وعمل القراصنة الأميركيون في مشروع Raven، وهو برنامج استخباراتي تستخدمه الإمارات للتجسس على خصومها في العالم العربي والعالم، وعلى المعارضين داخل الإمارات.
وكانت "رويترز" قد كشفت في يناير/ كانون الثاني عن تفاصيل مرتبطة بمشروع "رايفن" واستخدامه لعملية تجسس على هواتف معارضي الإمارات، وتفاصيل عن اختراق هواتف ناشطين في الغرب، بينهم عدد من الصحافيين الأميركيين لم تكشف هويتهم.
وضم المشروع تسعة موظفين سابقين على الأقل من وكالة الأمن القومي الأميركية والجيش الأميركي.
أما في التحقيق الذي نشرته اليوم، فتكشف وكالة "رويترز" عن تزامن عمليات اختراق هواتف "آيفون" الخاصة بـ10 شخصيات إعلامية عربية، في أسبوع فرض الحصار على قطر من قبل كلّ من السعودية والإمارات والبحرين ومصر.
وكان الهدف من عملية الاختراق هذه، بحسب ما نقلته الوكالة عن عملاء سابقين، هو العثور على معلومات تُظهر أن نظام الحكم في قطر قد أثّر بشكل مباشر على تغطية قناة الجزيرة وغيرها من وسائل الإعلام، والكشف عن أي روابط بين "الجزيرة" أو أي شخصية من الأسماء المستهدفة بجماعة "الإخوان المسلمين". ولم تتمكن "رويترز" من تحديد البيانات التي حصل عليها القراصنة.
وقالت دانا شل سميث، سفيرة الولايات المتحدة السابقة لدى قطر، إنها ترى من المقلق أن يتمكّن مسؤولون سابقون بالمخابرات الأميركية من العمل لصالح حكومة أخرى في استهداف حليف لواشنطن، مضيفة أنه ينبغي للولايات المتحدة أن تعزّز الإشراف على خبراء التسلل الإلكتروني الذين تدرّبهم بعد أن يتركوا العمل في المخابرات.
وأضافت في حديث لرويترز "ينبغي ألا يُسمح لأشخاص يتمتّعون بهذه المهارات بتقويض المصالح الأميركية أو العمل بما يتنافى مع القيم الأميركية، سواء عن علم أو دون علم".
واستخدم خبراء التسلل في هجماتهم سلاحاً إلكترونياً يسمّى (كارما)، وذكر تقرير رويترز في يناير/ كانون الثاني أن (كارما) سمح لهم بالتسلل إلى هواتف آيفون بمجرد إدخال رقم الهاتف أو عنوان بريد إلكتروني للشخص المستهدف في البرنامج الهجومي. وعلى خلاف برامج تصيد أخرى كثيرة، لم يكن كارما يتطلّب من الهدف أن يضغط على رابط يتم إرساله إلى الآيفون، وفق ما ذكرته المصادر. وامتنعت آبل المنتجة لآيفون عن التعليق.
وسمح (كارما) لخبراء رايفن بالوصول إلى جهات الاتصال والرسائل والصور وبيانات أخرى مخزنة في أجهزة آيفون، لكنه لم يسمح لهم بمراقبة المكالمات الهاتفية.
ورغم أن خبراء رايفن اخترقوا الهواتف، إلا أنهم لم يطلعوا بشكل كامل على البيانات التي حصلوا عليها، إذ كانوا يقومون بإحالتها إلى مسؤولي المخابرات الإماراتية الذين يشرفون على العملية. ولم يتضح ما الذي عثروا عليه.