تطبيقات في خدمة السياسيين... التآمر بكبسة زرّ

07 مارس 2017
(تيم روبرتس)
+ الخط -
يبدو أنّ السياسيين يلجأون لتطبيقات التراسل المشفّرة، كي يحموا رسائلهم. هؤلاء أنفسهم، يُشرّعون قوانين تسمح بباب خلفيّ للأجهزة الأمنيّة لاختراق التطبيقات المشفّرة وتسليم الرسائل للقضاء والأمن، مخافةً من "الإرهاب المحتمل"، لكنّهم يستغلّون تلك التطبيقات كي ينسّقوا مخطّطاتهم السياسيّة، بحسب ما نقلت صحيفة "ذا غارديان" البريطانيّة

وطبقاً للصحيفة، فإنّ السياسيين يُفضّلون تطبيقاتٍ محدّدة تُتيح التشفير من النهاية إلى النهاية، لتبادل مخططاتٍ سياسيّة، هي "واتساب"، و"كونفايد"، و"سيغنال" و"ويكر".


وفي تقرير لها في فبراير/ شباط الماضي، أشارت صحيفة "ذا تايمز" البريطانيّة إلى أنّ نوابا يدعمون البريكسيت يُنسّقون هجماتهم ضدّ المستشار فيليب هاموند، وحاكم بنك إنكلترا مارك كارني، وقضاة وأخصام لسياسة الخروج من أوروبا، عبر تطبيق "واتساب"، في مجموعة تحت اسم "ERG DExEU/DIT Suppt Group". وفي الوقت نفسه، أشارت الصحيفة إلى أنّ مجموعةً على "واتساب" تُدعى Birthday Group لعبت دوراً بناءً في تنسيق استقالات من الصفّ الأول لحزب "العمال" في 2016، في مخطّط لخلع جيريمي كوربن.

واستخدام تلك التطبيقات في التآمر السياسي يكمن في قدرتها على السيطرة الفوريّة على نقاط الحوار والبقاء على اتّصال آني. وقال أحد النواب لـ"ذا تايمز"، إنّ "القوة الحقيقية في استخدام مجموعات واتساب تكمن في قدرتنا على طلب الصمت من أي شخص فوراً".

ولا يُمكن تأكيد وجود تلك المجموعات إلا في حال تسريبها من الداخل أو اختراقها.

ويتم استخدام تلك التطبيقات بسبب التشفير الذي توفّره، وهو ما يُعتبر غير متوقّع، بحسب ما يقول جيم كيلوك، المدير التنفيذي لمجموعة "أوبن رايتس" (Open Rights Group). ونقلت "ذا غارديان"، الأحد، عن كيلوك قوله إنّ النواب عندما يحاججون لإنشاء باب خلفي للتطبيقات المشفّرة، هم يفشلون في معرفة أهميّة التشفير في حياتنا اليوميّة، إن كان للتواصل أو التسوّق أو حتى الأمن البنكي. ويضيف جيم "فكرة أنّ النواب يستخدمون واتساب للتراسل تُثير التهكّم، خصوصاً أنّهم صوّتوا على قانونٍ يُقلّل من خصوصيّة البريطانيين".


وفي الولايات المتحدة الأميركيّة، أشارت صحيفة "واشنطن بوست" إلى أنّ الموظفين في البيت الأبيض يستخدمون تطبيقاً يُدعى "كونفايد" لتسريب أحاديث ووثائق للإعلام، "خوفاً من اتهامهم بالتحدث إلى الإعلام".

وشهد البيت الأبيض تسريبات عدّة في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إحداها أدّت إلى استقالة مستشار الأمن القومي الأميركي مايكل فلين.

وبحسب الصحيفة الأميركية، فإنّه يُراد للتطبيق أن يكون مرادفاً لاسمه الذي يعني كتمان السرّ وعدم البوح به. ويؤمن مؤسّسوه أنّ الرسائل عليه يجب أن تكون سريّة كما الكلمة.
وتمّ تأسيس "كونفايد" عام 2013 بغية أن يكون منصّةً لمن يودّون الحديث على مواقع التواصل من دون أن يتركوا أثراً إلكترونياً.

ويعمل التطبيق بثلاث "أساسيات" لضمان تلك السريّة، أولّها التشفير من النهاية إلى النهاية، وثانيها مسح الرسائل فور قراءتها، وثالثها عدم قدرة المستخدمين على التقاط صورة للمحادثة. وقد تكون ادعاءات الشركة حول التشفير صحيحة، إلا أنّ أحداً لا يستطيع إثبات ذلك أو نفيه إذا كان من خارج الشركة، لأنّها لا تقول إجراءاتها في العلن.

وقال الرئيس والمؤسس الشريك لـ"كونفايد"، جون برود، في رسالة بالبريد الإلكتروني لموقع "ماشابل"، إنّه "إذا كانت التقارير التي تفيد بأنّ سياسيي الولايات المتحدة يستخدمون التطبيق صحيحة، فهذا منطقي. فكونفايد مفيد بشكلٍ خاص للذين ينقلون معلومات حساسة".


ويعدّ "سيغنال" من أبرز تطبيقات التشفير المستخدمة للتخفّي حول العالم. وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، أكّدت صحيفة "وول ستريت جورنال" أنّ مساعدي ترامب والرئيس السابق باراك أوباما والمرشحة الخاسرة هيلاري كلينتون يستخدمونه.


لكنّ "ويكر" معروف تحديداً في أستراليا، بعد أن نشرت صحيفة "ذا أوسترليان" عام 2015، تقارير تُشير إلى أنّ مالكولم تورنبول استخدم التطبيق لتخطيط تآمر سياسي أدّى لوصوله لمنصب رئيس الوزراء وخلع توني أبوت.

ويُشبه "ويكر" تطبيق "كونفايد"، فهو يمسح الرسائل، ويُؤمّن التشفير، كما تعرّض لانتقادات بسبب عدم الإفصاح عن إجراءاته المحددة في التشفير.



المساهمون