لم يكن إعلان فوز قطر بتنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، في الثاني من ديسمبر/كانون الأول 2010، حدثاً عادياً على المستوى الرياضي، إذ إنه سيكون البلد الأول في منطقة الشرق الأوسط، وأول دولة عربية وإسلامية تحظى بتنظيم البطولة الكبرى عالمياً.
لكن هذا الفوز لم تتوقف تأثيراته المباشرة عند القطاعات ذات الصلة، وخصوصاً الرياضية والسياحية والترفيهية والإعلامية، بل باتت له آثار واضحة في كل تفاصيل حياة المجتمع القطري اليومية، الذي يستعد حالياً لاستقبال نحو مليون ونصف مليون مشجع من جميع أنحاء العالم. وشهدت السنوات الماضية فورة أعمال بناء وتطوير، تضمنت الكثير من التفاصيل التي عادة ما تزعج السكان، وعلى رأسها ارتباك حركة السير لفترات طويلة.
ويعدّ المجتمع القطري أحد أكثر المجتمعات العربية حفاظاً على التقاليد والعادات، وكان من المحبب ظهور هذا في تفاصيل المونديال، ليُصمَّم استاد البيت على شكل الخيمة البدوية، واستاد الثمامة على شكل "القحفية" التي يرتديها الرجال.
ومنذ نيل شرف تنظيم المونديال، زاد شغف القطريين بكرة القدم، وزاد إقبالهم، من كل الأعمار، على حضور المباريات في الملاعب، وهو أمر لم يكن سائداً من قبل. وخلال السنتين الأخيرتين، زاد تصميم أفراد المجتمع القطري على المشاركة الفعلية في الحدث الرياضي الكبير، ليتطوع الآلاف أخيراً لخدمة جمهور المونديال.