"ريجينيلكس" منصة ضد "التعذيب في مصر"

17 مايو 2016
جوليو ريجيني (فيسبوك)
+ الخط -
أطلقت صحيفة "اسبريسو" الإيطالية، أمس الإثنين، منصة إلكترونية على موقعها الرسمي، تحمل اسم "ريجينيلكس"، بثلاث لغات، هي العربية والإيطالية والإنجليزية، لجمع شهادات حول التعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان في مصر.

وقالت الصحيفة عبر موقعها الرسمي، إن "موت جوليو ريجيني غير مقبول، للطريقة التي تم بها، وغير مقبول للعنف المسلّم به على يد الحكومة المصرية، وغير مقبول للروايات الكاذبة ومحاولات التضليل المخروقة".


وأضافت الصحيفة "رفع مقتل الباحث الإيطالي الستار عن الديكتاتور (الرئيس عبدالفتاح) السيسي"، مشيرة إلى أن "منصتها تأتي لكشف الحقيقة لأي ريجيني من مصر".

وذكرت الصحيفة أنها أطلقت منصتها "المحمية" لـ"لجمع شكاوى، وبلاغات، ووثائق، وصور، وشهادات من تم تعذيبهم، أو من هو على دراية باختراقات نظام السيسي"، موضحة أن "المنصة تستعمل برنامج جلوبالكس، وتستطيع حماية هوية المصادر وتوفير أمنهم".

وكانت تقارير غربية عدة، اتهمت الداخلية المصرية بـ"التورط" في قتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني، الذي عثر على جثته قرب العاصمة المصرية في فبراير/ شباط الماضي، وهو ما دفع منظمات ومراكز حقوقية وإعلامية محلية ودولية، لتدشين حملات للتعريف بقضية ريجيني، والمختفين قسريًا وانتهاكات حقوق الإنسان بمصر.

وفي 4 إبريل/ نيسان الماضي، نشرت صحيفة "كورييري دي لا سييرا" الإيطالية، تحت عنوان "اختفوا في مصر.. جوليو وآخرين"، رسم "كولاج" لوجه ريجيني، مستخدمة 533 صورة للمختفين قسريًا في مصر.

وذكرت الصحيفة في حديثها عن الاختفاء القسري والتعذيب في مصر، وجود أكثر من 600 طفل مسجون الآن في مصر خارج النطاق القانوني، وأضافت أنه خلال الفترة بين فبراير/ شباط، ومارس/ آذار، فإن أكثر من 250 مواطناً خرجوا من بيوتهم ولم يعودوا إليه لأنهم اختطفوا. واصفةً ما يجري بأنه "هاوية العنف والشناعة التي ترعب البلد. إنهم آلاف ريجيني الذين لا يتكلم عنهم أحد"، حسب تعبيرها.

وتلاحق السلطات المصرية عدة تقارير حقوقية محلية ودولية، عن عدد من الانتهاكات، أبرزها الاختفاء القسري والتعذيب، والمنع من السفر، فيما ترفض السلطات المصرية وجود هذه الانتهاكات، وتقول إنها "شائعات لتشويه مصر التي تلتزم بالقانون والدستور".


تضامن إنساني أم أوراق ضغط؟
ووفق مراقبين، يأتي إطلاق المنصة التضامنية مع ضحايا التعذيب في مصر، في إطار التجاذبات السياسية والقانونية والدبلوماسية المتصاعدة بين الجانبين المصري والايطالي، على خلفية قضية مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني.

وفي مطلع الأسبوع الجاري، كشفت صحيفة "لاريبوبليكا" الإيطالية أن قوارب اللاجئين المتلاحقة التي تصدرها مصر عبر البحر المتوسط، تعد أول تجسيد لجبهة جديدة وحساسة قد تجعل صيف الهجرة إلى إيطاليا ساخنًا للغاية، لكنها - برأي الصحيفة - ربما تعكس الصدام الحالي بين روما والقاهرة على خلفية قضية الباحث الإيطالي جوليو ريجيني.

وأظهرت الصحيفة تخوّفًا من أن تكون هذه الموجة الجديدة من المهاجرين القادمين من مصر "انتقامًا"، مستندة إلى ما قاله بعض الخبراء في بداية الأزمة إنه "سيجري الانتقام عبر إرسال مئات المهاجرين إلى السواحل الإيطالية، بعدما كانت الأمور تحت السيطرة".

كما شهدت السواحل الإيطالية الأيام الماضية زيادة في أعداد المهاجرين غير الشرعيين الذين يصلون على قوارب انطلقت من مصر، وآخرها قاربان كانا يقلان نحو 1000 شخص، وتمكن خفر السواحل الإيطالي من إنقاذهم أمام جزيرة صقلية، وقال إن أغلبهم من السوريين.

ونقلت الصحيفة بيانات صادرة عن وزارة الداخلية الإيطالية تشير إلى قدوم أكثر من 31 ألف مهاجر من ليبيا منذ بداية 2016.

بينما سُجّل وصول أكثر من 5 قوارب عملاقة تقل مهاجرين قادمة من مصر خلال 4 أشهر، ما يمثل "ناقوس إنذار حول الالتزام بإجراءات السيطرة على السواحل المصرية".​

لكن اللافت في ما نقلته صحف روما عن الداخلية الإيطالية كان المتعلق بقضية ريجيني، إذ تابعت: "لا نودّ أن تكون قضية ريجيني والتوترات بين البلدين دافعًا للسلطات المصرية لغضّ الطرف عن انطلاق رحلات المهاجرين من سواحلها".

وتابعت الصحيفة أن مصر لم تكن تمثل مشكلة بعدما وقع النائب العام الإيطالي لمكافحة المافيا والإرهاب، فرانكو روبرتي، مع النائب العام المصري الراحل هشام بركات، اتفاقًا بشأن تبادل المعلومات حول الإتجار بالبشر، الذي كان يسمح بتحديد شبكة أصحاب قوارب الهجرة، وبعدها بأسابيع تم اغتيال بركات.

ومن جهتها، قالت صحيفة "جورنالي" إن أزمة ريجيني على الأرجح وراء تدفق المهاجرين القادمين من مصر.

وتابعت الصحيفة، في تقرير لها اليوم: "بالرغم من نفوذ شركة إيني في المنطقة، والاتفاقات التي وقعت أخيرًا لاستغلال حقول الغاز في منطقة زُهر المصرية، إلا أن إيطاليا تواجه خطر دفع ضريبة ثقيلة جداً في ما يتعلق بالمهاجرين، فالخوف أن يخفف النظام المصري سيطرته على رحلات الهجرة عمدًا للانتقام من إيطاليا".

وفي معرض تقريرها عن المسار الجديد لرحلات الهجرة إلى إيطاليا، ذكرت صحيفة "إنترناسيونالي" أن الجمود في العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة وروما بسبب غياب التعاون في التحقيقات حول مقتل ريجيني ربما لعب دوراً في هذا التطور (تدفق مئات المهاجرين قادمين من مصر)، وتراجعت السيطرة على الحدود.

وأضافت: "ربما رأى السيسي في المهاجرين وسيلة ضغط ممكنة تجاه أصدقائه السابقين في إيطاليا، ليجرّب بهذا الطريقة نفسها التي استخدمها العقيد معمر القذافي في ليبيا لسنوات".

المساهمون