دول الحصار تواصل الفبركة والتضليل: استهداف عزمي بشارة نموذجاً

30 يوليو 2017
(شان غالوب/Getty)
+ الخط -
كمَن يسخر من نفسه، تقوم دول الحصار بالترويج لأكاذيب لا تقرب المنطق، أي أقلّ ما تتطلّبه الأكاذيب كي يتم تصديقها في الأساس.

إلصاق التهم بالمفكر العربي عزمي بشارة تكثّف منذ فرض الحصار على دولة قطر، وهو ما بدأ أساساً قبل 24 أيار/مايو (قرصنة قنا) و5 حزيران/يونيو (قطع العلاقات مع قطر) بكثير. فيُمثّل بشارة لدول الحصار خصوصاً، وأنظمة الطغيان وبينها الاحتلال الصهيوني عموماً، عقدةً كبيرة. الرجل الذي يُدافع عن الحريّات والنضال الفلسطيني يُزعج تلك الأنظمة التي تختبئ وراء أصبعها، وتحاول طمس الحقائق وفبركة الأكاذيب ليلاً نهاراً، كي لا تعرف شعوبها الحقيقة، وهو ما يقع أيضاً في صُلب حملة تلك الدول غير المسبوقة على حريّة الصحافة.

خلال اليومين الماضيين، وصل التحريض والفبركة بالأذرع الإعلاميّة لتلك الدول إلى تحميله مسؤوليّة "أزمة" المسجد الأقصى. فبعد محاولات دول الحصار الفاشلة بالقفز على إنجاز المقدسيين والمرابطين والذي أدى إلى انتصار القدس، تُروّج الأذرع الإعلاميّة للسعوديّة إلى كذبةِ أنّ "عزمي بشارة هو مَن اختلق أزمة الأقصى للتخفيف عن قطر". وكأنّ فلسطين لم تكُن محتلّةً لسنوات.

هكذا، كتب أحمد الجميعة، في مقال نشرته صحيفة "الرياض" السعوديّة، أمس السبت، أنّ "من افتعل أزمة المسجد الأقصى المبارك راهن أنها ستخفف الضغط على حكومة قطر".

وأضاف في مقال تحريضي بعنوان "#الأقصى_في_قلب_سلمان": "لم يدرك عزمي بشارة ومن معه أن مواقف المملكة وثوابتها ومكانتها وعلاقاتها أكبر من حسابات المتاجرين بالقضية والمتسلقين عليها، فالمبادئ لا تتجزأ، ولا تتغيّر، ولا تُمليها مصالح وقتية عن مصالح أكبر لتسويات أهم في القضية الفلسطينية والنتيجة أن أبواب الأقصى مفتوحة وقطر معزولة"، مضيفاً أنّه "مثلما فُتحت أبواب الأقصى أمام المسلمين سيفتح معها أبواب التفاوض مع إسرائيل".

ولم يقف الأمر عند ذلك الحدّ، فقد أطلقت الأذرع التي جدّدت نشاطها بعد حملةٍ تحريضيّة فاشلة منذ أواخر أيار/مايو الماضي، وسماً على "تويتر"، اليوم الأحد، يتّهم رئيس "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، بشارة، بالوقوف وراء منع القطريين من فريضة الحجّ. أي بعد كل الشروط التعجيزيّة التي فرضتها السعوديّة على القطريين، ومحاولة إلصاقها بوزارة الأوقاف القطريّة عبر فبركات يروّج لها الإعلام السعودي منذ يومين، وصلت الأكاذيب إلى حدّ الترويج لأنّ عزمي بشارة هو مَن يمنع القطريين من الحجّ، وهذا سخف وتضليل اذ من نافل القول ان لا علاقة للمفكر والباحث بشارة بقضايا الحج او غيرها.

هكذا تُحرّف تلك الأذرع والأنظمة الحقائق، وتفبرك الأكاذيب، بحسب حاجة مخطّطاتها كلّ فترة، ممّا يؤكّد أنّ الحملة الموجّهة ضدّ بشارة ليست سياسيّة فحسب، بل تستهدف شخصه وشخصيّته المؤثّرة في الرأي العام، وتقع أيضاً ضمن خوف أنظمة الطغيان من مواقف الباحث الأخلاقيّة، تجاه الشعوب العربيّة. 


(العربي الجديد)

المساهمون