"فيسبوك" يحبط حملات تأثير سياسي مصدرها إيران وروسيا... و"تويتر" يحذف حسابات إيرانية

22 اغسطس 2018
معلومات قدمتها شركة فاير آي (ياب آريينز/NurPhoto)
+ الخط -

قالت شركتا "فيسبوك" و"تويتر"، ليل أمس الثلاثاء، إنّ كلاً منهما حذفت حسابات تقع مصادر أغلبها في إيران، لأنها تقوم "بسلوك مضلّل منسق"، بينه منشورات مؤيدة لفلسطين، اعتبرتها شركتا التواصل الاجتماعي مضللة.

وتصرفت "فيسبوك" و"تويتر" بناءً على معلومة من شركة "فاير آي" للأمن الإلكتروني التي قالت، يوم الثلاثاء، إن الحسابات تروّج لدعاية إيرانية، بما في ذلك مناقشة "موضوعات مناهضة للسعودية ولإسرائيل ومؤيدة للفلسطينيين".

وأعلن موقع "فيسبوك" عن وقف "حملات تضليل خفيّة" على منصته مصدرها إيران وروسيا، مشيرًا إلى إغلاق مجموعة حسابات كجزء من معركته لمكافحة الأخبار المضللة قبل الانتخابات في الولايات المتحدة وأماكن أخرى في العالم.

وأغلق "فيسبوك" أكثر من 650 حسابا وصفحة ومجموعة تم تعريفها بأنها "شبكة حسابات تضلل الناس"، وفق ما قال الرئيس التنفيذي للموقع، مارك زوكربيرغ.

وأضاف موقع التواصل الاجتماعي الأكبر في العالم أنه بينما كان يواصل تحقيقاته ويخطر الأجهزة الأميركية المعنية بتطبيق القانون، فقد تم تتبّع محتوى بعض هذه الصفحات التي تبيّن أن بعضها يعود لإيران والبعض الآخر مرتبط بمجموعات تم الكشف سابقاً عن ارتباطها بعمليات الاستخبارات الروسية.
وقال زوكربيرغ "نعتقد أنهم كانوا أجزاء تابعة لمجموعتين من الحملات".

وأفاد مديرون في "فيسبوك"، خلال مؤتمر صحافي، بأنه تم تقديم هذه الحسابات التي يوجد بعضها على موقع "إنستغرام"، على أنها تمثل صحافة مستقلة أو جماعات مجتمع مدني، لكنها في الواقع كانت تعمل بجهود منسقة.

واستهدف المحتوى الذي نشرته هذه الحسابات مستخدمي فيسبوك في بريطانيا وأميركا اللاتينية والشرق الأوسط والولايات المتحدة، بحسب رئيس سياسات الأمن السيبيري في فيسبوك، ناثانيال غليتشر.

والتحقيق الذي بدأه فيسبوك جاء بعد تحذير من شركة الأمن الإلكتروني "فاير آي" حول مجموعة من الصفحات التي تعود إلى منظمة "ليبرتي فرونت برس" الإعلامية على الموقع الأزرق ومواقع أخرى. 



وتمكن فيسبوك من إيجاد رابط بين هذه الصفحات والإعلام الرسمي الإيراني، من خلال معلومات تسجيل لمواقع إلكترونية متاحة للجميع، وعناوين حواسيب ومعلومات عن مديري الصفحات، بحسب غليتشر.

وربط فيسبوك المجموعة بالإعلام الحكومي الإيراني ووجدها تدير 147 صفحة وحسابات وجماعات على فيسبوك و76 على "إنستغرام"، لتصل إلى أكثر من 200 ألف متابع. اشترت المجموعة إعلانات بأكثر من 6000 دولار، ونظمت ثلاث مناسبات، كما شاركت المجموعة في حسابات القرصنة ونشر البرامج الضارة.
ومن الأمثلة التي تم تقديمها، حسابٌ يحمل اسم "كويست فور تروث" (البحث عن الحقيقة) ويزعم أنه تابع لمؤسسة إعلامية إيرانية مستقلة، قبل أن يتم التحقق من أنه تابع لـ"برس تي في" الإيراني الناطق بالإنكليزية والمرتبط بالإعلام الرسمي الإيراني.

وأنشئ أول حسابات منظمة "ليبرتي فرونت برس" على فيسبوك عام 2013، وكان يقوم بنشر محتوى سياسي يركّز بشكل خاص على الشرق الأوسط إلى جانب بريطانيا وأميركا اللاتينية والولايات المتحدة.

وقال غليتشر إن فيسبوك أقفل أيضاً مجموعة صفحات وحسابات مرتبطة بمصادر عرّفتها الولايات المتحدة سابقا بأنها تابعة للاستخبارات الروسية. وأضاف "وبينما كانت هذه الحسابات هي نفسها بعض العناصر الفاعلة السيئة السابقة التي كنا قد أقفلناها بسبب قيامها بهجمات إلكترونية قبل انتخابات عام 2016، فإن النشاطات الأخيرة تركزت على السياسية في روسيا وأوكرانيا".



وتم ربط الحسابات بـ"مركز إنسايد سيريا الإعلامي" الذي عرّفه مجلس الأطلنطي ومنظمات أخرى بأنه ينشر بشكل خفي محتوى مؤيدا للأسد وروسيا.

مجموعة ثالثة لم يعرِّفها فيسبوك قال إنه يعتقد أنها نشأت في إيران، شاركت في معلومات حول السياسة في الشرق الأوسط بالعربية والفارسية.
وقال زوكربيرغ "نحن نحظر هذا النوع من السلوك، لأن المصداقية أمر هام، والناس بحاجة إلى أن يثقوا فيما يرونه على فيسبوك". 
وأشار الموقع إلى أنه لم يكن بالإمكان ربط هذه الحسابات "السيئة" على فيسبوك وإنستغرام بروسيا، التي سبق وأن استخدمت منصة فيسبوك لنشر الأخبار المضللة قبل انتخابات عام 2016 الرئاسية.



وفي تموز/يوليو الماضي، أغلق فيسبوك أكثر من 30 حسابا وصفحة مزيفة تورطت في ما بدا وكأنه محاولة "منسقة" لحرف الرأي العام حول قضايا سياسية، قبل انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر النصفية في الولايات المتحدة، من دون أن يحدد المصدر الذي ترتبط به هذه الصفحات.

ووصفت تويتر الأنشطة بأنها "تلاعب منسق". وقالت الشركة، عبر مدونة، إن أنشطة التأثير، على حد وصف "فاير آي" لها، بدأت العام الماضي واستمرت حتى هذا الشهر.
وأضافت "لكن من المهم الإشارة إلى أن النشاط لم يستهدف، فيما يبدو، التأثير على انتخابات التجديد النصفي الأميركية المقررة في 2018 تحديدًا، إذ أنه يتجاوز الجمهور الأميركي والسياسة الأميركية".




(العربي الجديد، فرانس برس، رويترز)

المساهمون