مواقع التواصل العبرية تحتفي بالقاتل

31 مارس 2016
(Getty)
+ الخط -
ضجت مواقع التواصل الاجتماعي العبرية بمظاهر التأييد الحماسي لقيام أحد جنود الاحتلال الأربعاء الماضي بإطلاق النار على فتى فلسطيني جريح في مدينة الخليل، وقتله، وهو الحدث الذي وثقته كاميرا أحد الشباب الفلسطينيين في المدينة. وقد عبّر ساسة وضباط وصحافيون ومدونون عن إعجابهم بما أقدم عليه الجندي، وطالب بعضهم بمنحه "وسام البطولة" في حين خلع عليه البعض صفة "الصديق".

ونشر العقيد المتقاعد ران ليفي، الذي قاد ألوية صفوة في سلاح المشاة، على صفحته على "فيسبوك" عريضة تدعو لمنح الجندي القاتل "وسام البطولة"، على اعتبار أن ما أقدم عليه يمثل "السلوك الطبيعي" الذي يجب أن يقوم به كل جندي.

وزعم ليفي الذي تنافست وسائل الإعلام وقنوات التلفزة على استضافته بأن 50 ألف شخص قد وقعوا على العريضة. وقد جاهر كل من وزير التعليم نفتالي بنيت ووزيرة الثقافة والرياضة ميري ريغف ووزير الدولة أوفير كينوس بتأييد ما قام به الجندي.

وعلى حساباتهم على تويتر أخذ كل من بنيت وريغف أوكينوس بطرح المسوغات التي دعتهم لدعم الجندي. ومما لا شك فيه أن أبرز الذين لعبوا دوراً في التحريض على قتل الفلسطينيين من خلال إبراز مظاهر الدعم للجندي القاتل هو النائب السابق الحاخام ميخائيل بن آرييه، الذي حول حسابه على "تويتر" إلى منصة لحشد التأييد وتنظيم الفعاليات المناصرة للجندي. ونشر بن آرييه صورة الدعوة للمشاركة في المظاهرة، حيث اعتبر أن التخلف عن المشاركة سيعد بمثابة "غرس سكين في ظهر الجندي الذي دافع عن شعب إسرائيل بأسره".



أما باروخ مارزيل، زعيم حركة "كاخ" الإرهابية، والذي يقطن في الجيب الاستيطاني في الخليل فقد تباهى بأنه صافح الجندي بعيد إطلاق النار على الفتى الفلسطيني الجريح. ونشر مارزيل على حسابه على "تويتر" فيديو يظهره وهو يصافح الجندي، حيث كتب أنه كان عليه احتضان الجندي وتقبيله بسبب ما أقدم عليه.

وقد انضم اتحاد شبيبة حزب "البيت اليهودي"، المشارك في الائتلاف الحاكم إلى حفلة الاحتفاء بالجندي القاتل، حيث أنه دعا للمشاركة في الفعاليات التي تنظم من أجل دعم الجندي والدعوة لإطلاق سراحه وعدم محاكمته. وقد تبين أن الجندي القاتل، الذي لم يتم الكشف عن اسمه بعد، كان ناشطاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث برز من خلال مناشيره تطرفه الديني.

وكشف الصحافي أمنون أبرموافيتش، كبير المعلقين في القناة الثانية النقاب عن أن الجندي كان يكثر من كتابة التعليقات على المناشير الواردة في الصفحة الرسمية لمنظمة "لاهفا" الإرهابية التي تنفذ اعتداءات ضد الفلسطينيين، سيما في القدس. وحسب ما قاله أبراموفيتش خلال مشاركته في برنامج "أستوديو الجمعة" مساء الجمعة الماضي، فقد سجل الجندي إعجابه بمنشور لمنظمة "لاهفا" كان يدعو لطرد زهافا غالؤون، زعيمة حزب "ميريتس" اليسارية لغزة.

من ناحيته قال روني دانئيل، المعلق العسكري في القناة في نفس البرنامج أنه لا يمكن فهم ما أقدم عليه الجندي دون الأخذ بعين الاعتبار حقيقة أن مواقع التواصل الاجتماعي العبرية اهتمت كثيراً بالفتوى التي أصدها الحاخام الأكبر لإسرائيل إسحاق يوسيف مؤخراً؛ والتي طالبت جنود الاحتلال بإطلاق النار على كل فلسطيني يحمل سكيناً حتى لو كان الأمر بخلاف تعليمات قيادة الجيش.