"ديلي ستار" اللبنانية توقف نسختها الورقية "مؤقتاً": أزمات مالية وداخلية

04 فبراير 2020
تذرعت بالأزمة المالية (جوزيف عيد/فرانس برس)
+ الخط -
أعلنت صحيفة "ذا ديلي ستار" اللبنانية الناطقة بالإنكليزية إيقاف إصدار نسختها الورقية "مؤقتاً"، في منشور على موقعها الإلكتروني، اليوم الثلاثاء، أرجعت فيه الأسباب إلى "أزمة اقتصاديّة تواجه الإعلام اللبناني والتي تفاقمت بسبب تدهور الوضع الاقتصادي في البلاد". 

وقالت الصحيفة إنّ موقعها الإلكتروني وصفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي ستستمرّ بالعمل بشكل طبيعي. وأشارت إلى أنّ "الانخفاض أوصل إلى الصفر تقريبا إيرادات الإعلانات في الربع الأخير من عام 2019، وكذلك في شهر يناير/كانون الثاني من العام الحالي، ما أدى إلى تفاقم الأزمة المالية التي أصابت الصحف اللبنانية بعد ظهور وسائل الإعلام الرقمية وسنوات من الإنفاق المتناقص على الإعلانات نتيجة للتباطؤ الاقتصادي منذ سنوات".
واعتذرت الصحيفة من قرّاء نسختها الورقية، آملةً في أن تتمكن من الخروج من "العاصفة" لتعود إلى إصدار النسخة في أقرب وقت ممكن.


و"ديلي ستار" التي تأسست عام 1952 كانت أول صحيفة تصدر بالإنكليزية في العالم العربي، وتوقفت عن الطباعة في الحرب الأهلية، ثم عادت للصدور عام 1996. وهي مملوكة لرئيس الحكومة السابق، سعد الحريري، والذي أدت الأزمة المالية في جميع مؤسساته الإعلامية إلى صرف تعسفي لعشرات الصحافيين وعدم دفع رواتب ومستحقات للعاملين بالإضافة إلى إقفال صحيفة وتلفزيون "المستقبل".

وفيما تحجّجت الصحيفة بشكلٍ أساسي بالوضع الاقتصادي الراهن، إلا أنّ الأزمة تضربها منذ سنوات، حجيث موظفوها لا يتقاضون أجورهم شهرياً، بل هناك مماطلة وتقسيط للرواتب منذ ما لا يقل عن عامين. كما تعاني الصحيفة أزماتٍ داخليّة، وقد صرفت صحافياً في ديسمبر/كانون الأول الماضي، "لأنه كان يحضّر لاحتجاج داخلها على عدم تقاضي الرواتب"، وعلى أثر ذلك، استقال عدد من الصحافيين منها.

وانخفض عدد الصحافيين العاملين في "ديلي ستار" من 16 منتصف العام 2019 إلى 5 صحافيين نهايته، نتيجة مغادرتهم إثر مماطلة الصحيفة في دفع مستحقاتهم. لذا، فإنّ نقص عدد الموظفين أدى إلى صعوباتٍ في إصدار النسخة الورقية طوال الشهر الماضي، فاقتصرت كتابة المقالات على عدد قليل جداً من الصحافيين. 

يُشار إلى أنّ الأزمة المالية التي يواجهها الإعلام اللبناني ليست مستجدة، وهي تعود إلى أكثر من 3 أعوام، ما أدّى إلى صرف تعسفي وجماعي من عدة مؤسسات، بالإضافة إلى الاقتطاع من الرواتب، وتهديد الأمان الوظيفي لمئات الصحافيين والعاملين في المجال الإعلامي في لبنان.

وأغلقت صحيفة "السفير"، وصحيفة "الاتحاد" بعد فترة قصيرة من إطلاقها، بالإضافة إلى دار الصياد التي كانت تصدر عنها صحيفة "الأنوار"، وصحيفة "المستقبل" ومكتب بيروت في صحيفة "الحياة" السعودية. كما تواجه الصحف التي ما زالت تصدر صعوبات مالية، وبينها صحيفة "النهار" التي اختفت فيها تقريباً أجور الموظفين منذ عامين، فيما قلّصت صحيفة "الجمهورية" مرتبات موظفيها في شهر فبراير/شباط الحالي.