وقف صحافيين مصريين عن العمل وتغريمهم بسبب والدة السيسي

13 ابريل 2018
تضمن العدد صورة "غير حقيقية" لوالدة السيسي(فيسبوك)
+ الخط -



تقدم أربعة صحافيين مصريين في مجلة "الهلال" الحكومية بمذكرة إلى نقيب الصحافيين، عبد المحسن سلامة، ورئيس الهيئة الوطنية للصحافة، كرم جبر، للمطالبة بالتحقيق في القرار الصادر من رئيس تحرير المجلة بوقفهم عن العمل لمدة خمسة عشر يوماً، وتغريم كل منهم مبلغا ماليا يتراوح ما بين 4500 جنيه إلى 12 ألف جنيه، بسبب كتابة اسم والدة الرئيس عبد الفتاح السيسي بالخطأ، تحت صورة لسيدة أخرى.

وكشف "العربي الجديد" في 14 مارس/ آذار الماضي عن إجراء مؤسسة "دار الهلال" الصحافية تحقيقاً سرياً، بسبب تقرير نُشر في عددها الصادر عن الشهر ذاته حول رؤساء مصر، تضمن صورة "غير حقيقية" لوالدة السيسي، بعدما تلقى رئيس مجلس إدارة الدار، مجدي سبلة، ورئيس تحرير المجلة، خالد ناجح، توبيخاً من مؤسسة الرئاسة، وتحديداً من مدير مكتب السيسي، اللواء عباس كامل.


وأصدرت مجلة "الهلال"، مطلع مارس/ آذار، عدداً تذكارياً عنوانه "الرئيس"، احتوى على موضوعات عدة، منها الحالة الصحية والنفسية لرؤساء مصر، والسلطة والمثقفون بين الحوار والصراع، وحكايات وأسرار الحياة الخاصة للرؤساء، إضافة إلى موضوع أمهات الرؤساء، الذي تناول شائعة مفادها أن والدة السيسي من أصول مغربية يهودية، وعلى أثر ذلك سحبت المجلة جميع أعدادها من الأسواق بغرض إتلافها.

وطاولت العقوبة كلا من مدير تحرير المجلة، محمد السيد، والمستشار الفني لها، محمود الشيخ، والمحرر بقسم الديسك، رضوان آدم، والصحافي علي رزق، إذ تقدم رئيس تحرير "الهلال" بشكوى ضد الصحافيين الأربعة، يزعم فيها أنهم غيروا التعليقات المكتوبة تحت الصور في موضوع "أمهات الرؤساء" بعد مغادرته مقر المجلة، وبناءً على شكواه تمت إحالتهم إلى إدارة الشؤون القانونية في المؤسسة، للتحقيق معهم في ما نسب إليهم.

وشملت العقوبة التأديبية ضد الصحافيين تغريمهم ما يعادل 10 بالمئة من خسائر مؤسسة "الهلال" من طباعة، وسحب نسخ المجلة من السوق، بسبب الخطأ المنسوب إليهم، بناءً على توصية من الهيئة الوطنية للصحافة، المنوط بها الإشراف على المؤسسات الصحافية القومية (الحكومية)، استناداً إلى قانون التنظيم المؤسسي للصحافة والإعلام الصادر من البرلمان في العام 2016.



وتُعد "دار الهلال" أقدم مؤسسة ثقافية صحافية مصرية وعربية، تأسست في العام 1892 على يد جرجي زيدان في مصر، ومجلة "الهلال" الصادرة عن الدار بصفة شهرية من أقدم المجلات العربية في مجال الثقافة، وصدر العدد الأول منها في 1892 بافتتاحية كتبها زيدان أوضح فيها خطته، وغايته من إصدارها، لتتعدد بعدها إصدارات الدار ما بين المجلات، والكتب، والروايات، والكتب الطبية.

واستهل السيسي ولايته الثانية بحملة شرسة على الإعلام الخاص، إذ اقتحمت قوات الأمن موقع "مصر العربية" الإخباري، واعتقلت رئيس تحريره، الصحافي عادل صبري، لتقرر النيابة العامة حبسه خمسة عشر يوماً، بدعوى مواجهته اتهامات "نشر أخبار كاذبة، وتكدير السلم العام، وتهديد السلام الاجتماعي"، على خلفية نشر الموقع تقريراً منسوباً لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، يتناول ظاهرة شراء الأصوات في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.

كما أصدر مجلس إدارة صحيفة "المصري اليوم" اليومية، قراراً بإقالة رئيس تحريرها، محمد السيد صالح، وتعيين الصحافي الموالي للنظام، حمدي رزق، بدلاً منه، على خلفية الضغوط الأمنية التي تمارس على الصحيفة، بعد نشرها تقريراً يفضح بعضاً من انتهاكات الانتخابات الرئاسية، الفائز بها السيسي بأغلبية "كاسحة"، ويشكك في مشروعيتها العديد من المنظمات الحقوقية.