أطلق متظاهرون شاركوا باحتجاجات
العراق في محافظات وسط وجنوب البلاد، حملةً جديدةً أكدوا فيها على عودتهم إلى الميادين والساحات التي انطلقوا من خلالها خلال الأشهر الستة الماضية، وطالبوا عبرها بإنهاء ما وصفوه بنظام المحاصصة الحزبية والطائفية وتحديد موعد الانتخابات المؤقتة، ومحاسبة قتلة المتظاهرين.
وسم "
#وعد_ترجع_الثورة" حمل صوراً ومقاطع مصورة تضمنت حملة إعلامية واسعة على مواقع التواصل، ومنها استذكار لقتلى الاحتجاجات، فيما توعد المتظاهرون الذين يلتزمون بالحجر المنزلي بسبب انتشار
وباء كورونا في العراق، بأنهم سيعودون.
وقال الناشط والمتظاهر من بغداد محمد علاء لـ"العربي الجديد"، إن "بعض الأحزاب مرتاحة حالياً بسبب عدم وجود أعداد كبيرة من المحتجين في ميادين وساحات الاحتجاج، وبعض السياسيين يعتقدون أن التظاهرات في العراق انتهت بسبب انتشار وباء "كورونا"، وهذا غير صحيح".
وأضاف أن "المحتجين سيعودون لترتيب صفوفهم بعد انتهاء خطر الوباء المنتشر حالياً، والعودة مرة أخرى للتظاهرات ضد النظام الحاكم إلى حين تحقيق جميع مطالب الشعب العراقي"، مبيناً أن "التظاهرات ستعود بقوة بعد انتهاء الفيروس".
في السياق، غرَّدت الناشطة العراقية زينب عباس عبر "تويتر"، أن "إيقاف تجمعات التظاهر من وعي الثوار والوعي مو جديد عليهم! بس بهالوقت هواي ناس حاولت تنال من الثورة. نسوا أن دم الشهداء ما يضيع، الثورة راجعة بعد الوباء"، مرفقة صورة أبرز قتلى التظاهرات العراقية في بغداد صفاء السراي.
أما زهراء أحمد، فقد كتبت: "ستة أشهر صارلنا صامدين وثابتين، ستة أشهر ننظف ونرتب ونطبخ بلا تعب، ستة أشهر ومطالبنا وأهدافنا حرة، إحنا اللي كسرنا كل القيود ومشينا فوق كل الخطوط الحمراء، إحنا اللي رفضنا العبودية والذل والظلم، إحنا اللي وقفنا بوجه القناص والتهديد والقتل، استراحة مقاتل وراجعين أقوى".
من جهته، كتب محرر صفحة "قطونا"، وهي عبارة عراقية تعني (سرقونا) أنه "في بداية الثورة والمظاهرات، أول بث كان من فوق المطعم التركي وكانت الناس بحماسة وفزعة وغيرة ونرى تفاعلهم ويدعون لنا بالنصر والأمان، واللي عايشين خارج العراق يقولون لما نشوفكم نبكي ويدعمونا بكلام حلو وتشجيع، واللي عايشين داخل العراق من يشوفونا بالبث يقدمون إلنا تحيه وأجمل الكلام اللي كله دافع معنوي ويجون إلنا للساحة ونلتقي بيهم من شباب وبنات، وصارت هواية مواقف حلوة ببداية الثورة، السؤال والمغزى من هذا المنشور، بعد ما راح تخلص الأزمة ويروح الفيروس وينشال الحظر وترجع الحياة طبيعية".
واتخذت السلطات العراقية سلسلة قرارات لمنع انتشار فيروس كورونا، ومنها إغلاق قاعات الاحتفالات والمقاهي والمطاعم، وحظر التجمعات الكبيرة بما فيها التظاهرات، وفرض إجراءات مشددة على السفر بين بعض محافظات البلاد، خصوصاً الجنوبية منها، كالبصرة والنجف وكربلاء، ضمن حزم قرارات اتخذتها بعد أيام من إيقاف الدوام الرسمي في المدارس والجامعات والمعاهد، ووقف السياحة الدينية، وإغلاق الأماكن المقدسة، لمنع تفشي كورونا.