شارك "اتحاد الصحافيين في سورية" الخاضع لسلطة النظام في اجتماعات الأمانة العامة لاتحاد الصحافيين العرب التي بدأت بالرياض في الثالث من كانون الأول/ ديسمبر الحالي. تأتي مشاركة "الاتحاد" من خلال رئيسه الحالي موسى عبد النور، وعضو الأمانة العامة الياس مراد اللذين حضرا الاجتماعات إلى جانب بعض رؤساء النقابات والجمعيات الصحافية العربية.
وتعد زيارة عبد النور ومراد إلى الرياض، الزيارة الرسمية الثانية من نوعها لوفد سوري، بعد مشاركة وزير التربية عماد العزب في فعالية بمدينة الرياض قبل فترة بحسب موقع "روسيا اليوم"، منذ قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 2012 عندما أغلقت المملكة العربية السعودية سفارتها في دمشق.
وتفتح زيارة وفد من النظام السورية إلى العاصمة السعودية، الباب حول أسئلة مشروعة تتعلق بمدى إمكانية إعادة الرياض لافتتاح سفارتها في دمشق من جديد، بعد أن كانت الإمارات قد اتخذت هذه الخطوة قبل عام كامل. ففي الخامس من أيلول/ سبتمبر من هذا العام، قالت صحيفة "الوطن" الموالية للنظام السوري نقلاً عما وصفته بدبلوماسي عربي إن "افتتاح السفارة السعودية ليس ببعيد"، لكن وزارة الخارجية في المملكة كانت قد نفت في وقت سابق من بداية العام الحالي مزاعم تتعلق بهذا الموضوع. وأوضحت في معرض نفيها ما يدلل على موقفها بهذه الصدد، حيث أشارت الخارجية إلى أنه "حول ما تداولته بعض المواقع الإلكترونية من تصريح منسوب لمعالي وزير الخارجية الدكتور إبراهيم العساف حول افتتاح سفارة المملكة في العاصمة السورية دمشق، نفى مصدر مسؤول بوزارة الخارجية التصريح المزعوم، وأوضح أن التصريح لا صحة له جملة وتفصيلا".
وحول هذه الزيارة، يرى رئيس "رابطة الصحافيين السوريين"، علي عيد، وهو تجمع لعشرات الصحافيين السوريين معظمهم من المعارضين للنظام، أنها تأتي "كرسالة بالاتجاه الخاطئ إذا ما قُرئت في سياق المهام الأساسية للعمل النقابي، ومهام والاتحادات العربية أو الدولية القائمة على العمل النقابي".
ويضيف "من المعروف أداء اتحاد الصحافيين السوريين، وأن هذا الاتحاد يتبع بشكل مباشر إلى سلطة الحزب الحاكم في سورية، إذ يتحكم مكتب المنظمات في القيادة القُطْرية للحزب بعمل اتحاد الصحافيين، وبالتالي فإن تبعته للنظام، ورؤيته تتماشى مع الرواية الرسمية للنظام".
ويشير عيد إلى أن "التبرير في استقبال عبد النور مراد من قبل السعوديين كما فهمت، أنهم غير قادرين على منعهم من المشاركة، وهذا إن حاولوا ذلك، ولا أعتقد أنه تمت المحاولة بهذا الاتجاه، فجمعية الصحافة السعودية سعت لإنجاح (منتدى الإعلام السعودي)، الذي كان يقام بالتزامن مع اجتماعات الأمانة العامة لاتحاد الصحافيين العرب، وبالتالي كانت هذه المشاركة، لكن إذا ما جئنا إلى المقررات، فسنجد أن اتحاد الصحافيين العرب لا يزال أداؤه هزيلا، فمعظم أعضائه من اتحادات الدول المشاركة، وهي اتحادات تعمل بشكل أو بآخر تحت مظلة الحكومات في بلدانها، وبالتالي الموقف العام والأداء النقابي الصحافي العام في الدول العربية هو أداء هزيل وضعيف، وهناك دعم من قبل الاتحاد العربي لاتحاد النظام، وصرح رئيس اتحاد النظام في وقت سابق بأن وصول اتحاد دمشق لعضوية الفيدرالية الدولية كان بدعم من الاتحاد العربي، وأنا شخصياً لمست ذلك، فرئيس الاتحاد العربي (مؤيد اللامي) قريب جداً من أنظمة الحكم، وهو على علاقة طيبة مع النظام القائم في العراق، ويتلقى دعما من النظام هناك، وهذا النظام دون أدنى شك تتوافق أهدافه مع أهداف النظام السوري".
اقــرأ أيضاً
وبالعودة لتفسير هذه الخطوة على المستوى السياسي، يرى عيد أنه "لا يمكن إدراجها إلا في سياق التمهيد لخطوات أكبر باتجاه النظام، فمثل هذه الخطوات عادة تبدأ بدعوة أشخاص لهم طابع غير رسمي أحياناً، أو يأخذون صفة نقابية أو (تكنوقراط)، ثم تتطور المسألة لتصبح عملية تطبيع كاملة".
وعن موقفهم في "رابطة الصحافيين السوريين" من ذلك، يوضح عيد بأنه "قد لا يكونون معنيين بسياسات الدول أو توجهاتها، لكن بطبيعة الحال نحن لدينا قضية، وإذا ما تحدثنا عن القضية العامة لسورية، فنحن نرفض التطبيع مع نظام الأسد وكل المؤسسات المتفرعة عنه والتي يديرها هذا النظام، واتحاد الصحافيين في دمشق هو جزء من هذه المنظومة".
