قصص عن مأساة التحرش الجنسي داخل مكاتب "غوغل": انتهى زمن الصمت

02 نوفمبر 2018
من تحرك يوم أمس (Getty)
+ الخط -

احتجّ يوم أمس مئات من موظفي شركة "غوغل"، في أكثر من 20 مكتباً حول العالم ضدّ "ثقافة مكان العمل التي لا تناسب الجميع"، وفق ما أعلنوا. وكان تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، قد سلّط الضوء على حماية "غوغل" لعدد من المسؤولين التنفيذيين فيها إثر اتهامهم باستغلال مناصبهم في التحرش الجنسي أو ما وصف بـ"سوء السلوك الجنسي".

وأثناء الاحتجاجات تحدّثت نساء كثر عما يعانين منه داخل مكاتب "غوغل". نرصد هنا بعضاً من هذه الحكايات، التي تخفي حكايات كثيرة خلفها لضحايا أخريات.

تروي موظفة اسمها نانسي، لصحيفة "غارديان" البريطانية أنها تعرضت لتحرش جنسي في نشاط للشركة لكن خارج المكتب. وقتها طلب منها زميلها تبديل المشروبات في ما بينهما "وهذا آخر ما أذكره... في اليوم التالي أبلغني أحد المشرفين في العمل أنه تمّ فصلي عن زميلي وقتها، لأنه حاول الاختلاء بي بعيداً عن الحفل".

وتوضح أن المشكلة الحقيقية التي واجهتها كانت عندما قرّرت أن تشتكي للموارد البشرية "أول ما حاولت الموارد البشرية فعله هو إسكاتي. ثمّ طلبوا مني اسم الزملاء الذين أخبرتهم ما حدث معي، وبعدها أجبروني على مواصلة العمل مع الشخص الذي تحرّش بي".



قصة أخرة مشابهة نقلها موقع "بازفيد" توضح حماية الموارد البشرية للمتحرشين وليس للنساء: "عندما أبلغتهم عن حادث تحرش بي، حاولوا إسكاتي، وأبلغوني أن المشكلة فيّ أنا، ومنعوني من الحديث عن التحرش الذي تعرّضت له، مع أي من الزملاء، ثمّ نصحوني باتباع علاج نفسي".

شابة كانت تعمل في تحضير القهوة في مكتب غوغل في ماونتن فيو في كاليفورنيا الأميركية، روت أيضاً حكايتها: "في أحد الأيام كنت أضع أحمر شفاه، فجاء أحد الموظفين، وقال لي، أحمر شفاهم جميل. ثمّ صمت، وبعدها طلب مني أن اقوم بحركة جنسية بشفتي".

قصة أخرى لم تروها صاحبتها، بسبب إصرارها على إبقاء هويتها مجهولة، رواها أحد زملائها خلال التحرك. إذ قال إن زميلته إياها اشتكت للإدارة تحرّش "شخص في منصب نائب رئيس الشركة" بها، لكنّ أحداً لم ينظر بقضيتها، وبقي المتحرش في منصبه 3 سنوات بعدها.

أما القصة الأشهر فكان بطلها آندي روبن، أحد المشاركين في ابتكار نظام "أندرويد"، إذ اتهمته سيدة عاملة في "غوغل" بالتحرش الجنسي بها، وإجبارها على ممارسة الجنس الفموي معه في أحد الفنادق سنة 2013.

وبعد الاستماع إلى شكوى السيدة والتحقيق فيها، تبيّن أن مزاعمها حقيقية. لكن هل طردت الشركة فوراً روبن؟ كلا، تم إبلاغه بنتائج التحقيقات، وطلب منه أن يستقيل عام 2014. ثمّ دفعت له الشركة تعويضاً بـ90 مليون دولار، وتسوية تقضي بدفع مليوني دولار له شهرياً طيلة سنتين، وأقامت له حفل وداع أسطوريا.

تروي سيلي أونيل ـ هارت، وهي عاملة في "غوغل" من منظمات المسيرات حول العالم: "قررنا إنشاء موقع إلكتروني داخلي، لتسجيل حكايات التحرش، وبساعات قليلة حصلنا على مئات الشهادات لنساء تعرضن للتحرش من قبل زملاء أو مدراء في غوغل، ولم تقم الشركة بتحرك مباشر لمعاقبتهم".

ورغم أن التحرك الأخير اقتصر على شركة "غوغل" إلا أن نساء أخريات من شركات تكنولوجيا شهيرة بدأن يكسرن حاجز الصمت والخوف ويعلنّ عن تعرضهن لأنواع مختلفة من التحرش الجنسي الجسدي أو اللفظي.

وكانت الشهادات بدأت تبرز قبل عام تقريباً، أي بعد شهر من كشف فضيحة المنتج الهوليوودي الشهير هارفي وينستين، فنشر وقتها الموقع الإلكتروني، لقناة "سي إن إن" الأميركية، تحقيقاً مطولاً فيه شهادات لست نساء، روين فيه، كيف تعرضن للتحرش والاغتصاب أثناء تقدّمهن لوظائف في شركات تكنولوجيا شهيرة أو ناشئة.