تماماً كما الموقف الرسمي من وفاة الرئيس المخلوع حسني مبارك، تناولت الصحافة المصرية بالكثير من التخبط والارتباك، تغطية الخبر في أعدادها الصادرة، صباح اليوم الأربعاء.
فقد جاء الموقف المصري مرتعشاً من ذكرى ثورة يناير/كانون الثاني 2011 التي خُلع فيها الرئيس الراحل، مع الفخر في الوقت عينه بكون مبارك من أبناء الجيش المصري وأحد أبطال حرب أكتوبر. وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، السفير بسام راضي، في صفحته الرسمية على "فيسبوك"، إنّ رئاسة الجمهورية المصرية "تنعى ببالغ الحزن رئيس الجمهورية الأسبق السيد محمد حسني مبارك، لما قدمه لوطنه كأحد قادة وأبطال حرب أكتوبر المجيدة، حيث تولى قيادة القوات الجوية في أثناء الحرب التي أعادت الكرامة والعزة للأمة العربية".
ونعت القيادة العامة للجيش المصري، الرئيس المصري الأسبق. وقال المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة المصرية، في صفحته على "فيسبوك"، إنّ "القيادة العامة للقوات المسلحة تنعى ابناً من أبنائها وقائداً من قادة حرب أكتوبر المجيدة، الرئيس الأسبق لجمهورية مصر العربية محمد حسني مبارك، الذي وافته المنيّة صباح اليوم (أمس)، وتتقدم لأسرته ولضباط القوات المسلحة وجنودها بخالص العزاء وندعو المولى سبحانه وتعالى أن يتغمده بواسع رحمته. وإنّا لله وإنّا إليه راجعون".
ورغم إدانة مبارك بحكم نهائي صدر في 9 يناير/كانون الثاني 2016، بالاستيلاء على نحو 125 مليون جنيه (نحو 8 ملايين دولار) من مخصصات القصور الرئاسية، إلا أنّ القوات المسلحة قالت في بيان نعيها إنه "ابن وقائد في القوات المسلحة المصرية" وبناءً عليه تنظم الرئاسة له اليوم جنازة عسكرية.
ما بين "قائد وبطل عسكري" و"رئيس حكومة مدان بالفساد والنهب"، يمكن تلخيص الموقف الرسمي من وفاة مبارك، وعلى المنوال نفسه يمكن تلخيص التناول الصحافي لخبر وفاته. فقد تنوعت المانشيتات الرئيسية في الصحف المصرية الحكومية منها والحزبية والخاصة في وصْف مبارك ونعيه.
وما بين إفراط في شهادات الحزن والبكاء، وتهميش متعمد لخلعه واتهامه في قضية "قصور الرئاسة" بملايين الدولارات، خرجت الصفحات الأولى للصحف المصرية، الأربعاء.
ونشرت صحيفة "اليوم السابع" المصرية الخاصة، صفحتها الأولى اليوم باللونين الأبيض والأسود وصورة كبيرة لمبارك بالبِذلة العسكرية وشارة حداد سوداء مع مانشيتات وعناوين "مبارك في ذمة الله.. آخر كلماته: وسيحكم التاريخ بما لي وما عليّ"، و"إعلان حالة الحداد العام 3 أيام.. وجنازة عسكرية من مسجد المشير إلى مقابر الأسرة بمصر الجديدة"، والرئاسة: أحد قادة وأبطال حرب أكتوبر.. القوات المسلحة والبرلمان ينعيان مبارك".
وكذلك صحيفة "روز اليوسف" القومية المصرية، نشرت صورة كبيرة لمبارك بالبِذلة العسكرية في نصف صفحتها الأولى وشارة حداد سوداء مع عنوان "مبارك في ذمة الله"، و"مصر تعلن حالة الحداد في أنحاء الجمهورية لمدة 3 أيام". ونصف الصفحة الأولى السفلي نشرت فيه بياني الرئاسة والقوات المسلحة المصريتين وبروفايل عن مبارك.
ونشرت صحيفة "البوابة" المصرية الخاصة أيضاً صورة لمبارك في منتصف العمر على صفحتها كاملة مع شارة سوداء ومانشيت "ورحل الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك". كذلك صحيفة "الوفد" المصرية الحزبية نشرت صورة لمبارك وهو يرتدي البِذلة العسكرية، مع عنوان "حسني مبارك في ذمة الله" و"القوات المسلحة تنعى مبارك"، و"حزب الوفد ينعى الرئيس الأسبق".
أما صحيفة "الأهرام" القومية المصرية، فقد نشرت خبراً رئيساً على يمين صفحتها الأولى بصورة لمبارك مع شارة حداد وعنوان "مبارك في ذمة الله".
صحيفة "الأخبار" القومية المصرية نشرت في أعلى ترويستها صورة صغيرة لمبارك مع عنوان بخلفية سوداء "الرئاسة تنعى الرئيس السابق حسني مبارك"، و"حداد 3 أيام.. والقوات المسلحة: أحد قادة حرب أكتوبر". أما صحيفة "الدستور" المصرية الخاصة، فنشرت خبراً صغيراً على يمين صفحتها الأولى مع صورة رسمية لمبارك من خلفه علم مصر، وعنوان "حداد 3 أيام على وفاة مبارك".
وفي صفحة داخلية، أفردت صحيفة "الشروق" المصرية الخاصة مساحة لنعي المخلوع، ونشرت تقريراً مصاحباً لصورة كبيرة له بعنوان "وفاة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك"، وتقارير أخرى عناوينها "اذكروا محاسن موتاكم"، و"مبارك المتهم بعد الثورة براءة من القتل وإدانة في المال العام".