أزمة الصحافة المكتوبة تتواصل: طرد 18 صحافيّاً في تونس

13 يوليو 2016
(Getty)
+ الخط -

أقدمت إدارتا صحيفة "الضمير" اليومية و"وكالة بناء نيوز"، أمس الثلاثاء، على طرد 18 صحافياً من العاملين فيهما، من دون سابق إنذار ومن دون تقديم تبريرات منطقية لعملية الطرد، بسبب الأزمة المالية التي يمر بها القطاع الإعلامي في تونس.

وتتواصل أزمة الصحافة المكتوبة في تونس. ويأتي هذا الطرد بعد غلق صحيفة "التونسية" اليومية واعتصام العاملين فيها بمقر الصحيفة، منذ أكثر من شهر ونصف، للمطالبة بحقوقهم المادية والمعنوية، واحتجاب صحيفة "البيان" الأسبوعية عن الصدور لأسباب مالية على الرغم من أنها تصدر عن الاتحاد العام التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية (منظمة الأعراف).

صحيفة "الضمير" اليومية و"وكالة بناء نيوز"، مؤسستان معروفتان بقربهما من التيار الإسلامي في تونس، وقد تمّ إطلاقهما بعد الثورة التونسية ليكونا ضمن المنظومة الإعلامية لهذا التيار.

وعلى الرغم من أن صحيفة "الضمير" بدأت كأسبوعية، لكنّها تحوّلت بعد ذلك الى صحيفة يومية. وقد كان الجميع يعتقد أن ذلك علامة على الوضع المالي الجيد للصحيفة، لكن يبدو أنه بعد ثلاث سنوات من الصدور اليومي لم تستطع الصحيفة مقاومة الأزمة الخانقة التي يعيشها قطاع الصحافة المكتوبة.

وتعود الأزمة أساساً إلى ضعف مبيعات الصحف في تونس، حيث لا تتجاوز 100 ألف نسخة يومياً. كما أن حلّ وكالة الاتصال الخارجي، وهي مؤسسة رسمية كانت تتولى تنظيم توزيع الإعلانات التجارية الحكومية بين الصحف التونسية جعل بعض الصحف تحتكر هذه الإعلانات، في حين لا تتحصل بقية الصحف على نصيبها من هذه الإعلانات، مما جعلها تعيش ضائقة مالية كبرى.

وعلّق عضو المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحافيين، سيدة الهمامي، على طرد 18 صحافياً، قائلةً "هذه الدولة (التونسية) تريد صحافيين يعانون الجوع ليتحولوا إلى مرتشين، وبعض أصحاب المؤسسات الإعلامية يعجبهم ذلك بالطبع".

لهجة الغضب التى سادت القطاع عبر عنها عضو المكتب التنفيذي للنقابة العامة للإعلام، محمد الهادي الطرشوني، بالقول "واقع مرير تعيشه الصحافة المكتوبة من مهزلة ومعاناة أبناء جريدة "التونسية" إلى طرد زميلة من راديو "نجمة أف أم"، فطرد جريدة "الضمير" لـ 18 صحافياً، تجويع ممنهج بكل المقاييس". وأضاف "لابد من ثورة للجياع في قطاع الصحافة المكتوبة فلم تعد الإضرابات تجدي ولا بيانات التنديد تكفي".


المساهمون