المليشيات تجند جيشاً إلكترونياً لمساندتها في معركة الموصل

17 أكتوبر 2016
الحشد الشعبي على مشارف الموصل (Getty)
+ الخط -
مع إعلان قرب انطلاق ساعة الصفر لتحرير مدينة الموصل، شمالي العراق، دشنت حملة إعلامية مكثفة على مواقع التواصل الاجتماعي العراقية، تتبنى مساندة القوات العراقية الرسمية في المعركة المهمة. 

ويقود الحملة إعلاميون ينشطون بشكل فاعل على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن ما تبين لـ"العربي الجديد" أن الحملة ممولة من قبل مليشيا "الحشد الشعبي" لمساندتها وتنظيف ساحتها من الاتهامات التي تطاولها باستمرار، والترويج لها كجيش وطني يضحي لأجل البلاد.
 

يأتي ذلك بعد أن فضحت مقاطع فيديو، اعترف فيها مدنيون، بانتهاكات كبيرة لمليشيا "الحشد الشعبي" ضد مدنيين من سكان مناطق كانت خاضعة لسيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) أكدوا أن المليشيات اعتقلتهم وعذبتهم وقتلت عدداً كبيراً لدواع طائفية. 

وكانت آخر تلك الانتهاكات وقعت مع انطلاق معركة تحرير الفلوجة في مايو/أيار الماضي.
 

لكن الحكومة العراقية لم تتخذ أي إجراءات بحق المليشيات برغم تلك التأكيدات. وقال مصدر مقرب من قيادات في مليشيا الحشد الشعبي، إن الأخيرة وضعت ميزانية مفتوحة أمام قادة الحملة الإعلامية، الذين أسسوا في وقت سابق خلية إعلامية خاصة بمساندة "الحشد الشعبي"، لكنها تخفي ذلك تحت مسمى مساندة القوات العراقية ضد "داعش". 

وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن الإعلاميين القياديين نجحوا في مناسبات سابقة بصد الاتهامات وشهادات ضد المليشيات، من خلال اللجوء إلى أساليب مختلفة معتمدين على حسابات وهمية يهاجمون من خلالها المليشيات مستخدمين عبارات طائفية بغيضة، أو نشر مقاطع فيديو مضادة، وغيرها الكثير من الأساليب، من خلال جيش إلكتروني جند لهذا الغرض. 

يشار إلى أن الحشد الشعبي تأسس في يونيو/حزيران 2014 بناءً على فتوى دينية من المرجع علي السيستاني، لمقاتلة تنظيم "داعش".

وبين المصدر أن القادة الإعلاميين، الذين يقودون الحملة، هم من الشخصيات البارزة والمعروفة، لا سيما بين الوسط الشبابي، خاصة الطبقة المثقفة، ونجحوا في المعارك السابقة بتحشيد الرأي العام بنسبة كبيرة. 

وأشار المصدر إلى أن مئات الناشطين انضموا للجيش الإلكتروني الداعم للمليشيات دون دراية منهم؛ وذلك بسبب عناوين وأخبار الحملات التي ترفع شعار وحدة البلاد والشعب ومحاربة تنظيم داعش، ومساعدة المدنيين الواقعين تحت سيطرة التنظيم والحفاظ على حياتهم. 

وأكد أن قيادات المليشيا أشادت بالدور الذي أداه قادة الحملة في معارك سابقة، خاصة الفلوجة، وهو ما يترتب عليه رفع الأداء بشكل أكبر في معركة الموصل، التي تعتبر أكثر أهمية من غيرها من المدن التي خضعت لسيطرة "التنظيم". 

وكانت الموصل خضعت لسيطرة تنظيم "داعش" في يونيو/حزيران 2014، واتخذ التنظيم مدينة الموصل التي تعتبر ثاني أكبر مدن العراق من ناحية السكان والأهمية مركز لما أسماها دولة "الخلافة الإسلامية". 

وتأتي مشاركة مليشيا "الحشد الشعبي" تكراراً لفرضها وجودها بمعارك في مدن يرفض سكانها مشاركة المليشيات بعمليات تحرير مدنهم؛ لتأكيدهم بأنهم يمارسون عمليات انتقامية بحقهم. 

المساهمون