ناشطون عراقيون: #أنقذوا_المعتقلين_والمغيبين

02 ابريل 2020
أهملت الحكومات الملف (حسين فالح/فرانس برس)
+ الخط -
للمرة الثالثة، يُطلق ناشطون وإعلاميون عراقيون حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تتعلق بملف المعتقلين والمختطفين والمغيبين في العراق. الحملة التي جاءت هذه المرة بعنوان #أنقذوا_المعتقلين_والمغيبين، تهدف لتسليط الضوء على ملف حساس لطالما أهملته الحكومات العراقية لارتباطه بفصائل مسلحة ومليشيات موالية لإيران، لا سيما في بلدة جرف الصخر التابعة لمحافظة بابل، التي تحررت من سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي، إلا أن المليشيات منعت أهلها من العودة بعدما حولتها إلى معسكر يضم سجوناً كبيرة، بحسب سياسيين وبرلمانيين، قالوا إن آلاف المختطفين مودعون في معتقلات "الجرف".

وتعدّ البلدة بمثابة بوابة دخول لمناطق جنوب العراق، إذ تفصل بين العاصمة بغداد ومحافظات الفرات الأوسط وجنوب العراق، وتمرّ من خلالها الطريق الرئيسة، كما تتصل المدينة التي تعتبر أكبر ناحية إدارية في العراق، مع حدود محافظة الأنبار غربي البلاد، وتحديداً عبر بلدة العويسات التابعة لمدينة الفلوجة، التي لا تزال هي الأخرى محرمة على أهلها.

وتسيطر على المنطقة حالياً فصائل مسلحة عديدة، أبرزها كتائب "حزب الله"، و"النجباء"، و"العصائب"، و"الخراساني"، وفصائل أخرى كلها مرتبطة بإيران، وباتت أخيراً تعرّف عن نفسها بعبارة "المقاومة الإسلامية"، ومحلياً يطلق عليها اسم "الولائية"، في إشارة إلى إيمانهم بمشروع الولي الفقيه الإيراني، ولتمييزهم عن فصائل مسلحة أخرى ترتبط بالنجف وكربلاء، ولا تتبع بما يتبعه أفراد تلك الفصائل.

وغرَّد عبر "تويتر" الصحافي العراقي إياد الدليمي قائلاً: "ليست وحدها حكومة بغداد التي تعتقل الأبرياء، هناك المليشيات المدعومة من إيران التي لها سجونها الخاصة، هذه السجون حتى منظمات حقوق الإنسان الكارتونية في العراق لا تتمكن من الوصول إليها ولا أحد يعرف عدد معتقليها".


وذهب الصحافي عمر الجنابي إلى أنه "بالرغم من أن التركيز الإعلامي على جرائم الإبادة والتهجير القسري في العقد الأخير تركز على الروهينغا، فإن ما حصل بمنطقة جرف الصخر شمالي بابل أبشع من ذلك. غُيب الرجال واستحوذت فصائل مسلحة على ممتلكات السكان، وترفض السلطات المحلية والمنظمات الدولية إنصافهم".


أما الإعلامي والناشط أحمد الجنابي، فبيَّن أن "ملف المعتقلين والمغيبين، من أكثر الملفات التي استغلها كثير من السياسيين العراقيين لمآربهم الشخصية، من خلال صعودهم إلى البرلمان والحصول على المناصب الحكومية. اليوم حاولوا أن تكونوا صادقين لمرة، وأنقذوا المعتقلين والمغيبين في ظل انتشار وباء #كورونا".


وعرّج الباحث بالشأن السياسي مجاهد الطائي على أنه "كانت هناك قيادات سنية وضعت موضوع المعتقلين كأولوية لها، كانت فعليًا تقاتل من أجلهم إلى أن تم تسقيطها سياسيا بنفس التهم الكيدية بالإرهاب التي يتهم بها الأبرياء من المعتقلين والمغيبين. الجيل السني الثاني من (القيادات) لا يفهم من السلطة غير المال والمنصب".


ودخل تنظيم "داعش" الإرهابي إلى جرف الصخر منتصف عام 2014، قبل أن تتم السيطرة عليها من قبل فصائل "الحشد الشعبي"، التي لم تسمح لسكانها بالعودة إلى مناطقهم، وحولت منازلهم إلى معسكرات ومخازن للأسلحة ومعتقلات، يقول سياسيون وبرلمانيون إنها تضم الآلاف من النازحين المغيبين الذين اعتقلوا عام 2015 على يد مليشيات مسلحة.




المساهمون