تكثر صور النساء اللواتي يحملن أطفالهن ويهربن بهن من مناطق النزاعات والحروب ويأملن النجاة. ودائماً ما تترافق هذه الصور مع تأكيد المنظمات الدولية المعنية بالنساء وحقوقهن، أن هذه الفئة تعد الأكثر تأثراً بالحروب، بالإضافة إلى الأطفال وكبار السن. شردت حرب السودان التي اندلعت في الخامس عشر من إبريل/ نيسان 2023، الكثير من السودانيات وأطفالهن، وقد تعرض بعضهن لاعتداءات وانتهاكات. وفي وقت سابق، قال الخبير الأممي المعني بحالة حقوق الإنسان في السودان رضوان نويصر، إنه "استمع إلى روايات مقلقة للغاية عن عنف جنسي ضد النساء والفتيات، يُزعم أن عناصر قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها ارتكبوا معظمها". وتشير التقارير إلى أن 70% من الانتهاكات تحدث في أغلب الأوقات جماعياً وأمام أسر الضحايا باعتبارها نوعاً ممنهجاً من الإذلال واعتبار أن انتهاك أجساد النساء هو وسيلة عقاب وسلاح قوي لإضعاف الآخر من خلال هذه الممارسات التي يبقى أثرها النفسي لأجيال.
وفي الأول من يوليو/ تموز الماضي، قال ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في السودان، محمد الأمين، إن حوالي سبعة ملايين امرأة وفتاة في السودان يتعرضن لخطر العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي. أضاف أن تلك الجرائم، ومنها الاغتصاب الجماعي، تكررت وإن آثارها على الأفراد والمجتمع ستمتد لسنوات طويلة. يضاف إلى ما سبق مأساة النزوح والتهجير، وسط اضطرارهن إلى تأمين الأساسيات لعائلاتهن، وسط قلق وخوف من المجهول.
(العربي الجديد)