تتعاون الحكومات في القارة الأفريقية مع شركات التكنولوجيا العملاقة، مثل "فيسبوك" و"واتساب"، لمكافحة المعلومات المضللة عن فيروس كورونا الجديد على منصات التواصل الاجتماعي، والتي قد تساهم في زيادة انتشار المرض في قارة تعاني من هشاشة نظم الرعاية الصحية.
وأطلقت جنوب أفريقيا، التي سجلت أكبر عدد حالات إصابة بالفيروس في أفريقيا بأكثر من 1300 حالة مؤكدة، خدمة معلومات عن فيروس كورونا.
وفي نيجيريا يتعاون المسؤولون الطبيون مع خدمة التراسل المملوكة لـ"فيسبوك" في توجيه رسائل للمستخدمين تتضمن نصائح ومعلومات عن الأعراض وكيفية تجنب العدوى.
وتقوم "تويتر" بتعديل خوارزمياتها لنقل المعلومات الطبية من مصادر مسؤولة، وهي مبادرة متاحة في 70 دولة، منها خمس دول أفريقية.
ونقلت وكالة "رويترز" عن تشيكوي إيكويزو من المركز النيجيري لمكافحة الأمراض: "لم يكن هناك وقت أكثر صعوبة من الآن نلجأ فيه إلى مواقع التواصل الاجتماعي لتوجيه الرسالة الصحيحة".
لكن الحكومات وشركات التكنولوجيا تواجه معركة مع انتشار الفيروس تنتشر شائعات لا أساس لها من الصحة على مواقع التواصل الاجتماعي.
ومن بين هذه الشائعات التي ظهرت على "تويتر" ورصدتها "رويترز" أن "السود لا يصابون بكورونا"، ونشرها مستخدم كيني له 700 ألف متابع.
وجاء في تغريدة أخرى على "تويتر": "إذا كنت تشك في أنك مصاب، يتعين أن تتعلم كيف تفتح مسار الهواء بغلي الليمون والزنجبيل واستنشاقهما"، ونشرها مستخدم من نيجيريا له 119 ألف متابع.
وتلجأ بعض الحكومات الآن إلى إجراءات عقابية، إذ اعتقلت كينيا رجلين، أحدهما مدون بارز، لنشرهما معلومات مضللة عن الفيروس على "تويتر"، وهو اتهام يُعاقب عليه بالسجن عشر سنوات أو غرامة خمسة ملايين شلن كيني (48 ألف دولار)، ولم يُوجه اتهام رسمي إلى أي منهما.
وسنّت جنوب أفريقيا قانوناً في مارس/ آذار يعاقب على نشر معلومات مضللة عن الفيروس بالسجن مدة تصل إلى ستة أشهر.
ويخشى مسؤولو الصحة العامة من أن تزيد هذه المعلومات الخاطئة من عدد الإصابات البالغ نحو ستة آلاف، وفقاً لحسابات "رويترز" في القارة التي تعاني نظمها الصحية من ضغوط شديدة.
ويعرف كثيرون من واقع التجارب الأليمة كيف يمكن معلومات مضللة أن تنشر وباءً قاتلاً. فيقول باحثون في جامعة هارفارد إن مزاعم خاطئة عن أن الثوم وجذور الشمندر والليمون تشكل بديلاً فعالاً للأدوية المضادة للفيروسات، أسهمت في وفاة مئات الآلاف وقت ذروة تفشي الإيدز في العقد الأول من الألفية الثانية.
كذلك إن الشائعات عن أن العاملين الأجانب في قطاع الصحة يجلبون إيبولا عطلت الاستجابة لموجتي انتشار للمرض في أفريقيا خلال الأعوام الستة الماضية.
(رويترز)