الصحافة الورقية في إيران تستأنف نشاطها قريباً

07 ابريل 2020
تعطّلت الطباعة لأسبوع واحد (فرانس برس)
+ الخط -
لم ينجح فيروس كورونا في إيقاف عجلة إصدار الصحافة الورقية في إيران إلا لأسبوع واحد، لينهزم أمام إصرار الإعلاميين والصحافيين الإيرانيين على استمرار النشاط الصحافي الورقي، لأهميته البالغة في هذه الظروف. فبعد انتقادات متزايدة لقرار وقف النشر، أعلنت اللجنة الوطنية لمكافحة كورونا، اليوم الثلاثاء، استئناف نشر الصحافة الورقية في كافة أنحاء البلاد، اعتبارا من السبت المقبل.

وأشارت اللجنة الإعلامية التابعة للجنة الوطنية لمكافحة كورونا، في بيان، إلى أن جميع الصحف والجرائد والمجلات الورقية ستنشر اعتباراً من السبت المقبل، بالتزامن مع تنفيذ خطة "التباعد الاجتماعي الذكي"، مع مراعاة التوصيات الصحية لوزارة الصحة الإيرانية في جميع مراحل الطباعة والتوزيع، بموجب الخطة الجديدة.

وأكدت اللجنة على "الأهمية والدور المؤثر للإعلام الورقي" في مواجهة كورونا. من جهته، أكد مستشار وزير الصحة الإيراني، علي رضا وهاب زادة، صدور قرار السماح للصحافة الورقية باستئناف نشاطها.

ويأتي السماح للصحافة الورقية باستئناف نشاطها، بعد انتقادات من أوساط إعلامية ضد القرار، حيث وجّه مدراء سبع صحف إيرانية إصلاحية، هي "اعتماد" و"دنياي اقتصاد" و"ابتكار" و"مردم سالاري" و"آفتاب يزد" و"جهان صنعت"، رسالةً للرئيس الإيراني حسن روحاني، في وقت سابق، دعوا فيها إلى منع إيقاف انتشار الصحف الورقية في البلاد.

دعا هؤلاء الإعلاميون روحاني إلى إصدار تعليمات للجنة الوطنية لمكافحة كورونا بالسماح لنشر الصحف الورقية مع اتخاذ تدابير صحية وفنية، "لكي تلعب وسائل الإعلام في هذه الظروف الحساسة دورها المؤثر والتوعوي والبنّاء والتاريخي لتجاوز الأزمة".

وبحسب بيانات وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، فإن 4100 مجلة وجريدة وصحيفة تُنشر في إيران في مختلف المجالات العلمية والإعلامية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والرياضية، منها نحو 30 صحيفة يومية توزع على المستوى الوطني.

وكانت اللجنة الوطنية لمكافحة كورونا في إيران قد أصدرت أمرا بإيقاف إصدار الصحف والمجلات الورقية المطبوعة في البلاد، حتى نهاية تنفيذ خطة "التباعد الاجتماعي" التي فرضتها الحكومة الإيرانية لكبح تفشي كورونا.

ودعت اللجنة أصحاب الصحافة الورقية في إيران إلى نقل نشاطها إلى العالم الافتراضي ومواقع التواصل الاجتماعي. وحينها، وفي أول تعليق على هذا القرار، أبدى رئيس نقابة الصحافيين في محافظة طهران، الصحافي الإيراني المعروف عباس عبدي، تحفظه على تعطيل الصحف في إيران، داعياً الحكومة الإيرانية إلى "الاهتمام بجدية أكثر بموضوع الإعلام والخبر والتقرير الإخباري، خصوصا في ظروف تفشي كورونا"، مطالبا إياها بـ"دعم الصحف المستعدة للنشاط لتتمكن من نشر نسختها الورقية أو على الأقل الرقمية".

ودعا عبدي، في حديث مع موقع "مدارا" الإيراني، الحكومة الإيرانية إلى "الاهتمام بأمر الإعلام بنفس اهتمامها بالصحة"، وإعادة النظر في قرار إغلاق الصحف الورقية، معتبرا أن "أحد المخاطر في الوقت الراهن هو زيادة نشر أخبار ملفقة وغير صحيحة حول كورونا بعد غياب الصحف". ​
المساهمون