"السيلفي" يكشف عن الشخصية النرجسية

20 يوليو 2016
كيم كارداشيان معروفة باسم "ملكة السيلفي" (تشارلي غالاي/ Getty)
+ الخط -
كشفت دراسة حديثة أن كثيراً من ملتقطي الصور لأنفسهم (السيلفي)؛ يقيّمون صورهم الشخصية أكثر بكثير مما يقيمها به الآخرون. وبالرغم من أن هؤلاء قد يدعون أنهم يكرهون النرجسية التي تظهر في صور الآخرين الشخصية؛ فإنهم يصنفون ويهيمون بصورهم الخاصة أكثر ممن ينتقدونهم. 
وأجرى هذه الدراسة باحثون في جامعة تورنتو الكندرية، ونشرتها مؤخراً "مجلة علم النفس الاجتماعي والشخصية". ويقول البروفيسور دانيال ري، رئيس فريق البحثي، "إنّ الأمر كان مفاجأة حقيقية، فقد يبدو أن الناس لا يحبون رؤية الصور السيلفي الخاصة بالآخرين، ولكن عندما تسأل نفس هؤلاء عن تقييمهم لصورهم الشخصية؛ تجدهم ينسون ما قالوه عن غيرهم، ويضعون تقييماً عالياً لصورهم السيلفي الخاصة".
ولإنجاز هذه الدراسة قام دانيال وفريقه باصطحاب 200 طالب من أبناء المرحلة الجامعية إلى
غرفة، ثم طلبوا من كل واحد منهم أن يلتقط لنفسه صورة يرضى عنها كي تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي الإلكترونية. دخل الباحثون الغرفة وقد طلبوا من كل طالب أن يقف ليصوروه في لقطة تبدو وكأن أحد أصدقائه التقطها له. ثم طُلب من هذه العينة البحثية، والذين كان متوسط عمرهم 22 عاماً؛ أن يقوموا بتقييم صورهم الشخصية على مقياس من 1 – 7 من حيث الجاذبية (1= ليست جذابة إطلاقا، 7= جذابة جداً)، ومن حيث الإعجاب بالصورة (1= غير محبوبة تماماً، 7= محبوبة جداً).
هؤلاء الطلاب؛ والذين لم يكونوا على علم بماهية الدراسة، كان قد طُلب منهم أيضًا ملء بيانات استطلاع حول الشخصية النرجسية، وكذلك استبيان حول تصورهم للشخصية النرجسية، وأيضاً حول عاداتهم في التقاط صور سيلفي لأنفسهم.
مجموعة أخرى منفصلة ومشابهة تبلغ نحو 200 شخص، طُلب منهم جميعاً تقييم الصور التي التقطها الطلاب لأنفسهم، على نفس مقياس الجاذبية والإعجاب السابق. وقد ذَكَر ما يقرب من نصف أفراد العينة أنهم يلتقطون صوراً لأنفسهم بانتظام، فقط نحو خمس صور في الأسبوع السابق على الدراسة، كما أنهم نشروا نحو ثلث تلك الصور على الإنترنت في غضون أسبوع.
جاءت نتائج الدراسة لترسم صورة لما وراء تقييم الصور الشخصية، حيث المقارنة بين وجهات النظر عن الذات والآخر، عبر تقييم الطريقة التي نقدم بها صورنا وأنفسنا على الإنترنت. كان رأي ملتقطي السيلفي لأنفسهم أن (حوالي 4,5 /7 في المتوسط على مقياس الجاذبية، 5 /7 في المتوسط على مقياس الإعجاب) وكان هذا التقييم أعلى من تقييمهم للصور التي التقطها الآخرون لهم (حوالي 3,5 /7 في المتوسط على مقياس الجاذبية، و4 /7 في المتوسط على مقياس الإعجاب). كانت آراء من التقطوا صوراً لأنفسهم أعلى بالمقارنة مع رأيهم في صورهم التي التقطت بواسطة أصدقائهم.
ويقول دانيال راي، إنهم واجهوا وقتاً عصيباً لتحديد المجموعة الأقل التقاطاً للسيلفي، وبعض الناس كان يلتقط ما بين 20-100 صورة في الأسبوع الواحد. وهذه المجموعة كان رأيها في صورها الملتقطة بأيديهم أكثر إيجابية بكثير من تلك الملتقطة بواسطة آخرين. وهو يخلص إلى أن كثيراً من الناس يكثرون من خداع أنفسهم، حين يزعمون أنهم ليسوا نرجسيين. وأن تقييمهم لصورهم بأنها الأكثر جاذبية وتلقياً للإعجاب دليل على هذا الخداع، بالرغم من أنهم يجعلون أنفسهم بهذه الآراء أقل جاذبية ممن ينتقدونهم. فيما يضيف راي أنه مهتم بمتابعة هذا المسح مع عينات أكبر وأكثر تنوعاً؛ لأن وجهات النظر حول وجود صورنا على الإنترنت يمكن أن يكون لها آثار وانعكاسات مهمة على علاقاتنا الشخصية بالآخرين، بل وعلى تقدمنا الوظيفي.



دلالات