بات للصحافيين الاستقصائيين في فلسطين... شبكة

18 أكتوبر 2016
من فعالية خاصة بالصحافيين الفلسطينيين (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
دفعت الظروف اليومية التي يتعرض لها الصحافيون الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة، من ملاحقة أمنية وغياب الحماية الكافية للصحافيين الاستقصائيين بالذات، ونقص الخبرة الميدانية والقانونية، بمجموعة منهم للإعلان عن تأسيس شبكة المحققين الاستقصائيين.
ويهدف القائمون على الشبكة للعمل على توفير الحماية الكافية للصحافيين من خلال التعاون مع مختلف الجهات الحكومية في غزة والضفة، والعمل على توفير الخبرات الكافية أمام المحققين الاستقصائيين عبر التدريب وإكسابهم المزيد من الخبرات القانونية والصحافية.
ويقول عضو الشبكة، الصحافي فادي الحسني، لـ"العربي الجديد"، إنّ فكرة تأسيس شبكة للصحافيين الاستقصائيين لم تكن وليدة اللحظة وجرى التفكير فيها منذ عدة سنوات في ظل تصاعد الحاجة لوجود جهة وجسم صحافي يقف إلى جانب المحققين الاستقصائيين ويدافع عنهم أمام الجهات المختلفة.
ويؤكد الحسني أن هناك حاجة لوجود جسم صحافي خاص بالصحافيين الاستقصائيين من أجل العمل على توفير الأدوات الكافية للصحافيين الاستقصائيين العاملين في غزة والضفة الغربية والعمل على توعية الجمهور بطبيعة عملهم.
ويضيف الصحافي الفلسطيني أن مهام الشبكة ستكون العمل على توفير الحماية من خلال الدعم القانوني للصحافي المحقق والعمل على تعزيز أدوات العمل الاستقصائي ومحاولة جلب خبرات خارجية تعمل على تنمية وزيادة خبرات الصحافيين الشباب والهواة.
ويوضح الحسني أن الآونة الأخيرة أبرزت مدى حاجة الأراضي الفلسطينية لوجود جسم صحافي خاص بالصحافيين الاستقصائيين بعد إنتاج عدد من الصحافيين لتحقيقات أثارت ضجة واسعة في الشارع الفلسطيني وأدت لتوجيه اتهامات ضد الصحافيين بالعمل لصالح أجندات خارجية.
وتعرض عدد من الصحافيين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة في الآونة الأخيرة إلى ملاحقة أمنية وقانونية من قبل الأجهزة الأمنية على خلفية تحقيقات صحافية طاولت قضايا فساد ارتكبها بعض المسؤولين العاملين في مؤسسات السلطة الفلسطينية.
ويشير الحسني إلى أن شبكة المحققين الاستقصائيين ستعمل على تعزيز دور الصحافة الاستقصائية بشكل كبير خلال الفترة المقبلة والعمل على تعزيز مبدأ المساءلة، فضلاً عن الدور الذي ستلعبه لخدمة الصحافيين الاستقصائيين وتقديم أدوات مساعدة لهم وتعزيز مهاراتهم.
وينوه بأن الشبكة ستكون في إطار نقابة الصحافيين الفلسطينيين، وستسعى للعمل على توفير كل الاحتياجات أمام الصحافيين الاستقصائيين، خصوصاً في قطاع غزة، من خلال التعاون مع مختلف الجهات لحماية الصحافي.

وستعمل شبكة المحققين الاستقصائيين خلال الفترة المقبلة على عقد سلسلة من اللقاءات والاجتماعات الموحدة في الضفة الغربية وقطاع غزة لوضع خطة عمل والعمل على معرفة الاحتياجات الأساسية للصحافيين على الصعيد القانوني والتدريبي.
ويعاني الصحافيون الفلسطينيون من نقص في خبرات إعداد التحقيقات الاستقصائية في ظل غياب الاهتمام الحقيقي بهذا الفن الصحافي من قبل المؤسسات الإعلامية واعتماد الصحافيين على مهاراتهم الذاتية التي اكتسبوها من عملهم اليومي في إعداد المواد الاستقصائية.
في الأثناء، يرى الصحافي الاستقصائي، محمد عثمان، أن خطوة تشكيل شبكة للمحققين الاستقصائيين ليست كافية في ظل الحاجة إلى جملة من الإجراءات، منها جسم يجمع الصحافيين المحققين وقوانين تحمي الصحافيين وتسهّل عملية الوصول إلى المعلومات.
ويقول عثمان، لـ"العربي الجديد"، إن تشكيل الشبكة ينتظر منه العمل على توحيد جهود الصحافيين الاستقصائيين، وتنظيمها، وتقديم جزء من الحماية للاستقصائيين والتوجيهات والعمل على تدريب العاملين في هذا الحقل مهنياً وقانونياً.
ويوضح الصحافي الاستقصائي أنه لا بد من العمل على سن قوانين لحماية الصحافيين بشكل عام من قبل الجهات المسؤولة، بالإضافة إلى تنظيم العمل وترتيبه بالشكل الذي يضمن الوصول إلى نتائج جيدة بعد بث أو نشر التحقيق الاستقصائي.
وتعاني الصحف والوكالات الفلسطينية الصحافية المحلية من تقلص في الحريات في ظل تبعية الكثير من هذه المؤسسات للفصائل والأحزاب الفلسطينية، فضلاً عن الملاحقة القانونية والأمنية من قبل الأجهزة الأمنية للصحافيين معدي التحقيقات.
بدوره، يؤكد نائب نقيب الصحافيين الفلسطينيين شريف النيرب، لـ"العربي الجديد"، أنّ تشكيل شبكة المحققين الاستقصائيين جاءت بعد مشاورات ومداولات عديدة تمت بين عدد من الصحافيين والنقابة عن الحاجة لوجود جسم خاص بالصحافيين الاستقصائيين.
ويلفت النيرب إلى أن الحاجة لوجود الجسم جاء في ظل نمو ملاحقة الصحافيين على خلفية تحقيقاتهم الاستقصائية من قبل الأجهزة الأمنية في غزة والضفة الغربية خلال الآونة الأخيرة وضرورة وجود جسم يدافع عن حقوق الصحافيين الاستقصائيين.
ويبيّن النيرب أنّ شبكة المحققين لن تكون جسماً جديداً بعيداً عن إطار نقابة الصحافيين، وستكون ضمن لجان نقابة الصحافيين الفلسطينيين وسيجري طرح عملها على اللجنة العمومية الخاصة بالنقابة لاعتمادها بشكل رسمي خلال الفترة المقبلة.
وشهدت الآونة الأخيرة إنتاج بعض الصحافيين، لا سيما في قطاع غزة، عدداً من التحقيقات الصحافية التي تناولت قضايا فساد في مجالات عديدة، كملف العلاج في الخارج وغش الإسمنت وتنسيقات معبر رفح وغيرها من القضايا التي آثارت ضجة واسعة في الشارع الغزي.





دلالات
المساهمون