يعتمد المرشح الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية الأميركية، مايكل بلومبيرغ، حملة انتخابية غير تقليدية، ويركز على مواقع التواصل الاجتماعي حيث ينشر آلاف الإعلانات بملايين الدولارات، مما يجعل جهود إعادة انتخاب الرئيس الحالي، دونالد ترامب، الضخمة على "فيسبوك" تبدو ضئيلة إذا قورنت به.
في تحقيق استقصائي نشرته صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، أمس الجمعة، أفادت بأن أكثر من 1.6 مليار من إعلانات الحملة الرئاسية الأميركية البالغ عددها 2.4 مليار تخص بلومبيرغ، خلال الأسابيع الستة الأولى من العام الحالي. وأشارت الصحيفة إلى أن بلومبيرغ أنفق 45 مليون دولار أميركي على إعلانات "فيسبوك"، منذ إطلاق حملته منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. المبلغ يتفوق على ما أنفقه منافسوه كلهم مجتمعين.
ولفهم الدوافع والكيفية التي ينفق فيها بلومبيرغ هذه المبالغ الطائلة على "فيسبوك"، أسست "ذا غارديان" قاعدة بيانات لـ 142937 إعلاناً "فيسبوكياً" أطلقتها حملة بلومبيرغ بين 15 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2019 و18 فبراير/شباط الحالي. ووصفت الصحيفة البريطانية النتائج بـ "المشتتة" و"الساحقة" و"المحيرة"، فعلى سبيل المثال أنفق المرشح الديمقراطي أموالاً أكثر لعرض إعلانات عن حرائق الغابات للناخبين في أوهايو من الناخبين في كاليفورنيا.
طبعاً، لا يكتفي بلومبيرغ بإعلانات "فيسبوك". الملياردير الأميركي أنفق أكثر من 250 مليون دولار أميركي على الإعلانات التلفزيونية، وأكثر من أربعين مليون دولار أميركي على إعلانات "غوغل" و"يوتيوب".
تعتمد حملته أيضاً أساليب غير معتادة على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ جنّدت شركة للتسويق الرقمي تدفع للشخصيات المؤثرة (إنفلونسرز) على منصة "إنستغرام"، مقابل نشر صور ساخرة تُعرف بالـ "ميمز" عن بلومبيرغ، وفق ما كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" أخيراً. كما يدفع لمنظمين رقميين يعملون بدوام جزئي، ويتقاضى كل منهم 2500 دولار أميركي شهرياً، لنشر رسائل داعمة له بانتظام وتجنيد أصدقائهم، وفقاً لصحيفة "وول ستريت جورنال".
تركز معظم رسائل حملة بلومبيرغ، على مواقع التواصل الاجتماعي، على الرئيس الحالي دونالد ترامب وإدارته، إضافة إلى قضية الأسلحة التي يوليها المرشح الأميركي اهتماماً خاصاً. تشمل الموضوعات الرئيسية الأخرى البيئة وأزمة المناخ والهجرة والتعليم والبنية التحتية، وتُوجه إلى النساء أكثر من الرجال، وفق ما وجدت "ذا غارديان".
يُذكر أن منصة "تويتر" علقت سبعين حساباً كانت تنشر محتويات داعمة لبلومبيرغ. وقال ناطق باسم الشبكة الاجتماعية يوم الجمعة: "اتخذنا إجراءات ضد مجموعة من الحسابات، لخرقها قواعدنا حول التلاعب والرسائل المكثفة غير المرغوب فيها على المنصة".
ووفقاً لموقع "تويتر"، فإن بعض الحسابات أغلقت نهائياً، فيما قد يعاد فتح حسابات أخرى بمجرد أن يثبت الأشخاص المعنيون أنهم التزموا قوانين المنصة.
وأفادت الصحافة الأميركية بأن "فيسبوك" يخطط أيضاً للرد على الأساليب التي يلجأ إليها مايكل بلومبيرغ في حملته الانتخابية.