وبين عامي 2011 و2012 قطعت معظم الدول العربية والعالمية علاقتها مع النظام السوري، على خلفية قمعه الوحشي للاحتجاجات المناهضة له، ما خلف ولا يزال آلاف القتلى من السوريين، وسحبت هذه الدول سفراءها وأغلقت سفاراتها احتجاجاً على ممارسات النظام، لكن بعض الدول سعت في الفترة الأخيرة لتعيد علاقاتها تدريجياً مع النظام بعد استعادته السيطرة على جزء من المساحات التي خسرها في الأعوام الماضي من عمر الثورة، كما فعلت الإمارات نهاية العام الماضي.
وتفتح زيارة وفد من النظام السورية إلى العاصمة السعودية، الباب حول أسئلة مشروعة تتعلق بمدى إمكانية إعادة الرياض لافتتاح سفارتها في دمشق من جديد، بعد أن كانت الإمارات قد اتخذت هذه الخطوة قبل عام كامل. ففي الخامس من أيلول/ سبتمبر من هذا العام، قالت صحيفة "الوطن" الموالية للنظام السوري نقلاً عما وصفته بدبلوماسي عربي إن "افتتاح السفارة السعودية ليس ببعيد"، لكن وزارة الخارجية في المملكة كانت قد نفت في وقت سابق من بداية العام الحالي مزاعم تتعلق بهذا الموضوع. وأوضحت في معرض نفيها ما يدلل على موقفها بهذه الصدد، حيث أشارت الخارجية إلى أنه "حول ما تداولته بعض المواقع الإلكترونية من تصريح منسوب لمعالي وزير الخارجية الدكتور إبراهيم العساف حول افتتاح سفارة المملكة في العاصمة السورية دمشق، نفى مصدر مسؤول بوزارة الخارجية التصريح المزعوم، وأوضح أن التصريح لا صحة له جملة وتفصيلا".
Facebook Post |
Twitter Post
|
وحول هذه الزيارة، يرى رئيس "رابطة الصحافيين السوريين"، علي عيد، وهو تجمع لعشرات الصحافيين السوريين معظمهم من المعارضين للنظام، أنها تأتي "كرسالة بالاتجاه الخاطئ إذا ما قُرئت في سياق المهام الأساسية للعمل النقابي، ومهام والاتحادات العربية أو الدولية القائمة على العمل النقابي".
ويضيف "من المعروف أداء اتحاد الصحافيين السوريين، وأن هذا الاتحاد يتبع بشكل مباشر إلى سلطة الحزب الحاكم في سورية، إذ يتحكم مكتب المنظمات في القيادة القُطْرية للحزب بعمل اتحاد الصحافيين، وبالتالي فإن تبعته للنظام، ورؤيته تتماشى مع الرواية الرسمية للنظام".
ويشير عيد إلى أن "التبرير في استقبال عبد النور مراد من قبل السعوديين كما فهمت، أنهم غير قادرين على منعهم من المشاركة، وهذا إن حاولوا ذلك، ولا أعتقد أنه تمت المحاولة بهذا الاتجاه، فجمعية الصحافة السعودية سعت لإنجاح (منتدى الإعلام السعودي)، الذي كان يقام بالتزامن مع اجتماعات الأمانة العامة لاتحاد الصحافيين العرب، وبالتالي كانت هذه المشاركة، لكن إذا ما جئنا إلى المقررات، فسنجد أن اتحاد الصحافيين العرب لا يزال أداؤه هزيلا، فمعظم أعضائه من اتحادات الدول المشاركة، وهي اتحادات تعمل بشكل أو بآخر تحت مظلة الحكومات في بلدانها، وبالتالي الموقف العام والأداء النقابي الصحافي العام في الدول العربية هو أداء هزيل وضعيف، وهناك دعم من قبل الاتحاد العربي لاتحاد النظام، وصرح رئيس اتحاد النظام في وقت سابق بأن وصول اتحاد دمشق لعضوية الفيدرالية الدولية كان بدعم من الاتحاد العربي، وأنا شخصياً لمست ذلك، فرئيس الاتحاد العربي (مؤيد اللامي) قريب جداً من أنظمة الحكم، وهو على علاقة طيبة مع النظام القائم في العراق، ويتلقى دعما من النظام هناك، وهذا النظام دون أدنى شك تتوافق أهدافه مع أهداف النظام السوري".
وبالعودة لتفسير هذه الخطوة على المستوى السياسي، يرى عيد أنه "لا يمكن إدراجها إلا في سياق التمهيد لخطوات أكبر باتجاه النظام، فمثل هذه الخطوات عادة تبدأ بدعوة أشخاص لهم طابع غير رسمي أحياناً، أو يأخذون صفة نقابية أو (تكنوقراط)، ثم تتطور المسألة لتصبح عملية تطبيع كاملة".
وعن موقفهم في "رابطة الصحافيين السوريين" من ذلك، يوضح عيد بأنه "قد لا يكونون معنيين بسياسات الدول أو توجهاتها، لكن بطبيعة الحال نحن لدينا قضية، وإذا ما تحدثنا عن القضية العامة لسورية، فنحن نرفض التطبيع مع نظام الأسد وكل المؤسسات المتفرعة عنه والتي يديرها هذا النظام، واتحاد الصحافيين في دمشق هو جزء من هذه المنظومة".
وبين عامي 2011 و2012 قطعت معظم الدول العربية والعالمية علاقتها مع النظام السوري، على خلفية قمعه الوحشي للاحتجاجات المناهضة له، ما خلف ولا يزال آلاف القتلى من السوريين، وسحبت هذه الدول سفراءها وأغلقت سفاراتها احتجاجاً على ممارسات النظام، لكن بعض الدول سعت في الفترة الأخيرة لتعيد علاقاتها تدريجياً مع النظام بعد استعادته السيطرة على جزء من المساحات التي خسرها في الأعوام الماضي من عمر الثورة، كما فعلت الإمارات نهاية العام الماضي.
Facebook Post |