معركة "هواوي" تطاول "وادي السيليكون"

08 يونيو 2019
سيحرم أصحاب "هواوي" من تطبيقات "فيسبوك" المثبتة مسبقاً(كيفين فراير/Getty)
+ الخط -

 

من المتوقع أن تضر العقوبات التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بـ "هواوي" على المدى القصير، إلا أن خبراء يقولون إنها قد تدفع الشركة - وغيرها من الشركات الصينية - إلى الاعتماد على الذات عبر تطوير المزيد من التقنيات المحلية، مما سيضر بهيمنة الشركات التكنولوجية الأميركية على المدى الطويل.

شركات أميركية عدة من "وادي السيليكون" تستثمر مبالغ طائلة في الصين حيث تتركز أكبر مصانع "آبل" وأسواقها. شركة "تِسلا" تبني مصنعاً في شنغهاي سينتج 250 ألف سيارة سنوياً. مختبر أبحاث "مايكروسوفت" في بكين يعدّ الأكبر خارج الولايات المتحدة. و"أمازون" أسست أخيراً مختبراً للذكاء الاصطناعي في البلاد، علماً أن معظم المنتجات التي تباع عبر موقعها صينية الصنع. 

وأول انعكاسات هذه الأزمة كشفت عنه شركة "غوغل" التي حذرت، يوم الخميس، من أن مواصلة إدارة ترامب فرض الحظر الشامل على "هواوي" تعرّض الأمن القومي للخطر، وفق ما نقلت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية. وأشارت "فايننشال تايمز" إلى أن "غوغل" قلقة بخاصة من أنه لن يُسمح لها بتحديث نظام التشغيل "أندرويد" الخاص بها على هواتف "هواوي" الذكية، مما سيدفع الشركة الصينية إلى تطوير نسختها الخاصة من البرنامج. 

وجادلت الشركة بأن نسخة "هواوي" المعدلة من أندرويد ستكون أكثر عرضة للقرصنة الإلكترونية. وأوضحت الصحيفة البريطانية أن كبار المسؤولين التنفيذيين في الشركة الأميركية يسعون إلى إعفائها من الحظر المفروض على الصادرات إلى "هواوي"، نقلاً عن ثلاثة أشخاص مطلعين على المسألة.

يأتي تحذير "غوغل" وقلقها بعدما كانت أولى الشركات التي أعلنت أنها بدأت علاقاتها مع الشركة الصينية، في مايو/أيار الماضي، ما يعني أنه لن يعود بمقدور مستخدمي "هواوي" الوصول إلى خدمات تملكها "غوغل"، مثل "جيميل" وخرائط "غوغل مابس"، وسيحرمون من تحميل أي تحديثات مقبلة لـ "أندرويد" على هواتفهم. 

وفي السياق نفسه، كشفت وكالة "رويترز"، أمس الجمعة، أن شركة "فيسبوك" سددت ضربة قوية لـ "هواوي"، إذ بدأت بمنع التثبيت المسبق لتطبيقاتها على هواتفها. وأوضحت "فيسبوك" لـ "رويترز" أن مالكي هواتف "هواوي" القدامى سيبقون قادرين على استخدام تطبيقاتها وتحديثها، لكن لن يستفيد المشترون الجدد من تثبيت "فيسبوك" و"واتساب" و"ماسينجر" مسبقاً.

وأوضحت "رويترز" أن المشترين الجدد لهواتف "هواوي" التي لا تضم تطبيقات "فيسبوك" المحملة مسبقاً يمكنهم تنزيلها من متجر "غوغل بلاي ستور" Google Playstore. لكن لن تتمكن الإصدارات المستقبلية من هواتف "هواوي" من الوصول إلى متجر تطبيقات "غوغل بلاي ستور"، ما لم تغير واشنطن مسارها.

تجدر الإشارة إلى أن صنّاع الهواتف الذكية يعقدون صفقات تجارية، لتثبيت تطبيقات معينة شعبية مسبقاً على أجهزتهم، مثل "فيسبوك". وتتوفر هواتف "هواوي" مع تطبيقي "تويتر" و"بوكينغ.كوم" المحملين مسبقاً في أسواق عدة.

ووسط الارتباك في "وادي السيليكون"، وقّعت مجموعة "هواوي"، يوم الأربعاء، عقداً مع شركة الاتصالات الروسية "إم تي إس" لتطوير شبكة تكنولوجيا الاتصالات من "الجيل الخامس" (5جي) في روسيا خلال العام المقبل، على هامش اجتماع بين الرئيسين الصيني شي جين بينغ والروسي فلاديمير بوتين.

وتعتبر تقنية "هواوي" أساسية وضرورية لمستقبل "الجيل الخامس"، وترغب الولايات المتحدة بشدة في السيطرة عليها. منافساها الوحيدان في هذا المجال هما "نوكيا" و"إريكسون"، لكنها أضخم منهما وقادرة على توفير التقنية بشكل أسرع وأرخص. 

وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة تجنبت تكنولوجيا الشبكات الخاصة بشركة "هواوي"، إلا إنها لا تزال سائدة في المناطق الريفية في البلاد. كما أنها رئيسية في أوروبا وآسيا ومناطق أخرى. وتريد واشنطن التأكد من أن شركات الاتصالات السلكية واللاسلكية لديها في طليعة التكنولوجيا الجديدة. يمكن أن تساعد 5G في بدء الموجة التالية من التقنيات المتغيرة للاقتصاد، بما في ذلك السيارات من دون سائق.

يذكر أن شركة "هواوي" صمدت أمام علاقتها الهشّة بالولايات المتحدة لمدة عقد، لكن نزاعهما وصل إلى نقطة الغليان، في مايو/أيار الماضي، بعدما منعت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الشركات الأميركية من التعامل مع الشركة الصينية. وصعّد ترامب المواجهة ضد بكين، مانعاً شبكات الاتصالات الأميركية من التزوّد بمعدات لدى شركات أجنبية تعتبر غير آمنة، في إشارة واضحة إلى "هواوي".

المساهمون