتاً للتعبير عن رأيه.

ولاقى برنامج عالم الظهيرة الذي بثته المحطة، أول من أمس، امتعاضاً في أوساط السوريين، جراء تصرف المقدم الذي وصفه كثيرون بغير المهني.

ويقول الأكاديمي السوري إياد الخطيب إنّ "قناة (بي بي سي عربي) منحازة منذ بدايات الثورة لنظام بشار الأسد، وتؤثر على الدوام تسويق النظرة الأسدية وأن الثورة تمرد وإرهاب، في حين تتغاضى عن كثير من جرائم النظام، ولا ننسى كسوريين، وقت نشرت فيديو خاطئا وسحبته واعتذرت عن النشر، أو حين ترسل مراسلها بدمشق، عساف عبود، ليرافق جيش الأسد بقمع الثورة والسوريين، وتسويق الحالة على غير الواقع وما هي عليه".

ويتابع الخطيب في حديث لـ"العربي الجديد": "في الوقت الذي تحتفل خلاله (بي بي سي) بعيدها الثمانين، يؤسفنا كيف بدأت إذاعة ومن ثم محطة دولية ذات مصداقية واهتمام، وكيف سدت عبر (بي بي سي عربي) فراغاً وباتت مصدرا للمتلقي العربي، وإلى ما آلت إليه من انحياز، على حساب الثورات والشعوب المقهورة، وأعتقد أن ذلك يتنافى مع مشروع المحطة المدعومة من مجلس اللوردات وتموّل من دافع الضرائب ببريطانيا".

من جهته، يقول المخرج التلفزيوني مأمون البني، إنّه "ليس من صفات المقدم التلفزيوني أن يكون طرفاً ويطلق الأحكام، أو أن يسكت الضيف بهذه الطريقة، إذ من حق الضيف أن يعبر عن رأيه، وبخاصة إن تمت مهاجمته من المقدم، كما رأينا".

ويضيف البني لـ"العربي الجديد": "صراحة حتى بتلفزيون النظام السوري، لم نر هكذا انحياز ووقاحة".

ويرى مدير مكتب رابطة الصحافيين السوريين بتركيا، قتيبة الخطيب، أنّ "الخوري خرج عن تقاليد المهنة وحتى عن السياسة التحريرية للمحطة التي يعمل بها".

ويأسف الخطيب لما آلت إليه المحطة "التي تحتفل في الثالث من يناير من كل عام، بيوم انطلاقتها، وكيف شكلت عبر ثمانين سنة من البث الإذاعي، الكثير من قناعات ووعي المتلقي العربي، بل وربما ليس من خلاف على أن (بي بي سي) من أهم المدراس الإعلامية العالمية، وتدرب الصحافيين من كل أصقاع العالم، على الأداء المهني الحيادي والمصداقية وأن الصحافي مرآة وليس طرفاً أو قاضياً".

ويشير الخطيب خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ "الدليل التحريري في (بي بي سي) يحدد معايير المهنة ويستقي منه الصحافيون، لكنها وللأسف، تسقط بأبسط اختبارات المهنية ويضعها بعض المذيعين والمقدمين بموضع التشيكك والاستغراب".

 

من جهته، يرى رئيس رابطة الصحافيين السوريين، علي عيد، أنّ "مذيع (بي بي سي) لم يستطع، مهنياً، القيام بدوره كصحافي خلال الحوار، والأهم أنه أقحم نفسه في قضية قد لا تتبناها قناته أو حتى دافع الضرائب البريطاني، معتبراً أن الجيش الحر جماعة إرهابية، وهو ما يعني أن بريطانيا كانت تدعم الاٍرهاب لسنوات على اعتبار أنها كانت إحدى الدول التي أمنت تدريبات ودعما لوجستيا للجيش الحر".

ويضيف رئيس رابطة الصحافيين السورين لـ"العربي الجديد": "كما أن مقدم برنامج (عالم الظهيرة) كرر ثلاث مرات اعتبار تركيا دولة احتلال، ولا مشكلة في ذلك، لو أنه اعتبر الولايات المتحدة وروسيا وإيران وحتى بريطانيا دول احتلال لأنها تملك قوات على الأراضي السورية سواء بقبول أو رفض نظام الأسد".

وحول ما ستفعله الرابطة رداً على ما اعتبره السوريون إساءة من المقدم والمحطة، يضيف عيد: "الرابطة ستخاطب إدارة القناة للتأكيد على أن غياب المهنية في إطلاق المصطلحات يمكن فهمه على أنه موقف رسمي يستوجب التوضيح منهم، والاستنكار من جانبنا، وقد فعلت الرابطة مثل هذا في حالات مماثلة سابقاً".