هلّ رمضان... التعويل على عطاءات الخيّرين
العربي الجديد
على باب شهر رمضان الحالي كانت التحضيرات على رأس اهتمامات العائلات المسلمة لمواكبة إحيائه بالطرق التي اعتادت عليها في السنوات السابقة. لكن هذه المهمة لم تكن سهلة بالنسبة لكثيرين، لا بل فاقت درجات صعوباتها تلك التي كانت في السنوات السابقة، ما يدل على تفاقم المشاكل المعيشية التي يواجهها كثيرون سواء في دول الشرق الأوسط أو في باقي أنحاء العالم.
وباعتبار أن زلزال 6 فبراير/ شباط الماضي شكل كارثة كبيرة ضربت الشعبين التركي والسوري، لا بدّ أن يحيي عدد كبير منهم شعائر رمضان بالحدّ الأدنى من التحضيرات، وصولاً إلى تغييب مظاهر عدة على الموائد وفي عادات الاستقبالات والزيارات والاهتمام بالأطفال والمسنين والمرضى.
وهنا يبدو جلياً أن عطاءات الخيّرين ومبادرات المنظمات الإنسانية ستضطلع بدور أكبر في ربط مجموعات معينة تعاني من حرمان حياتي هائل بفرحة رمضان التي تظل مأمولة لدى كثيرين يؤمنون بشهر الخير والبركة. وحتى في البلدان غير المنكوبة بالزلزال الأخير ليست حال شعوب مسلمة عدة جيدة مع حلول رمضان، بسبب العيش تحت وطأة الأزمات الاقتصادية والمعاناة من التداعيات السلبية لمشاكل سياسية واجتماعية وحتى بيئية. ومن البديهي أن تلعب الحكومات دوراً في مؤازرة شعوبها في هذه المناسبة، لكن يبدو واضحاً أن المهمات كبيرة في ظل الظروف المعقدة، ولن يكون غريباً بالتالي "استسلام" كثيرين لمصير معايشة رمضان الحالي ببهجة محدودة.