"تويتر" في خدمة الشرطة؟

21 أكتوبر 2017
مواقع التواصل الاجتماعي مصادر مهمة للشرطة (نورفوتو)
+ الخط -
مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديداً "تويتر"، قد تشكل مصدراً معلوماتياً مفيداً لأجهزة الشرطة والأمن حول العالم، عند مواجهة الاحتجاجات وأعمال التخريب والشغل، وفق ما أكدت دراسات جديدة ركزت على بيانات حول أعمال الشغب في العاصمة البريطانية لندن، عام 2011.
وكشف تحليل أجراه باحثون من كلية علوم الحاسوب والمعلوماتية، في جامعة "كارديف"، في ويلز (المملكة المتحدة)، عن قدرة نظم الحواسيب على أن تفحص تلقائياً منصة "تويتر"، وأن تكشف عن حوادث خطيرة أيضاً، مثل اقتحام المحلات التجارية وإيقاف السيارات، قبل أن تصل التقارير حول هذه الحوادث إلى دائرة الشرطة. كما يمكن لتلك النظم أن تصنف المعلومات عن أماكن الشغب المتوقع، ومواقع تجمعات الشباب. وتأتي هذه الدراسة بعد توقعات كثيرة بأن الشرطة البريطانية ستواجه أحداثاً مشابهة لتلك التي وقعت في السنوات الماضية. وأشارت التوقعات إلى أن الشرطة ستواجه تحدياً حقيقياً لمعالجة الشغب، بعد تخفيضات الميزانية.
وبينت الدراسة المنشورة في مجلة Transactions on Internet Technology، في يوليو/ تموز عام 2017، أن برامج الكمبيوتر يمكن أن تكشف عن أحداث الاضطرابات قبل ساعة من معرفة المسؤولين بها، وأحياناً قبل دقائق. ورأى الباحثون أن ضباط الشرطة يمكنهم الاستفادة من هذه النظم وإجراء الاستعدادات بطريقة أفضل لمواجهة أحداث الشغب.
وقال المؤلف المشارك في الدراسة والبروفسور في "كارديف"، بيت بورناب: "لقد استخدمنا في السابق تكنولوجيا التعلم الآلي واللغة الطبيعية على بيانات تويتر لفهم أفضل للانحراف عبر الإنترنت، مثل انتشار الروايات العدائية والكراهية على الإنترنت". وأضاف بورناب أنه في هذا البحث تبين أن وسائل الإعلام الاجتماعية على الإنترنت أصبحت المكان المناسب للإبلاغ عن الملاحظات من الأحداث اليومية، وبينها الاضطراب الاجتماعي والنشاط الإجرامي على الأرض.
ولكن هذه النظم لن تحل مطلقاً محل الموارد التقليدية للشرطة على الأرض، ولكنها تثبت أن هذا البحث يمكن أن يزيد من جمع المعلومات الاستخبارية القائمة والاستفادة من التكنولوجيات الجديدة لدعم أساليب الشرطة وجعلها أكثر رسوخاً.
ويتطلع العلماء باستمرار إلى مساحات البيانات التي يتم استخلاصها من مواقع "تويتر" و"فيسبوك" و"يوتيوب" لمساعدتهم في اكتشاف الأحداث في الوقت الفعلي لوقوعها، وقد قدرت أعداد وسائل التواصل الاجتماعي بحوالي 2.5 مليار مستخدم، واستخدمت البيانات التي ينتجها هؤلاء المستخدمون للتنبؤ بأمور حول الانتخابات وإيرادات الأفلام وحتى مراكز الزلازل.
وفي هذه الدراسة، قام فريق البحث بتحليل 1.6 مليون تغريدة تتعلق باضطرابات عام 2011 في إنكلترا، والتي بدأت بوصفها حدثاً معزولاً في توتنهام في 6 أغسطس/ آب، ولكن سرعان ما انتشرت في جميع أنحاء لندن ومدن أخرى في إنكلترا، ما أدى إلى النهب وتدمير الممتلكات، حيث خلفت مستويات من العنف لم تشهدها البلاد لأكثر من 30 عاماً.
وأظهرت النتائج أن خوارزميات التعلم الآلي كانت أسرع من مصادر الشرطة، وعندما تلقت الشرطة التقارير الأولى عن الاضطرابات التي حدثت في إنفيلد، أظهر الباحثون أن نظامهم كان يمكن أن يكون قد التقط هذه المعلومات من "تويتر" قبل حوالي 1 ساعة و23 دقيقة من الشرطة. والمعروف أن مختبر العلوم الاجتماعية في جامعة "كارديف"، الذي يديره بورناب، لديه شراكة مستمرة مع دائرة شرطة العاصمة البريطانية التي تهدف إلى استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية لصالح الأمن والشرطة.
المساهمون