جاءت المشاهد التي بُثت لعملية تسلّم ضابط الصاعقة السابق في الجيش المصري هشام عشماوي، الذي تُوجه له السلطات المصرية اتهامات بالتورط في عمليات إرهابية على أراضيها، لتكشف للمرة الأولى عن قوات خاصة جديدة تم تشكيلها بشكل غير معلن، تتبع جهاز الاستخبارات العامة، والذي يتبع بدوره رئاسة الجمهورية.
وظهر أفراد ملثمون يرتدون زياً عسكرياً، كتب عليه G.I.S، وهي عبارة عن الأحرف الأولى لـ General Intelligence Security، أي قوات أمن الاستخبارات العامة، خلال عملية تسلم عشماوي. وكانت مصادر رفيعة المستوى كشفت في وقت سابق، لـ"العربي الجديد"، عن تشكيل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي جهازاً أمنياً جديداً، معنياً بأمنه الشخصي، وكذلك منعاً لأي محاولات للانقلاب عليه، حيث كان يشرف على إدارة هذا الجهاز وتشكيله اللواء عباس كامل حين كان مديراً لمكتب السيسي في رئاسة الجمهورية، قبل أن ينتقل إلى رئاسة جهاز الاستخبارات العامة. وأوضحت المصادر وقتها أن الجهاز يضم نخبة من الضباط الأكفاء من القوات المسلحة والشرطة.
وبحسب مصادر تحدثت، إلى "العربي الجديد"، عقب ظهور الجهاز الأمني بشكل رسمي في عملية تسليم عشماوي، فإن تلك "القوات لها مجموعة من المهام المتمثلة في تأمين تحركات رئيس الجمهورية، ومراجعة خطط تأمينه، وكذلك الإشراف على تحركات وتأمين عدد من الشخصيات الحساسة في الدولة". وأضافت المصادر أن "تلك القوات تتولى أيضاً الإشراف على تأمين المنشآت الحيوية، كما تتولى عمليات مكافحة الإرهاب العابر للحدود". وأوضحت المصادر أن القوات الخاصة الجديدة نفذت عمليات استخباراتية وقتالية في ليبيا وسورية، وأشرفت على تسلم واستجواب عناصر مصرية شاركت في عمليات القتال الدائرة في سورية، كما نفذت عمليات عسكرية على الأرض في ليبيا خلال فترات سابقة، مرجحة أن تكون تلك القوات قد شاركت في تحديد مكان عشماوي في ليبيا قبل القبض عليه. وأكدت المصادر أن قوات G.I.S تتمتع بصلاحيات واسعة على أجهزة الأمن المختلفة، حيث تتولى مهام رقابية على عدد من تلك الأجهزة ونشاطها.
وكانت مجموعة عسكرية تابعة إلى "اللواء عمر المختار" في درنة الليبية، ألقت القبض على عشماوي بعد قصف عنيف على حي المغار بمدنية درنة فجر الإثنين 8 أكتوبر/تشرين الأول 2018. ودخلت المليشيات التابعة إلى اللواء الليبي خليفة حفتر إلى درنة، التي تقع على مسافة 300 كيلومتر من الحدود المصرية الليبية، بعد حصار طويل وقصف متواصل من قبل الطيران المصري والإماراتي للمدينة الجبلية التي ظلت هادئة لفترة طويلة، والتي يقطنها نحو 120 ألف نسمة.